«أبناؤنا أكبادنا تمشى على الأرض», أصبحت هذه المقولة فى طريقها لأن تفقد مصداقيتها فى الشارع المصري، فلم تعد الدولة تنظر إلى أبنائها المعاقين على أنهم أكبادها، ولم يعد هناك أرض يمشون عليها. فالمتأمل لحال الشارع المصرى يجد فيه الكثير من العوامل المنفرة للمعاقين، فإذا لم يلق المعاق ضررا نفسيا أو إيذاء بسبب إعاقته فإنه سيعانى ضرر آخر بدنيا حيث يسير على رصيف محطم وبه الكثير من الموانع سواء الأشجار ذات الأفرع الممتدة أو الإعلانات المثبتة فى الرصيف فضلا عن «البلاعات» غير المغطاة التى أصبحت مقابر جماعية للمعاقين، أضف إلى ذلك المخلفات وأكوام القمامة وبقايا مواد البناء التى أصبح الرصيف مقرا دائما لها, وإذا كان الرصيف فى حال جيد إما سيكون فى ارتفاع شاهق يحتاج المعاق فيه لمن يحمله ليضعه على الرصيف أو يصطدم المعاق بالسيارات التى اتخذت من الرصيف مسكنً لها. ولذا فكر مجموعة من الشباب فى محافظة الغربية فى جعل شارع الجيش – وهو الشارع الرئيس فى مدينة طنطا- شارعا صديقا لمتحدى الإعاقة بكافة فئاتهم وذلك من خلال تزويد الأرصفة ب «رمبات» تصعد عليها الكراسى الخاصة بالمعاقين حركيا، وكذلك وضع علامات إرشادية على المؤسسات الحكومية بطريقة «بريل» للمكفوفين وبلغة الإشارة لضعاف السمع وبالخط الكبير لضعاف البصر، وجعل الرصيف فى ارتفاع مناسب للأشخاص المعاقين خاصةً الأقزام، ورفع كافة الإشغالات من على الأرصفة التى تعيق السير على الرصيف. ولتطبيق ذلك المشروع قام الشباب بالتواصل مع محافظة الغربية والحى لإجراء التعديلات المناسبة للشارع لتناسب المعاقين, ونتيجة لعدم اهتمام المسئولين فى البداية بالمبادرة لجاء القائمون عليها للاستعانة بالإعلام المحلى فى إذاعة وقناة الدلتا الذين بالمبادرة وناقشها فى أكثر من لقاء، ونتيجة لهذا الضغط الإعلامى اضطرت اللجنة المسئولة عن تطوير الشارع لأن تسمع للمقترحات التى طالب بها الشباب وإلى الآن يقف الشارع الحزين فى مدينة طنطا ينتظر اهتمام المسئولين به ويحبس المعاقون أنفاسهم فى انتظار تطبيق تلك المقترحات التى ستسهم بشكل كبير فى جعل الشارع «صديقا» لهم، ومبادرة الشارع ما هى إلا نواة لأفكار جديدة أخرى تخدم متحدى الإعاقة فى محافظة الغربية .. فهل من مستجيب؟