المراقب لأعمال برلمان الثورة يلاحظ أن مجلس الشعب الجديد المنتخب انتخابا حرا نزيها يبذل قصاري جهده لإثبات كيانه, وتحقيق كل أهداف ثورة25 يناير. ويري ان نوابه من جميع الاتجاهات الحزبية لديهم حماس يفوق الوصف لانتشال مصر من كل عثراتها. ويري ان الدكتور سعد الكتاتني رئيس المجلس يدير الجلسات المتتالية كأحسن ربان, وأنه يحرص علي ان يعطي كل نائب حقه في الكلام بصرف النظر عن اتجاهه الحزبي أو ما يريد ان يعلنه من اقتراحات أو اعتراضات. ولقد فرض الدكتور الكتاتني سيطرته الكاملة علي ادارة الجلسات وأظهر العين الحمراء لكل من يخالف اللائحة أو يحاول تعطيل الجلسة بالتهديد بتطبيق النصوص العقابية من تحويل إلي لجنة القيم أو الطرد من الجلسة. ولقد قرر المجلس في جلساته المتعاقبة واجتماعات لجانه زيادة تعويض الشهداء إلي100 ألف جنيه وسرعة علاج المصابين بالداخل أو الخارج.. وشكل لجنة لاسترداد الأموال المنهوبة, ولجنة لتقصي الحقائق بالنسبة لشهداء الثورة. ودعي وزير الداخلية لمناقشة الانفلات الأمني. ودعي الخبراء والعلماء للمشاركة في تطوير منظومة التعليم, وقررت لجنة الصحة دراسة سلبيات المستشفيات, وقررت لجنة الاسكان دراسة العلاقة بين المالك والمستأجر, وملف صناعة مواد البناء. وقررت لجنة الثقافة انشاء متحف للثورة بميدان التحرير, والغاء ملكية الدولة للصحف القومية. وقررت لجنة الشباب فتح ملف الفساد بمراكز الشباب. وقررت لجنة القوي العاملة دراسة ربط الأجور بالأسعار وبحث احالة المرأة للمعاش في سن ال55 سنة. وقررت لجنة حقوق الانسان زيارة السجون والوقوف علي عدد المعتقلين السياسيين. وقررت لجنة الصناعة البحث عن حلول لأزمة البوتاجاز واختناقات البنزين والسولار. وشكل المجلس لجنة تقصي حقائق لاسترداد أموال مصر المهربة للخارج. ولجنة لتقصي الحقائق حول قضايا الفساد. ودراسة تحويل المؤسسات الصحفية القومية لشركات مساهمة. وطالب النواب في اقتراحاتهم باصدار تشريع فوري لمحاكمة الرئيس المخلوع وأعوانه وتطبيق لائحة السجون دون تمييز لقتله الثوار. واعلن الدكتور سعد الكتاتني اكثر من مرة ان مجلس الشعب لن يتهاون في حقه وسيدرس بموضوعية جميع المراسيم الصادرة عن المجلس العسكري. وشن الكثير من الاعضاء هجوما علي المجلس العسكري, وطالبوا بإصدار اعلان دستوري يقضي باتهام الرئيس السابق بتهمة الخيانة العظمي ومحاسبة نظامه الفاسد, وتشكيل محكمة ثورية للنظام السابق ورموزه. وقال النواب من هم اللهو الخفي, ومصر تتألم وتئن وتنزف دما, تمزقها المظاهرات والاعتصامات الثورية والفئوية في كل مكان وقطع الطرق والسكك الحديدية وتعطيل المنشآت والفاعل دائما مجهول يرتدي الاقنعة السوداء فلا يراه أحد. وتتوه الحقائق وان كانت تشير الي وجود اللهو الخفي, فهو دائما الطرف الثالث المفقود في حوادث البلطجة والسلب والنهب وكل الأحداث التي تمزق اوصال الوطن. فهل لا يزال اللهو الخفي مجهولا بلا هوية وبلا ملامح في مجزرة بورسعيد والضبعة وهويس اسنا فمن هو اللهو الخفي. وقال النواب لابد ان نقر ان هناك مؤامرة علي الوطن وان ما حدث من تراخ في العديد من الأحداث شجع البلطجية علي الاستمرار, وتساءلوا عن سر عدم وجود الجيش في تأمين البلد وتأمين مباراة بورسعيد ومحطة الضبعة. وعقد المجلس جلسة طارئة اكد فيها ان الثورة في خطر وان حادث مجزرة بورسعيد يجيء ضمن مخطط لإرتكاب احداث شيطانية, وقالوا إن البلطجة عفريت صنعته الداخلية وعليها صرفه. وان نزلاء طرة وراء هذه الأحداث, واكدوا أنهم لن يقبلوا مقايضة الامن بالديمقراطية. واكد النواب ان حادث مجزرة بورسعيد يقف وراءه تقصير واهمال جسيم يصل إلي حد الاخلال بواجبات الوظيفة من قبل الداخلية والأجهزة الأمنية. وشدد الدكتور الكتاتني علي ان ما حدث وما مرت به مصر ليس حادثا متفردا أو عاديا بل يقع في سلسلة احداث كثيرة أطلت علي مصر برأسها الشيطاني في صور شتي.