الموسيقي اللفظية، أعجوبة سكني العالم التي تسمح للأشعار أن تتناول بعض الظروف التي تتجاوزنا بقدرة اللغة التي نمارسها بحب وبأمل وبرغبة في تحويل الزمن الذي مُنِحَ لنا، أعطي هذا للشعر الكولومبي طابعا حُلْميّا، تمثل في محاولة لنسج أحلامنا بالواقع المتأزم الذي يخصنا وجعله أكثر قربا وأكثر قابلية للفهم حينما يبدو درسه المرير غير محتمل. نحن أرض الشعراء، كان يبدو أنه لم تكن ثمة وسيلة أخري لاستحضار الكلمات في الصالونات الباردة والمزعجة التي جال عبرها في القرن التاسع عشر رافائيل بومبو وخوسيه أسونثيون سيلبا، في بلد كان فيه فنّ الكتابة الصحيحة والكلام الجميل علي لسان الكثيرين. ربما كنا أفضل حينما كنا نسمح للغناء أن يزهر علي الشفاه ولموسيقي القصائد ولأغنيات الأطفال أن تغمر ذكرياتنا، وكنا أكثر سعادة ونحن نستحضر المغازلات اللطيفة والتي كانت رغبات حب وجمال في حدائق زمن آخر. هذا لا يعني أننا قد لجأنا إلي قلعة حصينة، إلي برج عاجي منيع، هاربين من المسألة العنيدة لأيامنا هذه كجمهورية، والتي بدأت منذ أن جعلنا حلم سيمون بوليفار أحرارا، بل إننا شئنا أن يتسلل إلي أشعارنا ما هو أكثر هوائية، ما هو أكثر خفة لوجودنا، كي نعود لنعرف أننا سادة مصائرنا، رجال ونساء قادرون علي العيش بقيم والإخلاص لفكرة تحيل إلي ذهب الرصاص القاسي لعنائنا. في هذه المختارات التي تضم عشر قصائد كولومبية يمكننا أن نُثمّن كيف كُتِبَ عن بلادنا وعن همومنا: الأصل، الحب، الليل، الحياة، الطبيعة، العنف، الكلمة، في نبرات مختلفة حيث الرثاء وصوت الرغبة يتقاطعان بقوة. قبل وقت طويل من وصول الإسبانيين إلي أمريكا، كان السكان الأصليون للبلاد قد سمّوا وأعادوا ابتكار أراضينا، كما نري في القصيدة الموحية "الخَلْق" المكتوبة علي يد الكوغيين، حيث الأسطورة وسيادة المجتمع تمنحان حياة لهذه الأشعار القابعة في أصل وعينا، في لغة هي اليوم بعيدة لسوء الحظ ولكنها ليست منقرضة. في زمن الاستعمار الإسباني، كانت الأم فرانثيسكا خوسيفا ديل كاستيّو غارقة في العشق الصوفي، رابط الاتحاد المتحوَّل حيث العاشق والمعشوق يذيبان الحدود بينهما ويستسلمان لسلطة نشوة تجد عزاءها في الكلمات وكذلك هو واقع لا يمكن وصفه أبعد من حدوده.أردنا أن نختم هذه المختارات بشاعرين من أصل لبناني: ميرا دلمار وجيوفاني كسّاب، لِنُبين كيف نتواصل مع تقاليد قديمة تقربنا من عالم مصفي ومكثف، والذي بدأنا في مد الجسور معه عبر نشر هذه القصائد الكولومبية مترجمة إلي العربية. إن أقدرانا محدَدة، يوحد الشعر الشعوب بطرق غامضة. حقيقة تبرز في القصائد العشرة التي تضمها هذه المختارات، قصائد عبرت الزمان والمكان، لتمكننا من استشعار أعجوبة أن نكون أحياء. الخلق شعب الكوغي في البدء كان البحر. وكانت الظلمة تغمر كل شيء. لم يكن ثمة شمس ولا قمر ولا حيوان ولا نبات. لم يكن سوي البحر في الأرجاء كلها. كان البحر هو الأم. وهي كانت مياها ومياها في كل مكان وهي كانت نهرا وبحيرة وسيلا وبحرا وهكذا كانت في كل ناحية لذلك، في البدء، كانت الأم فقط. كانت تسمي "جاولتشوبانج". لم تكن الأم بشرا ولا شيئا ولا أية حاجة أخري. هي كانت فكرة. هي كانت روحا لما سيأتي وكانت تفكيرا وذاكرة. هكذا وُجدت الأم فقط في فكرة العالم السفلي، في الأعماق، وحدها. حينذاك عندما وُجدت الأم هكذا، تشكلت الأراضي في الأعالي، والعوالم، إلي حيث عالمنا المعروف اليوم. كانت تسعة عوالم وتشكلت كما يلي: في البدء كانت الأم والمياه والليل. لم تكن قد أشرقت بعد. حينذاك كان اسم الأم سي- ني- نولانج. كان ثمة أب أيضا يسمي كاتا- كي- ني- ني- نولانج. كان لديهما ابن يدعي بونكوا- سي. لكنهما لم يكونا بشرا ولا أي شيء. كانا فكرة، وروحا وفكرا. كان هذا هو العالم الأول