فى كتابه الجديد «كاريكاتير.. بسمة وضوء» الذى تضمن 300 كاريكاتيرا اجتماعيا وسياسيا ، يعبر الفنان سعيد بدوى عن الكثير مما يجرى فى الواقع المصرى والحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهو يمثل تأريخا فنيا ساخرا لهذه الفترة الزمنية التى عبر عنها الفنان بخطوطه المتميزة. ولم يترك الفنان حدثا مر على المجتمع المصرى إلا وأشار إليه برسومه المعبرة، وهو يرى أن فنه لا يهدف فقط الى رسم البسمة على الوجوه ولكنه أيضا يلقى ضوءا على أى خلل أو فساد فى المجتمع ويرصد نبض الشارع . يقول الفنان سعيد بدوى : «أصدرت كتابى هذا وهو عبارة عن توثيق وتأريخ لمشوارى الفنى، فلقد تجاوزت ال82 عاماً، وأرى أن الذكرى الخاصة بى سوف تكون من خلال كتاب يجمع أعمالى وما أرخت به لمصر، لأنى كنت أرسم على حسب الأحداث. وأضاف «بدوى» جمعت حوالى 1000 رسم كاريكاتيرى واخترت منها 300 فقط، كما قمت بتقسيم الكتاب لثلاثة أجزاء: الفساد، المرأة، 25 يناير، أيضاً يتضمن جزءاً بدون تعليق، وقد أهديت الكتاب لكل من يفتقد البسمة ومن هنا أطلقت عليه «بسمة وضوء»، حيث إن رسام الكاريكاتير يصوب الضوء على الفساد الموجود فى المجتمع، وقد عبرت من خلال رسوماتى عن مصر متناولا الحياة الاجتماعية للشارع المصري، بالألوان المائية على الكانسون الورقي، وأتمنى عمل ملتقى دولى فى مجال الكاريكاتير بمشاركة كبيرة لجميع الدول ». ويقول الفنان أحمد طوغان عن الكتاب: «فى ذكاء و خفة دم و قدرة على التعبير حدد سعيد ما نعانى منه بخطوطه الواضحة المجربة … لم يترك شيئا، رسم عن العلاقة بين الرجل و المرأة و دخل بينهما، وكشف المشكلة الرئيسية التى أصبحت مضرب الأمثال (الفساد) …لقد عرف الزميل الفنان سعيد بدوى مهمة ودور الكاريكاتير فأخلص له واستعرض فى كتابه ما نعيش فيه». ويقول الفنان جورج بهجورى انه» قام بجمع رسوماته فى كتب رغم عدم رواج هذه الكتب أحياناً، وذلك لإصراره وتمسكه بالرأى والفكرة التى يطرحها فى رسوماته وعشقه لأسلوب العمل الخاص به.» ورأى «بهجورى» أن الكاريكاتير سوف ينجح ويزدهر أكثر فى السنوات القادمة. ويرى الفنان «محمد حاكم» أن على الرسام أن يهتم بعمله ويسعى للحفاظ عليه بالطريقة التى يراها ملائمة له، «وقد صدرت لى كتيبات عن رسوماتى تتبع الجمعية المصرية للكاريكاتير، وهذه تجربة ضرورية لكل رسام» مضيفاً أن الكاريكاتير ابن المدرسة التعبيرية فى الفن التشكيلى. ويقول «حاكم» ان البنك الأهلى قال: إنه سوف يطبع كتبا لخمسة رسامين كبار تركوا بصمة فى هذا المجال منهم «زهدى، الليثى، حسن حاكم، مصطفى حسين»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة لم تر هؤلاء الفنانين ومن ثم لابد من الإطلاع والتعرف عليهم من خلال الكتب التى ستصدر عنهم. وقال إن رسام الكاريكاتير يخاطب الرأى العام وليس إحساس الناس، يقول للناس الذى تعجز الحكومة والمسئولون عن ذكره. فى الغرب يعتبرونه من المفكرين بينما يسخر منه الناس فى الشرق باعتباره مجرد شخص يطلق نكتا. وقد شارك الفنان سعيد بدوى فى العديد من المعارض الفنية فى مختلف أنحاء العالم ومنها معرض «مصر والصين» الذى أقيم فى يوليو الماضى حيث أسهم بأربعة أعمال فى مجال الكاريكاتير، وحصل على جوائز من منظمة حقوق الإنسان ومن هيئة البريد المصرية بمناسبة العام الفضى للبريد.
الكتاب : كاريكاتير بسمة وضوء المؤلف : سعيد بدوى الناشر :اصيلة للتصميم والنشر الصفحات :300