أعلنت الحكومة الليبية أنها تدرس امكانية طلب تدخل قوات دولية لمساعدتها فى بسط الامن والنظام فى البلاد لا سيما فى العاصمة طرابلس التى تشهد اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة منذ الأحد الماضى. وقال أحمد الأمين المتحدث باسم الحكومة فى بيان، إن مجلس الوزراء عقد اجتماعا طارئا الليلة قبل الماضية بحث خلاله خصوصا “استراتيجية طلب محتمل لقوات دولية لترسيخ قدرات الدولة وحماية المواطنين ومقدرات الدولة”. وأضاف البيان أن الهدف من تدخل القوات الدولية هو أيضا “منع الفوضى والاضطراب واعطاء الفرصة لها (الدولة) لبناء مؤسساتها وعلى رأسها الجيش والشرطة”. ودعا البيان الأطراف المتناحرة فى طرابلس إلى وقف العمليات العسكرية والعدائية فورا، وإحالة أى قائد يأمر أو يوافق أو لا يمنع قصف أو ضرب أى جهة مدنية بما فى ذلك مطار طرابلس الدولى إلى النائب العام أو الجهات القضائية الاخرى بتهم شاملة القتل العمد والجرائم ضد الانسانية. كما دعت الحكومة الأطراف المقاتلة الى الابتعاد عن المطار وعن المدينة مسافة لاتقل عن عشرين كيلومترا، بحيث يتسنى فتح الملاحة المدنية فى أسرع وقت، ويكون الانسحاب خلال مدة أسبوع من تاريخه. وأضاف البيان أن الحكومة قررت أيضا تشكيل لجنة تكون مهمتها بحث الموقف ومقابلة الأطراف والاتصال مع الجهات المعنية، ثم وضع الحلول لإنفاذ القانون وضمان سلامة الملاحة الجوية وفتح المطارات والطرق وسيطرة الجهات المختصة، على أن تنتهى من عملها خلال عشرة أيام. جاء ذلك فى الوقت الذى اندلعت فيه اشتباكات عنيفة فى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية بين ميليشيات ليبية متناحرة للسيطرة على المطار الرئيسى فى العاصمة طرابلس. وأوضحت وكالة الانباء الليبية الرسمية "لانا" أن عشرات الصواريخ سقطت على المطار الدولى وعلى بعض مرافقه، وأن القصف على المطار أصاب أيضا عدة منازل تقع فى منطقة قريبة من المطار. وأوضح بيان للحكومة أن 90٪ من طائرات مطار طرابلس أصيبت، وأن اصلاحها يحتاج إلى أشهر ومئات الملايين، كما أصيب برج المراقبة، وتم تدمير خزانات وشاحنات الوقود، ومبنى الجمارك، والمبانى التابعة للصيانة، وعدد من الطائرات المدنية وأخرى تابعة للامن الوطني. يأتى ذلك فى الوقت الذى علقت فيه السلطات الليبية، جميع الرحلات الجوية من مطار مصراته الدولى غربى البلاد "لأسباب تقنية" بعد يوم من إغلاق مطار طرابلس. ومن ناحية أخرى، أكد مصدر طبى بمركز بنغازى الطبى مساء أمس الأول ارتفاع حصيلة الاشتباكات فى محيط مستشفى الجلاء للجراحة اليوم بين قوات الصاعقة ومليشيات انصار الشريعة التى تسيطر على المستشفى إلى 9 قتلى بينهم شخصان مجهولان، و52 جريحا بينهم أطفال، وقال المصدر إن الاصابات مُتنوعة بين اطلاق الرصاص والشظايا جراء سقوط قذائف «هاون» و «آر بى جي» على منازل الآمنين فى بيوتهم. وكانت معارك ضارية قد دارت فى محيط مستشفى الجلاء للجراحة بين قوات انصار الشريعة التى استولت عليه منذ أكثر من 3 أسابيع وبين قوات الصاعقة من أجل اخراجهم. وفى غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الامريكى جون كيرى أمس إلى وقف العنف فى ليبيا، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة تعمل مع القادة الليبيين لانهاء الاضطرابات.