والموضع الأول واللحظة الأولي. ثم تشكل عالم آخر أعلاه، العالم الثاني حينئذ كان هناك أب، كان نمرا لكن ليس كالنمر الحيوان بل نمرا في فكرة. ثم تشكل عالم آخر أعلاه، العالم الثالث بدأ وجود البشر. لكن بلا عظام ولا قوة. كانوا مثل الديدان. وُلدوا من الأم. ثم تشكل العالم الرابع. كانت أمه تسمي ساياجانيا- يومانج وكانت هناك أم أخري تسمي ديسي- سي- يومانج وأب يسمي ساي- تاناه. وكان هذا الأب أول من يعرف ما سيكون عليه أناس عالمنا. وكان أول من يعرف أنه سيكون لهم جسد وساقان وذراعان ورأس. ثم تشكل عالم آخر وفي هذا العالم كانت الأم إنكواني-ني- نولانج. حينئذ لم تكن هناك بيوت بعد ولكن شُيّد أول بيت ليس بقضبان أو معترشات أو قش، بل في الفكرة، في الروح، ليس إلا. حينئذ كان هناك كاشيندوكوا ونوانا-سي وناناكو. حينئذ كان هناك بشر لكن بلا آذان ولا عيون ولا أنوف. فقط أرجل. ثم أمرت الأم أن يتكلموا. كانت المرة الأولي التي تكلم فيها بشر وبما أنه لم تكن لديهم لغة بعد فقد مضوا يقولون: ساي- ساي- ساي. (ليل، ليل، ليل) فعليا كان ثمة خمسة عوالم. ثم تشكل العالم السادس. كانت أمه بونكواني- ني- نولانج وأبوه ساس تشاكاه. وقد شرعا في تشكيل جسد كامل بذراعين وساقين ورأس. حينذاك بدأت ولادة آلهة العالم. في البدء كانوا اثنين: بانكوا- سي الأزرق وبانكوا- سي الأسود. انقسم العالم إلي جزأين في جانبين: الأزرق والأسود، وفي كل جانب كان ثمة تسعة بانكوا- سي. من كانوا في الجانب الأيسر كلهم زرق ومن كانوا في الجانب الأيمن كلهم سود. ثم تشكل العالم السابع وكانت أمه أهونييكا. حينذاك لم يكن ثمة دم في الجسد لكن بدأ الدم يتشكل. حينذاك تشكل العالم الثامن وكانت أمه تسمي كينياخي وأبوه أهويينا- كاتانا. لكن عندما تشكل ذلك العالم، ما كان سيحيي بعد ذلك لم يكن قد اكتمل بعد، لكن علي وشك الاكتمال. حينذاك كانت المياه تغمر الأرجاء كلها. لم تكن قد أشرقت بعد. حينذاك تشكل العالم التاسع. لم تكن هناك أرض بعد. ولم تكن قد أشرقت بعد. عاطفة 45 فرانثيسكا خوسيفا ديل كاستيّو إي غيبارا غشية الحب الإلهي في قلب المخلوق وفي عذابات البستان I الكلام الرهيف للعاشق الذي أُثمّن، عسل وحليب يقطران بين الضحكات والزنابق. كلمته المعسولة قصيرة كالندي، ومعها يزهر القلب الذابل. بنعومة يتسلل صفيره الرقيق حتي أن القلب يرتاب إذا ما كان هو القلب نفسه. مُقْنِعٌ باقتدار، كأية نار مشتعلة تذيب مثل الشمع الجبال والصخور. قوية ورنانة هي روحه الإلهية حتي أنه يحيي الموتي ويوقظ النيام. عذب وناعم في وقعه علي الأذن لدرجة أنه من العظام يُبهج حتّي أكثرها خفاء. II إلي جبل المرّ علي أن أجعل طريقي، بخطوات جد خفيفة أحاكي الظبي فيها. لكن، يا إلهي، إن حبيبي إلي البستان قد هبط، وكشجرة مر ينضح نسغا بكرا . بلسم هو حبيبي عنقود مشدود من كروم "عين غيدي"، حمله الحب. من رأسه رغم أنها من ذهب خالص يهبط منتشرا شعره من الأحزان إلي الهاوية. صرامة الليل تمنحه اللون الداكن، وقطرات من ثلجه تملؤه بالندي. من تمكن، أيتها السماء، من إخافة حبيبي نفسه يفر ويبقي في غشية قاتلة؟ حمراء هي زنابق شفتيه الإلهيتين، مر مرير يقطر في لونهما الذاوي. لتهرب يا أكيلو ولتأت يا أسترو انفخ في بستاني، عصور الزهور لتهب عطرها الخفي. لتهبَّ مواتيا أكثر أيها النسيم الحبيب، لتهبَ رائحته العبير والورود والزنابق. ولكن، آه، إذا كان من نار ولهب قد جعل أنواره فإن روحه سوف تترك القلب جريحا. فرانثيسكا خوسيفا ديل كاستيّو إي غيبارا (1671-1742) حين كانت في الثامنة عشرة من عمرها التحقت بدَيْر سانتا كلارا، حتي وصلت إلي رتبة رئيسة دير. بناء علي أوامر من كاهن اعترافها بدأت كتابة تجربتها في كتاب أحاسيس روحية أو (عواطف) وقد كتبته في