وأخيراً «انطقت» قناة السويس الجديدة . فقبل أسبوعين مضيا. وفى ذات المكان هنا فى جريدة الأهرام كتبنا عن ضرورة توافر قناة فضائية إعلامية خاصة بقناة السويس الجديدة تبث إرسالها 24 ساعة يومياً وتنقل نبض الحياة هناك فى أكبر مشروع وطنى قومى فى القرن الحادى والعشرين. ليعايش كل مواطن مصرى الحدث بكل تفاصيله. وقلت المطلوب أن يكون لمشروع مصر للقرن الحادى والعشرين قناة تليفزيونية تبث 24 ساعة كل يوم. مطلوب «صوت» لقناة السويس الجديدة يدخل مع الصورة إلى كل بيت مصرى . الحمد لله، من يومين افتتح الدكتور هانى جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية مركزاً إعلامياً للبث التليفزيونى بموقع حفر قناة السويس الجديدة و تم تزويد المركز بوحدة إذاعة خارجية «SNG» حيث يقوم المركز بالتغطية الإعلامية لأعمال الحفر على مدى ال 24 ساعة و يجرى لقاءات مع العاملين هناك من خلال برنامج «محور التعمير» الذى يبث عبر القنوات الإقليمية . نريد هذه القناة التليفزيونية تدخل كل بيت، كل قهوة، كل ناد، كل مصلحة حكومية، كل محطة مترو، كل مطارات مصر. نريد أن يشاهدها كل مواطن مصرى و كل زائر أجنبى، حتى يعيش و يشعر كل منهما بكل ما يحدث على ارض مصر. نريد من هذه القناة أن تغطى أيضاً كل المشروعات القومية الأخرى التى يتم البدء فيها و لا يشعر بوجودها المواطن المصرى البسيط . هناك مشروع قومى «جبار» ثان بدأ و لم يشعر ببدايته أحد حتى الآن. المشروع القومى لتنفيذ شبكة الطرق القومية على أرض مصر كلها بطول 3200 كيلومتر هو مشروع القرن المصرى الثانى بعد مشروع قناة السويس الجديدة. إن الإكتفاء بنشر خبر ذلك المشروع على صفحات الصحف هو أمر لا يعطى المشروع أهميته التى يستحقها عن حق. نحتاج فكرا إعلانيا ترويجيا جديدا لمثل هذه المشروعات العملاقة التى لا تتكرر فى حياة الشعوب إلا كل عدة قرون من الزمان. كيف نجعل مشروع قناة السويس الجديدة «هدية شعب» و«مشروع شعب» . هدية سبوع مولود جديد. هدية عيد ميلاد. هدية نجاح. هدية خطوبة. هدية زواج. هدية زفاف. دائماً نفكر متأخرين ولا نعطى الأمر الوطنى حقه الواجب . أين حملة الإعلانات الترويجية لشهادات استثمار قناة السويس الجديدة؟ أين الملصقات الإعلانية المنتشرة فى مواقف الأتوبيسات، و مواقف السرفيس ومقار البنوك و مكاتب البريد؟ أين الأغنية الوطنية؟ أين الفيلم التليفزيوني، بل قل أين الاهتمام الوطنى الإعلامى بذلك المشروع؟ لا نريدها مشروعات «خرساء». نريدها مشروعات تتحدث عن نفسها، و لسانها الذى ينطق هو القناة التليفزيونية، و الحملات الترويجية. نريد أن يقف الخلق جميعاً ينظرون ومصر ترفع قواعد المجد وحدها. لمزيد من مقالات مؤنس الزهيرى