بمناسبة زيارتها للقاهرة كان لقائى مع مها الخليل شلبى خبيرة التراث العالمى والمتوسطى التى كان لها الفضل الأكبر فى تأسيس الجمعية الدولية للمحافظة على «صور» التى اصبحت معترفا بها من منظمة اليونسكو. والجمعية الدولية للمحافظة على »صور« رأت النور عام 1980 بمنطمة اليونسكو بباريس، ويتولى رئاستها حاليا وزير الخارجية الاسبق ايرفيه دو شاريت والرئاسة الفخرية الأميرة فرنسوار دو بوربون بارم، والسيدة ايلين كاريردانكوس السكرتيرة الدائمة للاكاديمية الفرنسية. كما ينتسب لهذه الجمعية مجموعة من الشخصيات المرموقة تهتم بمصير هذه المدينة التى احتلت مركزا متقدما فى تاريخ منطقة حوض البحر المتوسط. والجمعية الدولية كما تقول مها الخليل تجتهد منذ أكثر من ثلاثين سنة لتوفير الحماية ل «صور» التى مازالت صامدة رغم عواقب الحروب، مشيرة إلى انها حققت نتائج مهمة وهي: ادراج مدينة «صور» على قائمة التراث العالمى عام 1984. وصدور قرارات عن مجلس الأمن الدولى والبرلمان الأوروبى ومجلس الشيوخ البريطانى ومجلس النواب الأمريكى وجامعة الدول العربية تدعو إلى حماية صور مهد الحضارة الإنسانية. واطلاق «اليونسكو» حملة عالمية لصور عام 1998 على غرار قرطاج وأبوسمبل، كما أن أهمية الموقع وحجم المشروعات التى سوف يتم تنفيذها ستؤدى إلى النهوض الاقتصادى والاجتماعى فى جنوبى لبنان. ولاشك أن مدينة «صور» تتمتع اليوم باهتمام دولى بارز بفضل الجمعية الدولية للمحافظة على «صور». وتقول د.مها شلبى انها اطلقت ايضا فكرة تأسيس رابطة المدن الكنعانية والفينيقية التى تضم المدن المذكورة من المؤرخين و قام الفينيقيون بتأسيسها أو زيارتها، وذلك بهدف إنشاء شبكة تضامن بين دول البحر الأبيض المتوسط والجزيرة العربية من أجل إعادة الروابط التاريخية وتعزيز أفق التبادل الثقافى المستدام. وتؤكد د.مها شلبى ان هذه الرابطة سوف تتيح فرصة إعادة الاذهان للدور الذى لعبته مدينة «صور» البحرية حيث ترك الفينيقيون آثارا تدل على مرورهم من البحر الأبيض المتوسط عبر بوابته الغربية للابحار عبر المحيط الاطلسى وصولا إلى بحر الشمال. و يؤكد العلماء ان الفينقيين وصلوا حتى بحر البلطيق، ولذلك فإن هذا المشروع يهدف بشكل اساسى إلى تطوير الروابط الثقافية والاقتصادية والبيئية بين المدن ذات التاريخ القديم المشترك. وسوف يشكل مجلس من مندوبين من المدن المنتسبة للرابطة ليقوم باعداد خطة عمل لتنمية اواصر التعاون كما سوف تقوم الرابطة بتنظيم المحاضرات والمعارض فى كل المدن لإبرز أهمية الحضارة الفينيقية ، وتؤكد د.مها شلبى أن البحر المتوسط كان يشكل خلال حلقة للتواصل والتعاون بين كل مدنه ولابد من إضفاء اطلالة جديدة عليها.