دخلت المناطق الحدودية الغربية دوائر الإرهاب وامتدت أيادى الاجرام لتنهش أجساد جنودنا الأبرياء وتسلب أرواحهم وبات الوادي الجديد ضمن دائرة التوتر وتصاعدت ألسنة اللهب من فوهة بركان أعتقد الكثيرون أنه خامد وطالت الأيادي الرثة الجنود البواسل في واحة الفرافرة وأزهقت أرواح 22 شهيدا من حماة الوطن ليتأكد للجميع أننا جميعا في حرب حقيقية ضد الأراضي المصرية والقوات المسلحة، أن الجيش المصري هو هدف الإرهاب الآن. حملنا همومنا وتساؤلاتنا ومخاوفنا من الآتى والقادم وعرضناها علي خبير في مكافحة جرائم الإرهاب.. من سيناء إلي الوادى اللواء محمد صادق وكيل أمن الدولة الأسبق والخبير في مكافحة جرائم الإرهاب فقال ان انتقال العمليات الإرهابية من سيناء إلي الوادي الجديد أوالحدود الغربية بصفة عامة كان متوقعا وتم التنبؤ به بعد فشل عملياتهم الإرهابية في سيناء ومحاصرتهم والقبض علي أعداد كثيرة منهم وساعد علي ذلك طبيعة أرض سيناءالمكشوفة وسهولة حصارها وتعاون أهالي سيناء مع القوات المسلحة بالإضافة إلي أن رجال القوات المسلحة علي دراية كاملة بالطبيعة الجغرافية لأراضي سيناء من خلال الحروب التي خاضوها سنوات طوالا لاسترداد أراضي سيناء لذلك عندما فشل الإرهابيون في مواجهة القوات المسلحة في سيناء لجأوا إلي الحدود الغربية لتنفيذ أعمال إرهابية هناك. وأضاف أن اختيار العناصر التكفيرية الحدود الغربية لمصر لتنفيذ أعمالهم الإرهابية يأتي لكون تلك المناطق جبلية ويستطيع الإرهابي أن يختبئ فيها ويجد فيها وسائل اعاشة لقربها من الوادي بالإضافة إلي أنها متاخمة للحدود الليبية حيث تتمركز تلك الجماعات في ليبيا وتتدرب هناك ويتم تسليحها بأسلحة متطورة لتنفيذ الأعمال الإرهابية في مصر. رصد الكمائن ويوضح اللواء محمد صادق أن عمليات الرصد التي تستنزف عدة أشهر لكمائن القوات المسلحة والشرطة أو المنشآت المهمة يأتي من خلال تجنيد بعض من أهالي المنطقة أو الاستعانة بهم بأي طريقة وذلك بتقديم مبالغ مالية كبيرة لهم أو من خلال البدو الذين يعرفون جميع الطرق الجبلية وأماكن الكمائن ونقاط وجود القوات المسلحة والشرطة بالإضافة إلي استخدام الشباب الذين يلجأون إلي الهجرة غير الشرعية لدولة ليبيا وذلك عن طريق استقطابهم ودفع مبالغ عالية لهم تفوق الرواتب التي قد يحصلون عليها من دولة ليبيا ويتم استخدام هذه العناصر في الرصد والارشاد عن الأماكن المستهدفة. ويضيف أن أحد شهداء مذبحة الفرافرة كان من المنتمين لجماعة الإخوان ومن مجموعة ربعاوي فقد يكون قد تعاطف مع الجماعة أو بدون وعي منه كتب بيانات عن طبيعة المكان الذي يؤدي فيه الخدمة العسكرية وعدد أفراده وأوقات تمركزهم وتم استخدام هذه البيانات والمعلومات في تنفيذ العملية الإجرامية. تشتيت الجيش هو الهدف ويضيف أن كمين الفرافرة تم استهدافه ورصده منذ فترة طويلة حتي توافرت المعلومات الكافية لدي المنفذين، بدليل أن المجموعات التي استهدفته كانت مسلحة بأسلحة حديثة وبأعداد كبيرة ومزودة بسيارات دفع رباعي قادرة علي السير بسرعة في الجبال والدروب الوعرة بالإضافة إلي انهم كانوا مزودين بكميات هائلة من الجرانوف الذي يصيب الهدف علي بعد 2 كيلو متر، وعلاوة علي ذلك أن المجموعات الإرهابية كانوا يطلقون النيران علي أفراد الكمين من جهات متعددة بالإضافة إلي علمهم بوجود مخزن للسلاح بالمنطقة مما دفع أحدهم إلي الاقتراب من قوات الكمين لتفجير نفسه في عملية انتحارية وابادة مخزن السلاح. قوي خارجية وراء هجوم الفرافرة ويضيف اللواء محمد صادق أن الهدف من تلك العملية الإجرامية هو تشتيت الجيش المصري وتدميره لأنه القوة الوحيدة القادرة علي صد أي عدوان داخلي أو خارجي وخاصة بعد انهيار الجيوش النظامية الأخري في المنطقة لذلك فان الجيش المصري هو الهدف الآن بالإضافة إلي ان أسلوب الجيل الخامس من الحروب الآن هو الدفع بجماعات إرهابية مدربة ومسلحة لمحاربة القوات النظامية وفي نفس الوقت تدمير الجبهة الداخلية مثل تعطيل ابراج الكهرباء ووسائل المواصلات وضرب السياحة والاقتصاد. لا يوجد قصور أمني ويلقي اللواء محمد صادق الضوء علي واحة الفرافرة وينفي ما يتردد علي بعض الألسنة بوجود قصور أمني وضعف حماية حدودنا الغربية حيث يقول إن تلك الحدود تمتد لمسافة 1000 كيلو متر في صحراء مكشوفة وعرة وهي التي تاهت فيها الجيوش الكبري اثناء الحرب العالمية الثانية أقمار صناعية لمراقبة الحدود ويضيف أن حماية الحدود ومواجهة الإرهاب عليها صعبة والحل الوحيد لحمايتها واحباط العمليات الإرهابية هو الرصد من خلال القوات الجوية والأقمار الصناعية ولابد من توفير شبكات للأقمار الصناعية لمراقبة حدودنا من ناحية الغربية والجنوبية وذلك لان القوي الخارجية التي تدعم الإرهاب مصرة علي تفكيك أركان الدولة المصرية وخاصة انها تمتلك إمكانات عالية وأجهزة حديثة وخرائط للمنطقة يتم استخدامها في الرصد والتوجيه والتنفيذ. كما تستخدم تلك القوي أجهزة تشويش وأجهزة اتصال حديثة لتمكن أعضاء الجماعات الإرهابية من التواصل وتلقي الأوامر لتنفيذ الجرائم الإرهابية مؤكدا أن مصر تخوض حربا ضروس ضد القوات المسلحة والمواجهة صعبة ولابد أن يلتف الشعب المصري حول القوات المسلحة مع تماسك الجبهة الداخلية. تحويل الأكمنة إلي نقاط حصينة ويلقي اللواء محمد صادق الضوء علي الأكمنة الثابتة ويري ضرورة تحويلها إلي نقاط حصينة وتزويدها بابراج عالية عليها أشخاص مسلحون بأسلحة حديثة ومتطورة وجاهزة للتعامل مع أي هجوم.