إرث ثقيل تحملته القوي الإسلامية عقب تصدرها المشهد السياسي في مصر ففي أول انتخابات نزيهة تشهدها مصر خرجت النتائج من رحم الصناديق لتحمل الإسلاميين الذين حازوا نحو ثلاثة أرباع مقاعد مجلس الشعب. ولأن الاسلاميين قد حازوا الاغلبية في مجلس الشعب فقد بات في حكم المؤكد أنه حال اتفاقهم علي تسمية شخص بعينه ودعمهم له سيؤئي به لامحالة إلي سدة الحكم,غير أن سيناريوهات كثيرة مطروحة الآن بهذا الشان في ظل ظهور فصيل جديد يتمتع بشعبية كبيرة وهم السلفيون. فهناك اتجاه عام داخل السلفيين- وان لم يكن علي المستوي الحزبي الرسمي حتي الآن لدعم الشيخ حازم أبو إسماعيل الذي يتفق معهم في السعي جديا نحو تطبيق الشريعة الإسلامية وإلغاء القوانين الوضعية المستوردة التي أذابت هويةالأمة. أما عن الاخوان المسلمين فهناك عدة سيناريوهات متوقعة لعل أقلها حظا هو دعم أحد المرشحين الإسلاميين, لاسيما بعد إعلان الجماعة في أكثر من مناسبة انها لن تدعم أيا منهم, وبالنظر إلي المرشحين الإسلاميين الذين أعلنوا ترشحهم حتي الان نجد أن الجماعة قد حسمت بشكل نهائي عدم مساندتها للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح حتي لايقال إنها استأثرت بالمناصب كلها. أما عن دعم الجماعة ل للدكتور العوا كمرشح رئاسي فليس واردا بالنظر إلي التأكيدات المتتالية للجماعة والتي تنفي فيها أن يكون الرجل مرشح الجماعة, فضلاعن رفض الشريك الجديدالسلفيين الذين يعيبون عليه علاقته الوطيدة بالشيعة ولاسيما حسن نصرالله وحزب الله, وهي تهمة كفيلة وحدها باخراجه من حساباتهم باعتبار ذلك أمرا عقديا لاتهاون فيه. ولسنا بحاجة إلي التأكيد علي رفض الإخوان لترشيح الشيخ حازم فهناك مبررات كثيرة لدي الجماعة تخرجه من دائرة الترشيحات منها ما ذكرناه عن رفض ترشيح أحد الاسلاميين, أضف إلي ذلك آراءه التي يراها البعض صدمة ومجافية للواقع الاجتماعي والسياسي. أما السيناريو الثاني فيتمثل في عدم دعم الاخوان لاي مرشح مكتفين بالتعامل مع اي رئيس تأتي به الصناديق, وهذا السيناريو أيضا غير وارد علي الإطلاق; لأنه سيصب حتما في صالح( عبد المنعم أبو الفتوح) الذي سيحوز أصوات منسوبي الاخوان ومحبيهم لمايحظي به من حب أفراد الجماعة قاطبة لتاريخه الطويل وتضحياته الدعوية. أما السيناريو الثالث- وهو الاقرب للواقع- فهوأن تقوم الجماعة بدعم مرشح توافقي من غير الاسلاميين أسوة بتونس التي جاءت بمنصف المرزوقي فأحرجت الانظمة الغربية والعربية علي حد سواء, حتي الآن فقد يكون حمدين صباحي هو الأوفر حظا والاقرب إلي دعم الاخوان بالرغم من الخلاف الكلاسيكي بين الاخوان والناصريين. لكن قد تتم تسمية مرشح آخر مثل نبيل العربي أو منصور حسن, وقد تشهد الفترة القادمة اتفاق السلفيين مع القوي السياسية الأخري-وعلي رأسها الإخوان- علي تسمية رئيس توافقي لاسيما بعد تطور الفكر السلفي الذي كان ينظر إلي الامور الخلافية علي انها عقيدة لا يجب التنازل عنها, وهو مايجعله تفكيرا مرهونا بالأحداث المتلاحقة.