المزمور الأول أعشق اسكندريّة ، واسكندريّة تعشق رائحة البحر ، و البحر يعشق فاتنة فى الضفاف البعيدة ! كلّ أمسية ؛ تتسلّل من جانبى تتجرّد من كلّ أثوابها و تحلّ غدائرها ثمّ تخرج عارية فى الشوارع تحت المطر ! فإذا اقتربت من سرير التنهّد والزرقة انطرحت فى ملاءاته الرغويّة ؛ وانفتحت .. تنتظر !
وتظلّ إلى الفجر .. ممدودة كالنداء و مشدودة كالوتر ... ... ... وتظلّ .. وحيدة !! المزمور الثاني قلت لها فى اللّيلة الماطرة البحر عنكبوت وأنت فى شراكه فراشة تموت فانتفضت كالقطّة النافره وانتصبت فى خفقان الريح والأمواج ( ثديان من زجاج وجسد من عاج ) وانفلتت مبحرة فى رحلة المجهول ، فوق الزّبد المهتاج ناديت .. ما ردّت ! صرخت .. ما ارتدّت ! وظلّ صوتى يتلاشى .. فى تلاشيها .. وراء الموجة الكاسرة ... .... .... ( خاسرة ، خاسرة إن تنظري فى عينى الغريمة الساحرة أو ترفعى عينيك نحو الماسة التى تَزِين التاج المزمور الثالث لفظ البحر أعضاءها فى صباح أليم فرأيت الكلوم ورأيت أظافرها الدمويّة تتلوّى على خصلة » ذهبيّة » فحشوت جراحاتها بالرمال ، و أدفأتها بنبيذ الكروم . ... ... ... .... وتعيش معى الآن ! ما بيننا حائط من وجوم بيننا نسمات » الغريم » كلّ أمسية .. تتسلّل فى ساعة المد ، فى الساعة القمريّة تستريح على صخرة الأبديّة تتسمّع سخرية الموج من تحت أقدامها وصفير البواخر .. راحلة فى السواد الحميم تتصاعد من شفتيها المملّحتين رياح السموم تتساقط أدمعها فى سهوم والنجوم ( الغريقة فى القاع ) تصعد ... واحدة .. بعد أخرى .. فتلقطها وتعدّ النجوم فى انتظار الحبيب القديم !