الغضب لم ولن يفرز مرة قرارا واحدا صائبا.. ولو راجع كل منا نفسه فسوف يكتشف كم القرارات الخاطئة التي اتخذها في لحظات غضب.. ويكتشف كل منا أيضا أن التريث وعدم التعجل في لحظة الغضب هو القرار الأوحد الصائب. أرجو أن يكون الهدوء هو قرار إبراهيم حسن الآن بعدما أعلن اتحاد شمال أفريقيا الكروي أنه لم يغير قراره السابق الخاص بإيقاف إبراهيم خمس سنوات.. والتصريح جاء ردا علي أخبار منسوبة لعضو في الاتحاد المصري حضر اجتماعات اتحاد شمال أفريقيا الأخيرة وقال فيها إن الاتحاد اكتفي بما تم في فترة العقوبة وتم رفع الإيقاف... أرجو ألا نزيد الأمور تعقيدا بتصريح في وقت غضب من صاحب الشأن وننتظر إلي أن نعرف حقيقة ما دار في هذه الاجتماعات وهل تمت مناقشة الموضوع أصلا أم لا وهل التصريح المنسوب لعضو في الاتحاد المصري حقيقي أم لا؟. أرجو أن نتعامل مع الموضوع بهدوء حتي نعرف حقيقة ما حدث لا أن نحولها إلي أزمة وخناقة واتهامات وكلها أمور تجبر الطرف الآخر علي التمسك بموقفه ومن سيقبل اتخاذ قرار تحت الضغط والتهديد... أرجو أن يكون لاتحاد الكرة دور إيجابي حتي وإن كانت الاتصالات مقطوعة بسبب الخصومة الشخصية بين رئيس الاتحاد المصري ورئيس الاتحاد الجزائري الذي يرأس اتحاد شمال أفريقيا... أعتقد أنه بالإمكان الوصول إلي حل يرضي جميع الأطراف... يرضي اتحاد شمال أفريقيا بما تم من تنفيذ للعقوبة ويرضي الاتحاد المصري المطالب بالدفاع عن أبنائه.. ويقيني أن هذا الحل أسهل مما نتوقع فيما لو خلصت النيات والأهم لو نحينا الغضب بعيدا عن قراراتنا... أخيرا أرجو من إبراهيم حسن ألا يجعل هذه الحكاية تفقده تركيزه عن عمل ناجح بدأه مع توءمه حسام وعليهما الحفاظ عليه.. .......................................................... ** هي عادتنا ولن نشتريها.. لا نفكر في حل إلا بعد وقوع المشكلة ولو أننا في مرة حاولنا وفكرنا وتحركنا ما وقعت الأغلبية العظمي من مشكلاتنا... علي سبيل المثال لا الحصر.. في كرة القدم التي يهتم بها أغلب الشعب بما يعني أنها لعبة لها شعبية ونشاط يهم الأغلبية.. في كرة القدم أغلب دول العالم تسير وفق النظام النموذجي للاحتراف والعقود وهوية الأندية وحقوقها وعلاقتها باتحاد اللعبة والبث التليفزيوني والإعلانات إلي آخر بنود العلاقة التي تحكم اللاعب والنادي والاتحاد والإعلام والجماهير والإعلان... الفيفا اكتشف أن هذه الأمور واضحة المعالم في أوروبا وأيضا أمريكا اللاتينية وأقل وضوحا في آسيا ووجودها شبه معدوم في أفريقيا... الفيفا أرسل تعليماته إلي الاتحادات القارية لأجل تصحيح الأوضاع في الاتحادات الوطنية والتصحيح بدأ فعلا والاتحادات القارية أرسلت فعلا للاتحادات التابعة لها ووضعت حدا أقصي للتعديل... كل الاتحادات القارية فعلت.. إلا الاتحاد الأفريقي!. الاتحاد الآسيوي من سنتين أرسل لاتحاداته تعليماته المنبثقة عن تعليمات الفيفا بحتمية أن تكون الأندية محترفة وأن يكون في كل دولة دوري محترفين لأجل أن تلعب هذه الأندية في البطولات القارية التي ستكون مقصورة علي المحترفين... الاتحاد الآسيوي أخطر اتحاداته بالمطلوب تغييره والدول الأعضاء بدأت التنفيذ وأظن أن أغلب الدول الآسيوية حولت هوية أنديتها من هيئات هاوية إلي شركات مساهمة محترفة تعمل في مجال الكرة.. وأغلب الدول الآسيوية أصبح عندها دوري محترفين والدوري الإماراتي مثلا دوري محترفين. الاتحاد الأفريقي حتي هذه اللحظة ملتزم الصمت ولم يخطر اتحادات الدول الأفريقية بما يجب أن يكون وأنا لا أعرف صمت الكاف لماذا.. لكن الذي أعرفه أن تحويل الأندية لهيئات محترفة وتحويل الدوري لدوري محترفين مسألة محسومة ولا نقاش فيها وقادمة والذي أعرفه