تعودت كل صباح.. وقبل خروجى من المنزل.. شأنى شأن الكثير من المصريين قراءة بعض آيات القرآن الكريم وبعض الأدعية.. ولكننى فى هذا الصباح قرأت آيات أكثر ورددت الدعاء أكثر من مرة والسبب أننى ذاهب إلى إدارة المرور لتجديد رخصة سيارتى! فهذا المشوار بالنسبة لى مهمة ثقيلة وبالذات فيما يتعلق بالحصول على شهادة المخالفات والمعروفة فى نيابة المرور باسم شهادة إبراء الذمة! وصلت بسيارتى إلى محيط مبنى إدارة مرور فيصل فى منطقة المشابك ولا أعلم من هو العبقرى الذى اختار هذا الموقع فالمرور من الشوارع المحيطة به رحلة عذاب! أخذت ألف وأدور بحثا عن مكان لركن سيارتى! وبعد عدة لفات أكرمنى الله وعثرت على مكان وبعد جهد ومعاناة ومناورة للخلف وللأمام واليمين والشمال ربنا قدرنى وركنت «العربية»! دخلت الى مبنى النيابة الملاصق لمبنى المرور وجدت اعداداً غفيرة سبقتنى فى الحضور.. طالت فترة الانتظار وكلما مر الوقت زادت الاعداد والكل فى انتظار الباشا مدير النيابة! بعدما يقرب من الثلاث ساعات حصلت على الشهادة! وتوجهت مسرعا إلى مبنى المرور وأنا أتوقع تكرار سيناريو ما حدث مع شهادة المخالفات! دخلت من الباب استوقفنى ضابط برتبة رائد سألنى عن سبب حضورى فقلت له لتجديد رخصة السيارة فسألنى هل السيارة عليها فحص فقلت لا.. قال ادفع التأمين الاجبارى واشترى النماذج من أى كشك ثم توجه إلى شباك رقم كذا.. نفذت تعليمات الضابط المحترم ثم تقدمت إلى الموظفة بالملف التى راجعته ثم طلبت منى الانتظار حتى اسمع اسمى وأستلم الرخصة لم تمض أكثر من ساعة حتى كانت رخصة التسيير فى جيبى! قلت لنفسى إيه العظمة دى! بركاتك يا أحمد جمال.. بركاتك يا مدير الأمن.. بركاتك يا مدير المرور ولكن هل يمكن أن يكون الأداء بهذه السلاسة بدون إدارة ناجحة لهذا المكان! لابد أن أشكر مدير هذه الوحدة.. سألت من سلمنى الرخصة عن المدير فقال لى العقيد أيمن غريب أول باب بعد الشبابيك.. دخلت إلى حجرة لا تتجاوز مساحتها ستة أمتار مربعة امتلأت تقريبا بالمواطنين وكل واحد بسؤال أو يطلب توقيعا وختم المدير! ظللت أراقب الموقف حتى تنبه العقيد أيمن لوجودى فسألنى عن أى خدمة يمكن تقديمها عرفته بنفسى وقلت أنا جئت لأشكرك وكان الله فى عونك الاعداد كبيرة والطلبات كذلك.. قال فعلا ولكن هذه هى وظيفتنا التى نتاقضى عليها رواتبنا.. ومهمتنا تلبية مطالب المترددين على الوحدة ما دامت مشروعة.. قلت كم رخصة تقريبا تخرج من الوحدة يوميا.. قال نحو ألف ويرجع السبب إلى النطاق الجغرافى الذى تخدمه الوحدة فنحن نخدم على أحياء العمرانية والطالبية والهرم وبولاق الدكرور وتقريبا تعتبر أكبر وحدة على مستوى الجيزة.. قلت ولكن المكان ضيق وموقعه غير مناسب! قال نتعشم أن ننتقل إلى مكان أكبر فى المساحة وبعيد عن هذه المنطقة.. وأنا أضم صوتى إلى صوت العقيد أيمن غريب وأضع هذا المطلب أمام الدكتور على عبدالرحمن محافظ الجيزة واللوء أحمد حوالة مدير المرور لعل وعسى!.. وما دمنا فى نطاق محافظة الجيزة فإننى أتوجه إلى محافظها الدكتور على عبدالرحمن واسأله ماذا تم بخصوص الاستغاثة التى نشرتها الاسبوع قبل الماضى الخاصة بأهالى شارع عبدالحليم قاسم بمنطقة كفر طهرمس وسبب سؤالى أن أهالى الشارع بعد نشر الاستغاثة انضم إليهم سكان شوارع مجاورة لهم وأرسلوا إلى رسالة ثانية يقولون فيها: «الاستاذ... نشكرك جزيل الشكر على الاهتمام بنشر رسالتنا.. وانتظرنا لعل السيد المحافظ أو السيد وزير المرافق أو السيد رئيس مرفق مياه الشرب بمحافظة الجيزة يهتم بالرسالة ويرسل إلينا من يسألنا عن أسباب شكوانا وكيفية حلها.. إننا نتوجه مرة أخرى ومن خلال منبركم الحر إلى السيد الاستاذ الدكتور على عبدالرحمن محافظ الجيزة نناشده الرحمة بنا سكان شارع عبدالحليم قاسم والشوارع الأخرى المحيطة بنا.. ونقول له: يا سيادة المحافظ نحن لا نريد أن نفعل كما يفعل غيرنا الذين يعبرون عن شكاواهم بالاعتصام أمام باب المحافظة أو قطع الشارع وتعطيل المرور.. نستحلفك بالله مرة أخرى أن تهتم بمشكلتنا وتساعدنا فى حلها!».. وأنا بدورى أضم صوتى إلى أصحاب هذه الشكوى وأناشد السيد الدكتور محافظ الجيزة النظر بعين الاعتبار لسكان شارع عبدالحليم قاسم والشوارع الأخرى بمنطقة كفر طهرمس والتى لا تصلها مياه الشرب سوى ساعتين كل يوم يا سيادة المحافظ اطلب أو أمر المسئولين عن مرفق مياه الشرب بالجيزة بسرعة التحرك لأن الماء هو أصل الحياة.. ولعلك يا سيادة المحافظ قد لاحظت إذا كنت قد قرأت هذا المقال اننى تحدثت عن مكانين أو موقعين تحت ولايتك!! الموقع الاول إيجابى وفيه يحصل الناس على حقوقهم من الخدمات فى سهولة ويسر والموقع الثانى يعانى فيه الناس العطش ولا يستمع أحد من المسئولين عن هذا المرفق لمشاكلهم ومتاعبهم! نقلت إليك يا سيادة المحافظ ولكل مسئول الصورة بكل أمانة حتى لا يتهمنا أحد أننا لا نتحدث ولا نسلط الضوء إلا على الأماكن التى تعانى من المشاكل! ذكرنا الإيجابيات هنا وكذلك تحدثنا عن السلبيات فى الموقع الثانى وفى كل من الموقعين الناس المسئولة عنهما بعيدة عن الأضواء.. لكن شتان الفرق بين هذا وذاك! نشر بالعدد 617 بتاريخ 8/10/2012