هيئة نثر مدرجة به بعض الأشعار، وقد أتبعته بكتاب آخر يروي سيرتها الذاتية تحت عنوان حيوات. شعب الكوغي يعد شعب الكوغي أبناء للنمر ويطلقون علي أنفسهم اسم "الأخوة الكبار"، يسكنون سلسلة جبال سييرا نيبادا دي سانتا مارتا. قام بنقل أسطورة "الخلق" خيراردو ريتشل دولماتوف (مجلة المعهد الوطني لعلم الأجناس البشرية، 1950) وقام بصياغتها شعرا إرنستو كاردينال ( مجلة إيكو، العدد 95 مارس 1968). ليلة خوسيه أسونثيون سيلبا ليلة ملآنة بالهمهمة والعطور وموسيقي الأجنحة. ليلة تشتعل فيها في الظل الزفافي والرطب الحباحب الخيالية، بجانبي ببطء، قبالتي مطوقة وصامتة وشاحبة كما لو أن هاجسا من المرارة اللا نهائية يرجك حتي القاع الأكثر سرية للألياف، عبر الطريق المزهر الذي يعبر السهل كنت تمشين، والقمر بدر عبر السموات المزرقة واللا نهائية والعميقة كان نورها الأبيض ينتشر وظلك الرقيق والواهي وظلي عبر أشعة القمر ينعكسان علي الرمال الحزينة في الطريق التقيا، وكانا واحدا وكانا واحدا وكانا ظلا واحدا طويلا وكانا ظلا واحدا طويلا وكانا ظلا واحدا طويلا II هذه الليلة وحدها الروح تملؤها المرارة الأبدية وعذابات موتك، منفصل عنك أنت من جرّاء الزمن والقبر والمسافة عبر الأبدية السوداء حيث لا يصل صوتنا، صامتا ووحيدا كنت أتمشي عبر الطريق... وكان يُسمع نباح الكلاب علي القمر، علي القمر الشاحب، ونقيق الضفادع... شعرت بالبرد، البرد الذي كان لديهم في مخدعك خداك وصدغاك ويداك الحبيبتان، بين البياض الثلجي لملاءات الموت، كان برد القبر، كان ثلج الموت كان برد العدم، وظلي عبر أشعة القمر منعكسا يمضي وحده، يمضي وحده، كان وحده في السهل المتوحد وظلك النحيل والرشيق الرقيق والواهي كما في تلك الليلة الفاترة من الربيع الميت كما في تلك الليلة الملآنة بالهمهمة والعطور وموسيقي الأجنحة اقترب وذهب معها اقترب وذهب معها... اقترب وذهب معها... آه أيتها الظلال المقترنة! آه يا ظلال الأجساد التي تتحد بظلال الأرواح! آه أيتها الظلال التي تبحث عن بعضها في ليالي الحزن والدموع !. رافائيل بومبو (بوغوتا 1833-1912). شاعر ومؤلف مسرحي ومترجم وصحفيّ. نشر حكايات مصورة (1867) وقصص أخلاقية لأجل أطفال جديين (1869). تم جمع أعماله الشعرية للمرة الأولي عام 1916 في طبعة رسمية، تحت إشراف أنتونيو غوميث ريستريبو. في عام 1957 نشرت دار إغيلار دي مدريد أعماله الشعرية الكاملة. خوسيه أسونثيون سيلبا (بوغوتا، 1865-1896). شاعر وروائي ومترجم. في عام 1892 كتب قصيدته الشهيرة "ليلية 3" أو "ليلة". فقد جزءا كبيرا من أعماله في غرق الباخرة لامريكيك عام 1895. في بوغوتا أعد من جديد كتابه "كتاب الأشعار" وأعاد كتابة روايته "بعد الطعام". أطلق رصاصة علي قلبه ليلة الثالث والعشرين من مايو عام 1896. ليلا رافائيل بومبو La vieillesse est une voyageuse de nuit. Chateaubriand الشيخوخة مسافر ليل. شاتوبريان الرؤي السحرية لأيام أخري لم تعد تقلق قلبي. أيها الوطن! أيها البيت! أيا ملهماتي المقدسات! صمتا! بعضها ليست هي، بعضها تنكرني. أغصان بستان التفاح لم تعد تحني لي طعامها الإلهي الأرجواني، ومن ضجة الأفراح البعيدة تصلني فقط أصداء حزينة. صنعها الله علي هذه الشاكلة الشكاوي والعتاب عمي سعيد هو من يستفتي الهاتف الإلهي الأعلي من حزنه. إنها الشيخوخة مسافر ليل والخطوة التي تخفيها الأرض افتح لها السماء أيها الصديق. ليلية I ليلة، ليلة ملآنة بالهمهمة والعطور وموسيقي الأجنحة. ليلة تشتعل فيها في الظل الزفافي والرطب الحباحب الخيالية، بجانبي ببطء، قبالتي مطوقة وصامتة وشاحبة كما لو أن هاجسا من المرارة اللا نهائية يرجك حتي القاع الأكثر سرية للألياف، عبر الطريق المزهر الذي يعبر السهل كنت تمشين، والقمر