اكد خبراء الامن واستراتيجيون ان ما يتناوله بعض من غير المتخصصين بشأن العملية الارهابية الاخيرة التى استهدفت جنود حرس الحدود فى محافظة الوادى الجديد يعتبر دعاية اعلامية تصب فى صالح الجماعات الارهابية المسلحة وتخدم توجهاتها واهدافها . واشاروا الى ان القوات المسلحة والاجهزة الامنية لديها ما يمكنها من التوصل لمرتكبى الجرائم الارهابية ،موضحين ان الحادث الاخير جاء نتيجة تحرك القيادة السياسية المصرية مع دول الجوار وخاصة فى اعقاب المبادرة المصرية لوقف الاقتتال فى غزة ، واكدوا ان الحادث تضمن توجيه رسائل مهمة للدولة والنظام الحاكم وللشعب بهدف بث الرعب والخوف فى قلوب المصريين والتشكيك فى قدرة النظام فى حماية الوطن ومؤسسات الدولة وقال اللواء حسام سويلم المحلل الامنى والاستراتيجى ان الهدف من العملية الارهابية التى وقعت فى الوادى الجديد ايصال عدة رسائل مهمة لعدة جهات ابرزها ان تكون مصر دولة بلا دولة وتصبح صورة مماثلة لما يحدث على ارض ليبيا وسوريا . واضاف سويلم ان الرسالة الاولى موجهة للشعب المصرى وفحواها ان الرئيس السيسى ونظامه لم ينجحا فى تحقيق الامن والامان لنفسهما لكى يحققا الامن للشعب المصرى ، اما الرسالة الثانية فهى للنظام داخل مصر لاجبار جماعة الاخوان للمشاركة فى الحياة السياسية من جديد وتحديدا فى الانتخابات البرلمانية تجنبا من شرورهم ، كما ان الرسالة الثالثة فهى موجهة للخارج ومفادها ان مصر غير مستقرة وغير امنة والحالة الامنية لاتدعوا لاستئناف وعودة النشاط السياحى مرة اخري واكد سويلم انه رغم الخسائر الفادحة التى طالت اروح الجنود المصريين لكن القوات المسلحة واجهت المسلحين وتمكنت من قتل عدد منهم ، وتمكنت من القبض على شخصين من منفذى الجريمة ، موضحا ان العملية الارهابية كانت تستهدف عددا من المنشأت والوحدات العسكرية الحيوية ، وايضا اغتيال عدد من القيادات العسكرية ، وكل هذا تم احباطه من قبل القوات المسلحة واشار الى ان الحادث له ابعاد مهمة اخرى مرتبطة بالموقف المصرى تجاه ما يحدث فى غزة ، وبالمبادرة المصرية لوقف الاقتتال هناك ، مشيرا الى ان كل هذه الابعاد تأتى فى اطار الضغط على مصر للسماح بفتح معبر رفح لمدة 24 ساعة متواصلة ومن جهته اكد اللواء الدكتور محمود خلف المستشار باكاديمية ناصر العسكرية ان الحديث عن واقعة الفرافرة تحديدا ، واى عملية ارهابية بصفة عامة يخدم الهدف الذى قامت من اجله العملية الارهابية ويصب فى مصلحة الجماعات الارهابية المسلحة،ويعتبر دعاية لمثل هذه العمليات ، مشيرا الى ان حديث البعض الذى تناولته بعض وسائل الاعلام عن ان القوات المسلحة لم تقم بواجبها ولم تحقق الامن والامان يخدم ايضا اهداف ومصالح الجماعات الارهابية التى تحقق نجاح من وراء مثل هذه التصريحات التى تهدف الى تخويف قطاع كبير من الشعب المصرى والتى ينتج عنها عدم الثقة فى مؤسسات الدولة ، وهذه خطوة اولى لهدم الدولة وطالب خلف وسائل الاعلام بعدم المساهمة فى ايصال رسائل خاطئة فى غير محلها تمس القوات المسلحة وتحبط من عزيمتها مؤكدا ان القوات المسلحة تعمل فى صمت و تؤدى عملها على اكمل وجه وتحقق نجاحات كبيرة فى تجفيف منابع الارهاب والقضاء على البؤر الاجرامية ، حيث تمكنت من القبض على 99٪ من مرتكبى غالبية العمليات الارهابية الماضية وشدد خلف على ان الجيش المصرى لن يترك حقه مهما كلفه من ثمن غالى ونفيس يقدمه فداء لتراب ارض مصر ، مؤكدا انه سيثأر لدماء جنوده التى لن تضيع هدر ، وسيجتث الارهاب من جذوره ومن جانبه اكد اللواء حمدى بخيت الخبير الامنى والاستراتيجى ان ملابسات العملية الارهابية التى استهدفت الجنود المصريين فى حادث الفرافرة واضحة وتشير الى تورط جماعات ارهابية تسللت من الاتجاه الغربى لتنفيذ العملية فى محاولة لتشتيت جهود القوات المسلحة المكثفة فى سيناء بعد القضاء على مايقرب من 90 بالمائة من الجماعات المسلحة المنتشرة على ارض الفيروز واشار بخيت الى ان انتقال العمليات الارهابية من نطاق سيناء الى محافظات الدلتا يأتى فى اطار جر القوات المسلحة للخروج من سيناء وجذبهم للمحافظات الحدودية ، حتى يتمكنوا من الاستيطان مرة اخرى فى سيناء وطالب بخيت القوات المسلحة بضرورة التنبه لهذه المخططات الارهابية ، واعادة النظر فى تسليح الجنود والمهام القتالية تحسبا لتجدد مثل هذه العمليات الارهابية فى اماكن ومناطق اخري ومن جهته اعتبر العميد خالد عكاشة الخبير الامنى والاستراتيجى ان حادث الوادى الجديد ما هو الا رسالة موجهة من الجماعات الارهابية فى ليبيا تجاه التصعيد السياسى والتحرك الذى تقوم به القيادة السياسية المصرية مع دول الجوار والذي جاء بعد استشعار الاجهزة الامنية المصرية بالخطر والتهديد الاقليمى الذى يهدد مصر من جهة حدودها الغربية بسبب التوتر وعدم الاستقرار فى الاراضى الليبية ، وبالتالى جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى دولة الجزائر فى اول زيارة رسمية خارجية قام بها عقب تنصيبه لما لديه من معلومات وتقارير امنية اكدت له ان هناك خطورة بالغة لما يحدث فى ليبيا تهدد مصر ودول الجوار واوضح عكاشة ان هناك تصورا مصريا لاطروحات سياسية خاصة بالنظام الليبى للخروج من الازمة تمر بها ليبيا، بشكل يمكنها من استعادة هيبتها ويمكنها من احكام قبضتها على الارهاب وطالب عكاشة الاجهزة الامنية فى مصر ان تكون على درجة عالية من الجاهزية والاستعداد ازاء اى عملية ارهابية قد تحدث خلال الفترة المقبلة من جهة الحدود