رمضان كريم.. من «ماراثونات» الدراجات الصباحية التى بدت فيها الدولة وكأنها تقوم بعملية «إحماء» علنية، هدفت من خلالها إلى توجيه رسائل لمن يعنيه الأمر، وهى رسائل شهدت اختلافات فى قراءتها، إلى حكومة «الساعة 7 الصبح» التى لم تعلن تكليفات واضحة ومحددة للمصريين، تدعوهم للخروج من بيوتهم فى السادسة صباحا، وحتى المبادرة الأخيرة التى أطلقها الرئيس تحت اسم: «تحيا مصر»، من أجل دعم الاقتصاد المصري، والتى تلقاهاه رجال الأعمال بفتور، لا يتناسب على الإطلاق مع ما حققوه من ثروات طائلة على حساب المصريين طوال أكثر من أربعين عاما. من «ماراثونات» الدراجات إلى حكومة «7 الصبح»، وحتى مبادرة «تحيا مصر»، ينتظر المصريون وسط حالة من الترقب، انطلاق الماراثون الكبير للإصلاح والنهوض، بعد أن كان رهان أغلبهم أن «الماراثون» المنتظر سوف يبدأ فى اليوم التالى مباشرة، عقب أداء الرئيس اليمين أمام المحكمة الدستورية، بالإعلان عن مشروع قومى فى حجم الوطن، يحيى الأمل فى نفوس المصريين، ويلهب حماسهم، ويحفز إرادتهم، ويطلق طاقات البناء الجماعية المعطلة، مشروع من هذا النوع الذى يجنى ثماره المجتمع بأسره، خاصة طبقاته التى تستحق الرعاية. كنت ومازلت أعتقد أننا فى حاجة إلى مشروع إصلاح ضخم، سياسى واقتصادى واجتماعى وثقافي، يمثل «رافعة» تنتشل المصريين من واقعهم الذى لا يراوحونه، ويفتح أمامهم أبواب المستقبل، بعد أن دفعوا أثمانا باهظة، خلال السنوات «العجاف» الطويلة الماضية، وأحسب أنه دون هذا المشروع لن تتغير حياة المصريين كثيرا، بل وسينظرون إلى تضحياتهم السابقة بأسي، وإلى تضحياتهم الجديدة المطلوبة منهم، بعدم ارتياح وربما بسخط. حقا إن الملفات كثيرة وشائكة ومرتبكة، والتحديات صعبة، وأخطار الداخل والخارج، تستنفد كثيرا من الطاقة والتركيز والمال، إلا أن المؤكد حتى الآن، ومهما صدقت وخلصت النية فى الإصلاح والنهوض، فإنه لا توجد رؤية واضحة متماسكة تقود فى النهاية، وعبر مراحل من العمل، إلى تحقيق الأهداف التى من أجلها، قام المصريون بالإطاحة بنظامى حكم . يحتاج المصريون الآن وليس غدا، لهذا المشروع الكبير، كما يحتاجون إلى الحلم، والأحلام مهما حلقت فإنها لا تتحقق إلا اذا انطلقت من واقع يحتضنها، لان الأمم التى لا تحلم تفقد حماسها وتصاب بخمول ينتهى بها إلى الدخول فى «غيبوبة» تاريخية، لا تصحو منها إلا على وقع مأساة كبري. فى الختام.. تقول الحكمة: «راكب الدراجة يجب ألا يتوقف عن تحريك قدميه حتى لا يسقط». لمزيد من مقالات محمد حسين