بدر عبر السموات المزرقة واللا نهائية والعميقة كان نورها الأبيض ينتشر وظلك الرقيق والواهي وظلي عبر أشعة القمر ينعكسان علي الرمال الحزينة في الطريق التقيا، وكانا واحدا وكانا واحدا وكانا ظلا واحدا طويلا وكانا ظلا واحدا طويلا وكانا ظلا واحدا طويلا II هذه الليلة وحدها الروح تملؤها المرارة الأبدية وعذابات موتك، منفصل عنك أنت من جرّاء الزمن والقبر والمسافة عبر الأبدية السوداء حيث لا يصل صوتنا، صامتا ووحيدا كنت أتمشي عبر الطريق... وكان يُسمع نباح الكلاب علي القمر، علي القمر الشاحب، ونقيق الضفادع... شعرت بالبرد، البرد الذي كان لديهم في مخدعك خداك وصدغاك ويداك الحبيبتان، بين البياض الثلجي لملاءات الموت، كان برد القبر، كان ثلج الموت كان برد العدم، وظلي عبر أشعة القمر منعكسا يمضي وحده، يمضي وحده، كان وحده في السهل المتوحد وظلك النحيل والرشيق الرقيق والواهي كما في تلك الليلة الفاترة من الربيع الميت كما في تلك الليلة الملآنة بالهمهمة والعطور وموسيقي الأجنحة اقترب وذهب معها اقترب وذهب معها... اقترب وذهب معها... آه أيتها الظلال المقترنة! آه يا ظلال الأجساد التي تتحد بظلال الأرواح! آه أيتها الظلال التي تبحث عن بعضها في ليالي الحزن والدموع !. خوسيه أسونثيون سيلبا (1865-1896) أغنية الحياة العميقة هناك أيام نكون فيها جد متحركين، جد متحركين، كالغريسة الخفيفة في الريح وفي الصدفة ربما تحت سماء أخري المجد يبتسم لنا... الحياة واضحة ومتموجة ومفتوحة كالبحر. وهناك أيام نكون فيها جد مثمرين، جد مثمرين، كما في أبريل، الحقل الذي يرتجف من الولع، تحت التأثير الحذر للأمطار الروحية، الروح تنشر غابات من الوهم. وهناك أيام نكون فيها جد بائسين، جد بائسين كالأحشاء المظلمة للصوان المعتم؛ الليل يفاجئنا، بمصابيحه الوفيرة، في عملات صدئة تسعّر الخير والشر. وهناك أيام نكون فيها جد وديعين، جد وديعين -طفولة في الشفق!، بحيرات من الياقوت!- بيت شعر، زغردة، جبل، طائر يعبر، وحتي الأحزان نفسها، تجعلنا نبتسم. وهناك أيام نكون فيها جد خليعين، جد خليعين، تعرض علينا المرأة عبثا لحمها، بعد تطويق خصر ومداعبة نهد، فإن استدارة ثمرة تهزنا من جديد. وهناك أيام نكون فيها جد كئيبين، جد كئيبين، مثل بكاء غابة الصنوبر في الليالي المظلمة، تئن الروح ساعتها تحت ألم العالم، ربما حتي الإله نفسه لا يمكنه مواساتنا. لكن هناك أيضا، آه أيتها الأرض!، يوم يوم... يوم نرفع فيه المرساة إلي غير رجعة، يوم فيه تهبّ رياح محتومة، يوم لن يتمكن أحد فيه من حبسنا. بورفيريو باربا خاكوب (1883-1942) حكاية سيرخيو ستيبانسكي أقامر بحياتي فقد كانت تساوي القليل أحملها خاسرة ميئوسا منها. Erik Fjordson أقامر بحياتي، أبدل حياتي علي أية حال أحملها خاسرة... أقامر بها أو أبدل بها السراب الأكثر صبيانية. أتبرع بحق الانتفاع بها، أو أن أهديها... أقامر بها ضد واحد أو ضد الجميع، أقامر بها ضد الصفر أو ضد اللا متناهي، أقامر بها في مخدع، في رحبة، في صالة للقمار، في مفترق طرق، في حاجز، في تمرد؛ أقامر بها نهائيا، من البداية إلي النهاية، بالطول والعرض -في السطح الخارجي، في الوسط، فيما تحت القاع...