تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابة الأخير عن مسؤولية كل مسئول في الدولة تحقيق العدل والمساواة والتصدي للفساد والمحسوبة، لكن لم يضع أليه لحماية هذا المسئول من خفافيش الظلام والتي مازالت تعشش في الوزارات في المصالح الحكومية ،حتى أصبح المواطن الشريف عملة نادرة قلما نصادفها في حياتنا اليومية ولو وجدناه نظل نحكي عنة كأنه أسطورة هذا الزمان واسمحوا لي أن احكي لكم قصة ضابط شريف لم تكن لي به سابق معرفة في يوم ذهبت إلى وحدة مرور فيصل لتجديد رخصة العربية وبعدما استكملت كل الإجراءات الازمة لتجديد الرخصة وجاء دوري في تسليم الورق طلبت مني الموظفة بعض البيانات التي ليس لها أي أهمية في استخراج الرخصة سوي نوع من الروتين والاستعراض وعندما بدأت أتناقش معها قالت لي "خلاص شبكة النت فصلت ومفيش رخصة". ذهبت إلي مكتب رئيس الوحدة لم أكن اعرفه دخلت المكتب وجدته يعج بعشرات المترددين علي الوحدة كل واحد بطلبه جلست في انتظار دوري في الحديث وعند فرغ رئيس الوحدة من الموجودين قال لي أأمري ، حكيت له الموضوع فقال: بسيطة واخذ مني الورق وطلب الموظفة وقال لها نحن هنا لتخفيف عن المواطنين وتسهيل الإجراءات بما لا يتنافي مع القانون وطلب منها إنهاء الإجراءات وبعد وقت قصير أخذت الرخصة وانصرفت. وبعد أسبوع كتبت عن حال وحدة مرور فيصل وعن المكان الغير أدمي الذي يعمل به ضباط وأفراد شرطة وكتبت أيضا عن العقيد أيمن الغريب رئيس الوحدة الذي يفتح مكتبة لكل من يتعرض لمشكلة وعن أسلوبه البسيط في التعامل مع المشكلات وقدرته علي احتواء غضب المواطنين وتيسير العمل في الوحدة علي المترددين عليها . ترددت علي الوحدة لعمل متابعة لحال المواطنين في وحدات المرور وفي يوم وجدت العقيد أيمن يجلس في احد الأكشاك الموجودة علي باب الوحدة وعندما سألته لماذا تجلس هنا قال : ضاحكا حتى أوفر علي الناس واستقبلهم علي الباب. رئيس الوحدة شاهدته في أحد الأيام وهو يوصل أبنائه للمدرسة في المواصلات العامة. وهو يعمل في مكان لو لم يكن شريف ونظيف اليد لأصبح من أصحاب السيارات الفارهة . ذهبت الأسبوع لماضي لوحدة تراخيص فيصل بعد أن سمعت عن حادث انفجار قنبلة بدائية الصنع في الوحدة سألت عن العقيد أيمن فوجدت حالة من الرفض والاستنكار بين حوالي 15 فرد شرطة من العاملين بالوحدة وعندما سألت عن السبب قالوا أنهم تقدموا بطلب نقل جماعي من الوحدة بسبب قرار نقل العقيد أيمن الغريب. سألت عن سبب نقل العقيد أيمن قالوا: لا نعلم ولكنه شخص نضيف لا يقبل المحسوبية وتم نقله من رئيس وحدة تراخيص فيصل إلي العمل في الشارع في وحدة مرور الجيزة التي تقع أعلي كوبري الجامعة. خرجت من الوحدة وأنا في قمة اليأس والإحباط وتساؤل كيف لرجل يرفض المحسوبية والواسطة فبدلا من أن يكرم وينقل إلي مكان أفضل ينقل إلي العمل في الشارع وهو ما قد يبدو نوعا من العقاب .