عرسال باللغة الآرامية مكونة من مقطعين الأول عرس ويعني عرش والثاني إل ويعني الله أي عرش الله وذلك لارتفاعها عن سطح البحر1400متر،وتبعد عن بعلبك في البقاع اللبناني حوالي 38 كيلومترا، وعن مركز محافظة البقاع، زحلة، 75 كيلومترا، كما تبعد عن بيروت 122 كلم ، وتشترك مع سوريا بخطّ حدودي طوله50 كم، يغلب التصحر والجفاف عليها، وينتعش تهريب البضائع في البلدة المنسية تنموياً. قد ظهرت عرسال في بؤرة الأحداث العالمية والعربية خلال الأيام الماضية بعد محاولات مستميتة من تنظيمي جبهة النصرة وداعش للسيطرة علي المدينة كموطئ قدم للتكفيريين في لبنان. ويسكن عرسال حوالي 35ألف نسمة غالبيتهم من المسلمين السنة ،ومعروف عنها صناعة السجاد المحلي. وتنقسم عرسال إلى أحياء، ويخص كل حي عائلة من عائلاتها الكبرى،ويبلغ عدد العائلات حوالي أربعين عائلة وأبرزها: حجيري، فليطي، كرنبي، بريدي، رايد، أطرش، عودة، زعرور وأمون. وقفت مدينة عرسال إلى جانب الثوار السوريين وقدمت لهم المأوى والمساعدة والدعم،باعتبار الثوار من السنة ضد النظام العلوي الشيعي بقيادة بشار الأسد ،ولذلك أصبحت عرسال محطة لجوء للسوريين الفارين من منطقة القلمون على وقع شدة المعارك بعد تهجيرهم الأول من بلداتهم في حمص. وتقع عرسال في أقصى الشمال الشرقي من محافظة البقاع طي أودية وهضاب سلسلة جبال لبنانالشرقية. يحدّها شمالاً بلدات الفاكهة ورأس بعلبك والقاع، وجنوباً نحلة ويونين، وشرقاً الحدود السورية، وغرباً تجمع بلدات من رسم الحدث حتى اللبوة. مساحتها البالغة حوالى 316.9 كلم2 تجعلها من كبريات البلدات اللبنانية حيث تشكّل أراضيها 5٪ من مساحة لبنان. وتشير الحفريات والشواهد الأثرية المنتشرة فيها الى أنها سُكنت منذ العهود القديمة الفينيقية واليونانية والرومانية. أما مناخها فشبه صحراوي، بارد شتاءً وحار جاف صيفاً.. وفي عرسال ثمانية وعشرون أثراً لقرى قديمة وأهمها: خربة الرعيان وحصنان (حصن وادي التون وحصن وادي الحنين) قديمان مهمان يدل موقعهما على أنهما كانا حارسين للقوافل عابرة ممر الزهراني بين القلمون في سوريا وسهل البقاع. ولكن، وللأسف، لم تُجرِ وزارة السياحة اللبنانية حتي الآن أي مسحٍ لتلك الآثار ، أما تاريخها الحديث فيشهد بإيمان أهلها المتعلقين بعروبتهم ،حيث قاوموا الأتراك أواخر العهد العثماني مقدّمين الكثير من أبنائهم شهداء على مذبح الوطن. فشنق أكثر من أربعين منهم في حي البستان في البلدة، وأعدم آخرون في بعلبك ودمشق. وعرسال شاهدة على ثورة توفيق هولو حيدر الذي خاض ورجاله معركة شرسة ضد الجيش الفرنسي في محلة «جوار النقّار» قتل فيها 13 جندياً فرنسياً. ومؤخراً سقط في حرب تموز 2006 ثلاثة شهداء بالقصف الإسرائيلي على جرود البلدة في القاع. وكذلك قدّمت عرسال ثلاثة شهداء من الجيش اللبناني في المواجهة مع تنظيم فتح الإسلام في نهر البارد. أما الواقع الثقافي والترفيهي لعرسال فيؤكد أن الموقع النائي والإهمال الخدماتي انعكسا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وحدّا من الانطلاقة الثقافية للبلدة. فغياب البنية التحتية الثقافية والترفيهية كان ذا أثر سلبي واضح على تطور الحالة الثقافية والترفيهية. فعرسال تفتقد المكتبة العامة والملاعب الرياضية ودور الثقافة والترفيه. ونظرا للحالة الإقتصادية المتدنية في عرسال وإهمالها تنمويا وثقافيا ،وملاصقتها للبادية السورية ،أصبحت مرتعا للعناصر المسلحة التي تقاتل الجيش السوري ،سواء كان المسلحون من جبهة النصرة أو دولة الإسلام في العراق والشام – داعش- فكادت المدينة تتحول إلي جزء من مقتنيات داعش لولا تدخل الجيش اللبناني مدعوما بحزب الله خلال الأسبوعين الأخيرين مما ألحق الهزيمة بالعناصر المسلحة من داعش وجبهة النصرة وإنسحابهم إلي العمق السوري. فهل تبقي عرسال يتيمة التنمية وفي حالة عوز إقتصادي لتسقط في أيدي قطاع الطرق من التكفيريين وحلفائهم؟أعتقد أن الحكومة اللبنانية فهمت الدرس ولن تترك عرسال في العراء مرة ثانية.