- أقامر بحياتي، أغير حياتي، أحملها خاسرة ميئوسا منها. أقامر بها أو أبدل بها السراب الأكثر صبيانية. أتبرع بحق الانتفاع بها، أو أن أهديها... أو أقايض بها ابتسامة أو قبلات أربع: الأمر كله، كله سيّان عندي: الجيد والحقير والتافه والكامل والسيئ... الأمر كله، كله سيّان عندي: كله ممكن في الهاوية الصغيرة المريعة حيث تنعقد ملتفة أمخاخي. أبدل بحياتي المصابيح القديمة أو زهر النرد الذي لُعِبَ به علي رداء المسيح: :-الأكثر تفاهة، الأكثر جلاء، الأكثر بطلانا الخرق التي تنزلق في الآذان الخلاسية شبيهة القرد، النوبية الفخارية، السمراء الشاحبة، الصفراء الشرقية، أو الشقراء من أقصي الشمال: أبدل بحياتي خاتما من الصفيح أو سيف سيغموند، أو العالم الذي امتلكه شارلمان بين أصابعه: - لرمي كرة الروليت. أبدل بحياتي الهالة الطاهرة للأحمق أو للقديس؛ أبدل بها الطوق الذي رسموه لكابيه البدين؛ أو رشاش الحمّام القاسي الذي أمطر علي قفا تشارلز إنجلترا؛ أبدل بها قصيدة غرامية أو سوناتة، قطط أنغورا الأحد عشر، أغنية شعبية، أغنية دينية، نشيدا؛ أوراق لعب غير مكتملة، سكينا كبيرا، غليونا، زجاجة سامبوكا... أو تلك الدمية التي تبكي كأي شاعر. أبدل بحياتي ذبالتقسيط- مصنعا للشفق (بتوهج للشمس)؛ غوريلا من بورنيو فهدين من سموطرة، اللؤلؤ الذي شربته كليوباترا السوداوية أو أنفها الدقيق في أحد المتاحف؛ أبدل بحياتي المصابيح القديمة، أو سلّم يعقوب أو طبق عدسه... أو حفرات جد صغيرة -في الأصداغ- من حيث يتسرب منّي، في قيح ضارب إلي الرمادي، كلّ اكتظاظي، كل ضجري، كل الرعب الذي أخزنه في قربتي... أقامر بحياتي، أبدل حياتي. علي أية حال أعيشها ضائعة... ليون دي غريف (1895-1976) سهل تولوا علي حافة الطريق، الجسدان واحد بجانب الآخر، من بعيد يبدو أنهما يتحابان. رجل وفتاة، هيئتان نحيلتان وحارتان ممددتان علي العشب، تلتهمان بعضهما. تلك الأذرع الشابة تضم خصريهما برباط وثيق. يُعتقد: أنها يحلمان وفمهما مسحوران، صمتهما، أياديهما، نظراتهما لكن ليس ثمة قبلة، بل الريح، بل الهواء الجاف لصيف بلا حراك. واحد بجانب الآخر خائران، ميتان، علي حافة الطريق، الجسدان. كان لابد لظليهما أن يكونا نحيلين من الوهن ويعبدا بعضهما في المساء. وكان لابد لوجهيهما أن يكونا مريعين أمام التهديدات والبرق. لحسن الحظ يجهلان موتهما، والآن، مرئيين من قريب، فرصة سانحة أمام الطيور النهمة السوداء. فرناندو تشاري لارا (1920-2004) مُقام في الجنوب I في الليالي الخلاسية التي كانت تتصاعد من العشب، خيول شابة، ظلال مقوسة، لامعة، ترج الأرض بخوذتها البرونزية. نجوم سوداء تبتسم في الظل بأسنان ذهبية. لاحقا، من بين أوراق كثيرة، كان العالم يخرج بطيئا. الأرض الواسعة دائما مغطاة بجلود شمسية، (ملوك قد احترقوا، ملكات بيض، لدنات، مطمورات في أشجار لا تزال تئن في الدغل). كنت أري المشهد، عيونه خضراء، نقية. بقرة وحيدة، تملأها البقع الكبيرة، تتمرغ في ليلة مقمرة، عندما يميل القمر، فإنه يشبه طائر التوكي علي الغصن، "لهب نحيل"، "تفاحة العسل". الماء الرائق، من سموات رحبة، يتهدهد أليفا. لكن في السد، تقفز القوة الجميلة، بمهابة قطيع أبقار يتجاوز المراعي. وجناح أخضر خجول يرفع السهل كله. تأتي الريح، تأتي مرتدية أوراق شجر، وتتوقف وترتاب أمام البوابات المفتوحة علي الصالات والباحات ومخازن الغلال. وترقد في البوابة القديمة حيث الصمت خصلة ناضجة من حنين ذي شذي. في منتصف النهار يسيل ضوء هذه البرتقالة وسط الفناء الذي كنسته الخادمات. (أكبرهم سنا يجلس علي الأرض، حلمه، ذبابة تئز فوق جبهته البطيئة) لم تكن كلها فظاظة، خيط ذهبي، من حلم يتشابك ولب تعاويذي. وإذا كانت الغابة القديمة في الشمال لها صوت دقّات عميق فإن الريح المنحنية في الجنوب تجلب شرائط من الأريج. (أنظر إلي الجبال. علي الفخذين الطويلين للمرضعة، يطيل النوم شَعري) II وهنا في جذع الشجرة هذا، علي هذه العتبة التي صقلتها الخطوات العديدة الميتة، يبدأ البيت الكبير بين باقاته الطازجة. في أركانه ملائكة من الظل والسر. في هذه الحجرات رأيت وجه النور الخالص. لكن عندما تملؤها الظلال بالطحالب، هناك، رقيقة وحذرة، تضع ليلة الأساطير بين يديّ أقمارها الأجمل. *** بين أعوام، بين أشجار، يحيط به سرب طيور، إكليل معتني