وقت الفراغ ثروة يجب ألا تهدرها المرأة بل يجب الإعداد الكافي لها من كل مؤسسات الدولة كي تستمتع بها، ولأن تجعلها فرصة للترويح عن نفسها، وذلك ليس لفائدتها الصحية المباشرة على صحتها فحسب وانما لتأثيرها الإيجابي علي صحتها الجسمية والذهنية ، كما يؤكد د.محمد سكران أستاذ التربية بجامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة الذي بدأ كلامه موضحا أن وقت الفراغ يؤثر علي إنتاجية المرأة التي تتأثر بشكل عميق بقيمة الوقت وعلي نمط متطلباتها واستهلاكها وعلي تشكيل القيم لديها. وفي عصر كادت الحياة الإنسانية تفقد معناها الاجتماعي والإنساني وتتجه نحو "الآلية"، أصبح من الضروري وضع هذه القضية موضع الاهتمام، تخطيطا وتنظيما وأيضا توفير الوسائل لقضاء وقت الفراغ واستثماره بما يعود علي المرأة والمجتمع بالنفع من خلال تحقيق توازنها المادي والمعنوي والمؤثر في الإنتاجية التي تهيئ لها فرص الإشباع لمختلف حاجاتها الإنسانية. فبرغم شعور المرأة أنها لا يوجد لديها وقت فراغ إلا أن التقدم العلمي وارتفاع مستوي المعيشة أدي إلي وجود مزيد من الوقت لديها، المرأة بشكل خاص لا تستمتع بوقتها إلا حينما تنجزه في الاسترخاء والاستمتاع بالحياة بعد عناء وبذل الجهد، ولا تقضيه في الكسل والاسترخاء طوال الوقت، حيث كثير من النساء يفضلن الجلوس والاستمتاع بالموسيقى أو برامج تليفزيونية وهو ما يزيد من جمودهن وسلبياتهن، فتمضية وقت الفراغ بأسلوب صحيح يعني القضاء علي "الملل" الذي يجب محاصرته بكل الوسائل الممكنة، وهذا لا يعني عدم اهتمام المرأة بالاسترخاء والترويح عن النفس إنما دعوة إلي تحويل وقت فراغها للتأمل والدعوة للابتكار ، كما أن ممارسة المرأة الأنشطة الرياضية والنفسية تعمق بعض الصفات لديها كالفوز بدون غش والخسارة بدون حقد والمنافسة النزيهة، وأيضا اكتساب مهارات القدرة علي التغيير الاجتماعي والتمتع بالمكانة الاجتماعية من خلال الأنشطة المتعددة التي تقوم بها في وقت فراغها. ومن وسائل الاستثمار الأمثل لوقت الفراغ التي يقترحها أستاذ التربية التي يمكن للجنس الناعم أن تضعها وفقا لاختياراتهن والتي تختلف باختلاف أعمارهن، هي المشاركة في الجماعات المنظمة «النادي» أو غير منظمة كالرحلات، والاشتراك في المباريات الرياضية النسائية وليس مجرد المشاهدة، والقيام بنشاط مصاحب مع مشاهدة التلفاز مثل أعمال الزينة وممارسة مختلف الحرف اليدوية ، والقراءة أو زيارة الأقارب والأصدقاء.