مطار طرابلس الدولى لقى 6 أشخاص مصرعهم وأصيب 25 آخرين، اليوم الأحد، جراء اشتباكات بمحيط مطار طرابلس الدولي ومناطق مختلفة من العاصمة الليبية، حسبما ذكر بيان رسمي لوزارة الصحة الليبية اليوم. وقد بدأ دوي القصف يسمع في العاصمة طرابلس منذ صباح اليوم بعد استهداف المطار بثلاثة صواريخ واشتباكات بمحيط المطار، ما أدى إلي توقف حركة الملاحة بمطار طرابلس، بعد ساعات من نقل إحدى القنوات التلفزيونية الليبية ما وصف بأنه مراسم تسليم قاعدة معيتيقة الجوية إلى رئاسة الأركان، وكان منتظرا حسب المعلومات المتداولة أن يتزامن ذلك مع تسليم مطار طرابلس الدولي الذي يخضع لسيطرة كتائب محسوبة على مدينة الزنتان، إلا أن ذلك لم يحدث وهو ما يعتبر استهداف المطار ومحيطه للضغط على تلك الكتائب لإجبارها على تسليم المطار. ويتخوف سكان العاصمة منذ أيام من وقوع مواجهة مسلحة بين قوات درع الوسطى والتشكيلات المسلحة التي تعرف بثوار طرابلس من ناحية والتشكيلات المسلحة المحسوبة على مدينة الزنتان وعلى رأسها لواء القعقاع وكتيبة الصواعق من ناحية أخرى. والحديث عن الاستعداد لمواجهة بين الطرفين في العشرين من رمضان حسب المعلومات المتداولة وهو التاريخ الذي يوافق ذكرى تحرير طرابلس من كتائب القذافي. ولاتزال حتى الآن تسمع أصوات القصف في العاصمة طرابلس وتصاعد أعمدة من الدخان جنوب غرب المدينة بمنطقة السواني، حيث تتجمع القوات التابعة للواء القعقاع والصواعق. وذكر مصدر أمني أن القصف استهدف معسكرا ما يسمى سابقا بمعسكر "6 أبريل" والذي يتمركز فيه لواء القعقاع جوار مقر الدعوة الإسلامية، مشيرا إلى أن القصف شمل محاور المطار والسواني. وأضاف أن "الطرق المؤدية إلى المطار والسواني أغلقت، وتمركز مسلحون في مداخل هذه الطرق لمنع حركة السير تجاه المطار". ولم يصدر عن الحكومة الليبية أو رئاسة الأركان أي تصريح حيال ما يجري، وتوضيح ما إذا كان هناك تكليف رسمي لهذه الجهات المتحاربة. ونقلت قناة (النبأ) خبر بدء عملية سمتها "قسورة"، وقالت إنها "تحت قيادة (قوة أمن واستقرار ليبيا)، وهي قوة مكوَنة من عدة تشكيلات مسلحة، بالإضافة إلي درع الوسطى والغربية، ولم يسبق أن سمِع بهذا الاسم على الساحة الليبية من قبل".. وأضافت أن "(قوة أمن واستقرار ليبيا) تمكنت من دخول مبنى المطار القديم". وفي سياق آخر، اندلعت اشتباكات في محيط وزارة الداخلية الليبية (حي الأكواخ) والدعوة الإسلامية (بوابة الجبس) بين مسلحين حاولوا الدخول لوزارة الداخلية ولكن تم التصدي لهم ولاذوا بالفرار. وذكرت (بوابة الوسط) أن المعلومات تتضارب عن حقيقة ما يجري في العاصمة طرابلس اليوم، وما إذا كانت أصوات القصف التي تسمع هي اشتباكات أو قصف من طرف واحد ضد أهداف محددة.. وأن تطورات الأحداث تشير إلى مشاركة قوات درع الوسطى في عملية القصف، إلا أن مصدرا بالدرع نفى ذلك، مشيرا إلى أن كتائب خارجة عن الدرع هي من قصفت باتجاه المطار ومقار قوات لواء القعقاع. في هذه الأثناء، تداول تسجيل مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عضو المؤتمر الوطني السابق صلاح بادي في منطقة طريق المطار، ويظهر حوله مسلحون وسيارات عسكرية تقصف تجاه المطار. وأغلق ثوار منطقة جنزور الليبية، اليوم، الطريق المؤدي إلى منطقتهم من ناحية ما يعرف ب"جسر المعاقين" تحسبا لأي هجوم على المنطقة. ووضع الثوار سواتر ترابية وسط الجسر، و تمركزوا في نقاط قريبة منه، وقد شاركت كتيبة فرسان جنزور في الهجوم على مطار طرابلس العالمي مع قوة أخرى من الثوار فيما عرف بعملية "قسورة". وفي السياق ذاته، أغلقت جميع المصارف بالعاصمة الليبية طرابلس أبوابها أمام العملاء والمواطنين جراء الاشتباكات التي اندلعت بمحيط مطار طرابلس الدولي. وفتحت جميع المصارف بالعاصمة الليبية طرابلس أبوابها أمام عملائها منذ الصباح الباكر، ومع ازدياد القصف بالعاصمة واشتباكات محيط مطار طرابلس اضطرت إلي إغلاق المصارف مؤقتا اليوم. وكانت بعض المحلات بالعاصمة طرابلس قد أغلقت أيضا أبوابها اليوم بعد الاشتباكات التي اندلعت بمحيط مطار طرابلس اليوم وأسفرت عن مقتل أحد الأشخاص وإصابة آخرين في إحصائية أولية. وبدوره، أكد مصدر مسئول بالخطوط الجوية الأفريقية الليبية أن الشركة قررت نقل الرحلات الداخلية والخارجية المبرمجة، اليوم، إلى مطار مصراتة الدولي بصورة موقتة. وأوضح المصدر أن هذا الإجراء يأتي التزاما من الشركة تجاه عملائها، وأن عملية النقل جاءت نظرا للظروف الأمنية المحيطة بمطار طرابلس الدولي. من جانبها، أعلنت وزارة النقل التونسية أنه على أثر إغلاق المجال الجوي من قبل السلطات الليبية فوق مطار طرابلس الدولي لأسباب أمنية قررنا تعليق جميع رحلات الشركات التونسية نحو مطار طرابلس حتى إشعار آخر.