به، بيت كبير، جدار أبيض، حجر وخشب وافر، علي ضفة هذه الرّجة الخضراء، هذا التماوج النافذ. علي عتبة البلوط يبقي ها منذ زمن، منذ زمن ذاوِ، الجمع الراقي من الرجال بين ظلال مائلة، يبقي بين الدخان البطيء المضاء بالذكري. آه أيتها الأصوات المبقعة للمشهد الراسخ، المليئة بصخب الأحصنة البديعة الراكضة تحت أغصان فزعة. صعدتُ إلي الجبال، المصاغة كذلك من الأحلام، ارتقيت، صعدت إلي الجبال حيث الصرخة تَثْبتُ بين أجنحة حمامات برية. *** أحدثك عن أيام محاطة بالأشجار الأكثر رشاقة: أحدثك عن الليالي الفسيحة المضاءة بنجمة من نعناع تشعل الدم كله: أحدثك عن الدم الذي يغني كقطرة وحيدة تسقط إلي الأبد في الظل المشتعل. أحدثك عن غابة منتشية توجد فقط للسمع، وفي عمق الليالي تعزف كمانا وقيثارة وعودا وأمطارا أبدية. أحدثك كذلك، بين خشب وراتينج، بين آلاف الأوراق المضطربة، من ورقة واحدة: بقعة خضراء صغيرة، من نضارة، من لطافة، ورقة واحدة تهتز فيها الرياح التي هبت عبر بلاد بهية حيث الأخضر هو من الألوان كلها، الرياح التي غنّت عبر بلاد كولومبيا. أحدثك عن ليال عذبة، قرب الينابيع، قرب سموات ترتجف خوفا بين أجنحة زرقاء: أحدثك عن صوت هو نسيم دائب، يحرك في أغنيتي كل كلماتي، كذلك النفس الذي يدفع كل ورقة في الجنوب، بكل عذوبة، كل ورقة، ليل نهار، بلطف في الجنوب. III علي عتبة البلوط تتأخر، ها منذ زمن، منذ زمن ذاوِ، ريح واهنة، ريح راكدة كانت تكرر عشبا قديما حتي التعب. وأنا كنت أعود، أعود عبر الأسوار الطويلة مستغرقا خمسة عشر عاما في قطعها، أعود. وفي منتصف أغنيتي أتوقف مرتجفا، مرتجفا خوفا، بقدم في غرفة مسحورة، وأخري علي حافة الوادي حيث الليلة تغلي مرصعة بالنجوم، الليلة التي تضطرم نهما في لهب مضمر. وفي منتصف طريق أغنيتي أتوقف مرتجفا، ولا يرتعش بين جناحيه المكسورين، بكرب كثير، طائر يحتضر، كما تمكن قلبي أن يصارع بين سموات شنيعة. IV نم الآن في غرفة الرمح المكسور في المعارك. أيادِ شمعية تحلق فوق جبينك حيث يطن نحل الحمي الذهبي، نم. يصعد النهر عبر الشجيرات والعرائش، يقترب، وصوته جد رحب وصوته جد دافئ. وتقول له وتكرر: هل أنت أبي؟ تملأ العالم بأنفاسك الصحية، تملأ الأجواء. -أنا النهر العميق ذو الأردية الفاخرة. نم خمس عشرة سنة براقة، فالليل خاط بنعومة جفنيك، كورقتين أخريين، إلي أوراقه السوداء. *** لم تكن حدائق، لم تكن أجواء هذيانية. أنت تتذكر تلك الأرض المحمية بجناح حمائم خالد. الكثير، الكثير من النساء الجميلات، المتينات، لا، لم تكن نسائم مرئية، لم تكن روائح ملموسة، النور الذي يأتي بأردية بالغة التغير، بين كتّان، بين ورود مشتعلة. أكانت أرضك العذبة تغني لحمك الخارق ودمك؟ *** تصمت جميع أشجار الأَرْز، تصمت جميع أشجار البلوط. وبجانب الشجرة الحمراء حيث السماء تستريح ثمة حصان أسود بشموس في كفليه، وفي عينه السائلة يسكن وميض. ثمة حصان، حصاني، وأسمع صوتا يقول: "إنه المُهْر الأجمل في أراضي والدك". *** علي العتبة المستهلَكة تمعن ريح مخلصة، مكررة مقطعا يبرق للحظة. ورقة نحيلة تحمل للآن نضارتها الرقيقة من جانب إلي جانب للعام. "عد، عد إلي هذه الأرض حيث حلوة هي الحياة". V كتبتُ ريحا، هبة حية للريح بين عطور، بين أعشاب سحرية؛ لقد رويت الريح؛ فقط القليل من الريح. ليل، ظل حتي النهاية، بين الأغصان الجافة، بين أوراق الأشجار، أعشاش محطمة ذبين سنوات- تتلألأ أقمار قشرة البيض، الأقمار الكبيرة المليئة بالصمت والرهبة. أوريليو أرتورو (1906-1974) جذر قديم هذا العشق ليس من الآن. ليس فينا حيث يبدأ الشعور بالحب هذا الحب، من أجل الحب، لا ينتظر شيئا. هذا اللغز الغامض الذي يحيلنا سكانا للضباب بين الآخرين. هذا الحب المحروم، دون مساءات ترانا معا