ونحن فى الألفية الثالثة .. هل من المعقول ان يشرب سكان القرى النائية بالبحيرة مياه الصرف الصحى ؟ هذا الواقع الأليم يعيشه عشرات الآلاف من الذين أرجعوا السبب إلى حالة الشبكات التى تآكلت وصدئت فاختلطت بالصرف الصحى لكونها لم تشهد صيانة أو تجديد وإحلال منذ أكثر من 60عاما، هؤلاء المغلوبون على أمرهم استغاثوا بالأهرام بعد ان خارت قواهم وأصيبوا بأمراض خطيرة. ويقول عبد المنعم حسب الله أحد أبناء أبوالجود بأبوحمص ان أهالى ست قرى وعزب بالزرقا ومظهر،والزيات، والترزى، والمهرة، وأبوالجود، والتى يبلغ سكانها نحو35 ألف نسمه يقاومون الموت البطىء بسبب تلوث مياه الشرب وتغير لونها ورائحتها، نتيجة وجود تآكل فى ماسورة المياه مما يسمح بنفاذ مياه أحد المصارف الزراعية خطيرة التلوث إلى المنطقة المغمورة بها أسفل شريط السكك الحديدية، ثم مياه ترعة سحالى وهو ما يعنى تسرب مياه الترعة والمصرف داخل الماسورة ونجم عن هذا الإصابة بأمراض الفشل الكلوى والكبد وسط معاناة لا تنتهى. ويمضى هانى غريب أحد شباب أبوالمطامير مشيرا إلى أن مشكلة مياه الشرب الملوثة تعد من المشاكل المزمنة والأشد فتكا بصحة أبناء الريف حيث أن شبكات المياه فى عزب الحسن، والسبعاوى، وأبوكاشيك بأبوالمطامير، قديمة ومتهالكة، ومضى عليها أكثرمن ستين عاما وأحيانا نجد المواسيرقد ذابت تماما الأمرالذى أدى الى اختلاطها بمياه المجارى وهو مايتسبب فى ارتفاع نسبة الملوحة والمنجنيز وعليه انتشرت الأوبئة لافتا الى ان أهالى عزب المدبوح البحرى وكوم القدح وأبوخطيب يضطرون الى السيرعلى الأقدام لمسافات طويلة لملء الجراكن للشرب وهم يعانون من هذه المأساة يوميا منذ سنوات ويبدو ان هولاء سقطوا من حسابات المسئولين . أما سعد عبدالعزيز شاهين، رجل أعمال بالمحمودية، فيؤكد أن أهالى قرى كوم زمران، وجزائر عيسى، والدرملى، بالدلنجات والعديد من قرى المحمودية، والرحمانية، ورشيد، وادكو، وكفرالدوار فاض بهم الكيل جراء تلوث مياه الشرب بسبب كثرة الثقوب فى مواسيرالمياه الأمر الذى جعلها أكثر عرضة لنمو وانتشار البكتيريا الضارة فيها.