قرأت بإمعان رسالة «الشرط السطحى» لخال الفتاة التى يقول فيها إن ابنة أخته لا ترتدى غطاء الشعر «الحجاب» وأن ملابسها محتشمة، لكن هذا الحجاب صار شرطا لكل من يتقدم إليهم طالبا يدها، وأنه يراه شرطا سطحيا، وقرأت تعليقكم على هذه الرسالة، وأتفق معكم فى نقاط وأختلف فى أخري.. فنحن نتفق معا فى أن كثيرات من البنات والسيدات ممن يلبسن الحجاب يرتدين ملابس مجسمة ومثيرة للفتن ويضعن الكثير من ألوان الماكياج مما لا يستقيم مع عفة وطهارة الحجاب، وأتفق معكم أيضا فى أن معظم من يلبسن الحجاب يلبسنه من باب العادة أو تقليدا لأعراف الأسرة أو بفرض من أزواجهن دون أن يدركن أن الحجاب »عبادة«، فرضه الله سبحانه وتعالى على المرأة، كما فرض الصلاة والصيام والزكاة والحج، فهو ثابت بإجماع العلماء على شرعيته وفرضيته فى كتاب الله وسنة رسوله الكريم ولم يفرضه الرجل أو المجتمع، لأن الله فرضه على المرأة فى جميع الثقافات والبيئات تمييزا للمرأة المسلمة عن غيرها ولنشر الفضيلة والعفة والطهر فى المجتمع الإسلامى وهنا يأتى دور العلماء من خلال الإعلام بضرورة ربط الحجاب بأخلاق الإسلام فلا نستطيع فصله عن تعاليم الإسلام، لأنه يمثل مع باقى التعاليم الدينية منظومة إيمانية، إذا حافظ عليها المجتمع، نجا من الشرور والفتن والأمراض الاجتماعية. كما أخشى من عبارة: أليست الملابس المحتشمة التى تغطى الجسم كله ولا تبين مفاتنه هى الأفضل.. ومبعث خوفى أن يكون ذلك بابا تخرج منه المرأة المسلمة، مع ضعف إيمانها، على أوامر ربها وتخلع الحجاب، فلماذا لا يكون الحجاب محتشما غير مثير للفتن، ثم ما أدراكم أن الملابس المحتشمة ستظل محتشمة ولا يعتريها التغيير من بيوت الأزياء بمرور السنين، وفى رأيى أن شعر المرأة هو دليل جمالها ومدى اعتنائها بمظهرها وزينتها التى أمرها ربها أن تتخذها فى بيتها. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: دون الخوض فى تفاصيل سردناها من قبل فإن الحجاب بالمفهوم المنتشر الآن، ليس فيه من تعاليم الاسلام شيء، ويظل الاحتشام وتغطية الجسم بلا إبراز المفاتن هو المطلوب، للخروج من دائرة الفتن وتأويل النصوص بغير معناها.. فلتلتزم بناتنا ونسائنا بالملابس المحتشمة الفضفاضة، ولتكن زينتهن لبعولتهن فى البيوت فهذا هو الشرط الأساسى الذى يجب التمسك به، وفق الله الجميع لما فيه الصلاح والفلاح لهم فى الدنيا والآخرة.