عبر القمح المسكوب كريح من الذهب عبر الأرض؛ هذا الحب الغريب من البرد واللهب، من الثلج والشمس، الذي أخذ منا الحياة، الغادر، المستتر وراء ظهرينا، بينما أنا وأنتِ، ذاهلين، كنا نري الغيم والورد يمران في مجري الصباح الأزرق. ليس من الآن، لا. يأتي من بعيد -من صمت قرون، من لحظة كان لدينا فيها اسم آخر ودم آخر عابر غمر أوردتنا-، هذا الحب، من أجل الحب، هذا النحيب حيث نضيع في محبتنا كمتاهة مضيئة. ميرا دلمار (1922-2009) أغنية الغريب ظل خفيف لقلعة عبر الحلم يا برج كلوديا ابعد عني الغياب ظل خفيف للحب في ظل من الماء بياض بطيء خبّريني عن سر صوتك المخفي الحكاية التي تخيطينها وتفكينها بالكاد نائمة علي صوت الجنّية بينيلوبي بيضاء كيف الدخول إلي مملكتك إذا كنت قد أغلقت باب الحديقة وتراقبين نفسك في ليلك يضيع الغريب بياض جزيرة لكن ثمة شخص يأتي عبر الغابة من أيائل مجنحة وقمر غريب وللأسي الشديد قادم للبحث عنك يا جزيرة كلاوديا حكاية واقعية حيث الأيدي تفتح الثمرة التي نسيت الموت ما دام خيط الأسطورة هو الذكري جميلة نائمة عشية الوقت علي ضفافك يا زمن كلوديا ابعد عني الليل كيف الدخول إلي مملكتك المغلقة البرج الأبيض. لكن ثمة مشّاء في الكلمات أغنية عمياء تحلق نحو السحر حيث تخفي صوتها من أجل جسدك سفينة تطير سفينة وقلعة هي في ذاكرتك بحر النبيذ الأمير المُبْطًل جسد كلوديا لكن في النهاية نافذة الفردوس. إذا نطق اسمك أمام الأحجار يتحرك البهاء وفيه تنحرفين نحو مملكة أخري وبلد يغلفك الأعجوبة ما هذا الصوت الصاحي عبر حلمك؟ هل يعيد تاريخ الحديقة نفسه؟ أين جسدك وبجانب أية عتمة تذهبين نحو المنحدر؟ ها أنت تنسين المياه يا بينيلوبي جميلة نائمة من قمرك الجديد ونحو أي هيئة تذهبين في المرآة صورة أليس. خبريني عن سر هذه الوردة أو أبدا الذي يحفظه الأسد ووحيد القرن يرتقي الغريب تَلَّكِ دائما أكثر وحدة من الجسد الجميل تتخلصين والسماء هي مجراكِ فيما يُعد ظل لأزرق ما لمن يتبعك يدان وشفاه تتكرر الخطوات عند الفجر تعودين للأغنية أنت نفسك تغنين ظل خفيف لقلعة في البداية عندما كانت هناك جنيات من خلال يدي عبر مَجْراك تسيل متاهة حزينة حكاية حب ضائعة تناديك من النسيان. والشاعر يسميك ما دامت بينيلوبي العديدة أو ألِيس إلي الأبد الحديقة أو المرآة بحر النبيذ كلوديا التي تعود استمعي لمن يهبط عبر الغابة من أيائل مجنحة وقمر غريب المسي يديك والوردة الأرجوانية ترتفع إلي جسدك. من أي بلد من أين من أي زمن يأتي صوت التاريخ الذي يغنيك؟ يا سفينة كلوديا قربيني من ضفافك قولي له إنك تحبينه يا برج كلوديا نحّي النسيان بياض أزرق ساعة الموت حديقة كلوديا كأنها في السماء كلوديا الإلهية سفينة وقلعة هي في ذاكرتك بحر الأمير المبطل من جديد جسد كلوديا ولكن في النهاية نافذة إلي الفردوس. جيوفاني كسّاب (1939) حكاية سيرخيو ستيبانسكي ليون دي غرييفأقامر بحياتي فقد كانت تساوي القليل أحملها خاسرة ميئوسا منها. Erik Fjordson أقامر بحياتي، أبدل حياتي علي أية حال أحملها خاسرة... أقامر بها أو أبدل بها السراب الأكثر صبيانية. أتبرع بحق الانتفاع بها، أو أن أهديها... أقامر بها ضد واحد أو ضد الجميع، أقامر بها ضد الصفر أو ضد اللا متناهي، أقامر بها في مخدع، في رحبة، في صالة للقمار، في مفترق طرق، في حاجز، في تمرد؛ أقامر بها نهائيا، من البداية إلي النهاية، بالطول والعرض -في السطح الخارجي، في الوسط، فيما تحت القاع...- أقامر بحياتي، أغير حياتي، أحملها خاسرة ميئوسا منها. أقامر بها أو أبدل بها السراب الأكثر صبيانية. أتبرع بحق الانتفاع بها، أو أن أهديها... أو أقايض بها ابتسامة أو قبلات أربع: الأمر كله، كله سيّان عندي: الجيد والحقير والتافه والكامل والسيئ... الأمر كله، كله سيّان عندي: كله ممكن في الهاوية الصغيرة المريعة حيث تنعقد ملتفة أمخاخي. أبدل بحياتي المصابيح القديمة أو زهر النرد الذي لُعِبَ به علي رداء المسيح: :-الأكثر تفاهة، الأكثر جلاء، الأكثر بطلانا الخرق التي تنزلق في الآذان الخلاسية شبيهة القرد، النوبية الفخارية، السمراء الشاحبة، الصفراء الشرقية، أو الشقراء من أقصي الشمال: أبدل بحياتي خاتما من الصفيح أو سيف سيغموند، أو العالم الذي امتلكه شارلمان بين أصابعه: - لرمي كرة الروليت. أبدل بحياتي الهالة الطاهرة للأحمق أو للقديس؛ أبدل بها الطوق الذي رسموه لكابيه البدين؛ أو رشاش الحمّام القاسي الذي أمطر علي قفا تشارلز إنجلترا؛ أبدل بها قصيدة غرامية أو سوناتة، قطط أنغورا الأحد عشر، أغنية شعبية، أغنية دينية، نشيدا؛ أوراق لعب غير مكتملة، سكينا كبيرا، غليونا، زجاجة سامبوكا... أو تلك الدمية التي تبكي كأي شاعر. أبدل بحياتي ذبالتقسيط- مصنعا للشفق (بتوهج للشمس)؛ غوريلا من بورنيو فهدين من سموطرة، اللؤلؤ الذي شربته كليوباترا السوداوية أو أنفها الدقيق في أحد المتاحف؛ أبدل بحياتي المصابيح القديمة، أو سلّم يعقوب أو طبق عدسه... أو حفرات جد صغيرة -في الأصداغ- من حيث يتسرب منّي، في قيح ضارب إلي الرمادي، كلّ اكتظاظي، كل ضجري، كل الرعب الذي أخزنه في قربتي... أقامر بحياتي، أبدل حياتي. علي أية حال أعيشها ضائعة... أغنية الغريب جيوفاني كسّاب ظل خفيف لقلعة عبر الحلم يا برج كلوديا ابعد عني الغياب ظل خفيف للحب في ظل من الماء بياض بطيء خبّريني عن سر صوتك المخفي الحكاية التي تخيطينها وتفكينها بالكاد نائمة علي صوت الجنّية بينيلوبي بيضاء كيف الدخول إلي مملكتك إذا كنت قد أغلقت باب الحديقة وتراقبين نفسك في ليلك يضيع الغريب بياض جزيرة لكن ثمة شخص يأتي عبر الغابة من أيائل مجنحة وقمر غريب وللأسي الشديد قادم للبحث عنك يا جزيرة كلاوديا حكاية واقعية حيث الأيدي تفتح الثمرة التي نسيت الموت ما دام خيط الأسطورة هو الذكري جميلة نائمة عشية الوقت علي ضفافك يا زمن كلوديا ابعد عني الليل كيف الدخول إلي مملكتك المغلقة البرج الأبيض. لكن ثمة مشّاء في الكلمات أغنية عمياء تحلق نحو السحر حيث تخفي صوتها من أجل جسدك سفينة تطير سفينة وقلعة هي في ذاكرتك بحر النبيذ الأمير المُبْطًل جسد كلوديا لكن في النهاية نافذة الفردوس. إذا نطق اسمك أمام الأحجار يتحرك البهاء وفيه تنحرفين نحو مملكة أخري وبلد يغلفك الأعجوبة ما هذا الصوت الصاحي عبر حلمك؟ هل يعيد تاريخ الحديقة نفسه؟ أين جسدك وبجانب أية عتمة تذهبين نحو المنحدر؟ ها أنت تنسين المياه يا بينيلوبي جميلة نائمة من قمرك الجديد ونحو أي هيئة تذهبين في المرآة صورة أليس. خبريني عن سر هذه الوردة أو أبدا الذي يحفظه الأسد ووحيد القرن يرتقي الغريب تَلَّكِ دائما أكثر وحدة من الجسد الجميل تتخلصين والسماء هي مجراكِ فيما يُعد ظل لأزرق ما لمن يتبعك يدان وشفاه تتكرر الخطوات عند الفجر تعودين للأغنية أنت نفسك تغنين ظل خفيف لقلعة في البداية عندما كانت هناك جنيات من خلال يدي عبر مَجْراك تسيل متاهة حزينة حكاية حب ضائعة تناديك من النسيان. والشاعر يسميك ما دامت بينيلوبي العديدة أو ألِيس إلي الأبد الحديقة أو المرآة بحر النبيذ كلوديا التي تعود استمعي لمن يهبط عبر الغابة من أيائل مجنحة وقمر غريب المسي يديك والوردة الأرجوانية ترتفع إلي جسدك. من أي بلد من أين من أي زمن يأتي صوت التاريخ الذي يغنيك؟ يا سفينة كلوديا قربيني من ضفافك قولي له إنك تحبينه يا برج كلوديا نحّي النسيان بياض أزرق ساعة الموت حديقة كلوديا كأنها في السماء كلوديا الإلهية سفينة وقلعة هي في ذاكرتك بحر الأمير المبطل من جديد جسد كلوديا ولكن في النهاية نافذة إلي الفردوس.