يقينا أن اتحاد الكرة المصري يعرف تفاصيل التفاصيل ومع هذا لم يتحرك ولم يحاول حتي أن يتحرك... طيب.. مادامت المسألة معروفة واحتراف الأندية سيكون وإلا خرجنا من المنظومة العالمية وإقامة دوري للمحترفين واقع لا مفر منه وإدارة الأندية المحترفة لمسابقاتها وشئونها حق للأندية مستحيل التفريط فيه... مادامت الأمور كلها واضحة ومرئية وإجبارية ولا فرار منها وطالما دول كثيرة حولنا طبقت المطلوب ونجحت في التطبيق.. فلماذا لا نتحرك ونبدأ ونفكر وندرس ونناقش ونختلف ونتفق إلي أن نصل إلي الأمثل وفقا لظروفنا؟.. لماذا لا نفعل هذا بخاطرنا قبل أن يطالبنا ويلزمنا أحد بذلك في إطار وقت محدد؟... القضية ليست سهلة.. لأن نظامنا الرياضي لا مثيل له في العالم.. لأن هناك في كل دول العالم.. ممارسة النشاط الرياضي مسئولية دولة وهذه الممارسة تتم في آلاف الملاعب المفتوحة أمام الأطفال والشباب بلا قيود.. الملاعب متاحة ووقت الطفل والشاب يسمح له باللعب لأنه لا يوجد عندهم المناهج التعليمية الضخمة.. مناهج الحفظ والتلقين.. والموجود مناهج بحث ومعرفة إلي جوارها يمكن للطفل والشاب أن يعيش حياته ويمارس أنشطته... هناك الملاعب موجودة ومتاحة والقانون ينص علي أن ممارسة الرياضة حق لكل مواطن.. حقه أن يجد الأرض التي يلعب عليها والوقت الذي يلعب فيه... هناك الرياضة في المدرسة مادة أساسية تفوق أهميتها كل المواد وهناك المدرسة هي التي تكتشف المواهب لأنه في المدرسة الطفل يمارس كل أنواع الرياضة والممارسة وحدها هي التي تكشف عن موهبته الموجودة داخله ونحن لا نعرف ولا الطفل نفسه يعرف أنه موهوب ولابد أن يمارس ليعرف ونعرف هذه الموهبة.. هناك المدرسة هي التي تتعرف علي الموهبة وهي التي تنتقي وهي التي ترعي هذه الموهبة وتشركها في المسابقات المدرسية والجامعية وهذه المسابقات فنيا أقوي بكثير من منافسات الاتحاد عندنا... هنا في مصر الوضع مختلف جذريا لأنه لا توجد عندنا ممارسة للرياضة لأنه لا توجد عندنا ملاعب للممارسة تتناسب وتعداد النشء وعندنا تحت16 سنة فوق ال13 مليون ناشئ.. وما هو موجود من ملاعب مفتوحة لا يستوعب نصف مليون والباقي لا يمارس أي نشاط.. لا كرة ولا غير الكرة وبالتالي نحن لن نري إلا المواهب الموجودة في نصف المليون الذي وجد ملاعب وربما لا نراها.. بينما ضاعت علينا المواهب الموجودة فيمن لم يلعبوا من الأصل لأنهم لم يجدوا أرضا يلعبون عليها وهؤلاء23 ضعف من وجدوا ملاعب!. الذين لم يلعبوا12.5 مليون فكم من المواهب موجودة بينهم ضاعت علينا!. هنا لا توجد الملاعب التي تتيح الفرصة أمام الملايين ليلعبوا ولا يوجد المنهج الذي يسمح للطفل بممارسة الرياضة إلي جوار التعليم.. وهنا لا حس ولا خبر عن أحقية المواطن في ممارسة الرياضة.. بل إن هذه الممارسة تعرض صاحبها في كثير من الأحيان للعقاب داخل المدرسة والجامعة والشركة والمصنع. هنا الرياضة ماتت في المدرسة من قبل40 سنة وعودتها صعبة جدا ودور المدرسة الذي كان موجودا في أواخر الخمسينات وقت كان دوري المدارس أقوي من الدوري المصري وفريق السعيدية لا يقل قوة عن الأهلي والزمالك.. هذا الدوري المدرسي انتهي من40 سنة والمدرسة نفضت يديها من الرياضة وتفرغت لتعذيب الأطفال والشباب بمناهج متخلفة لا وجود لمثلها في أي مكان بالعالم!. هنا الوضع انقلب رأسا علي عقب والمدرسة خرجت من خدمة الرياضة.. ممارسة وبطولة.. والنادي وجد نفسه فجأة مسئولا عن البطولة وأيضا الممارسة وعليه أن ينتقي المواهب من الأعداد القليلة التي تمارس والاختيار منقوص لأنه اختيار لأحسن الموجودين والمفترض أن تتاح لملايين الأطفال الممارسة وتختار المواهب من بين الملايين وهي مختلفة جذريا عن الاختيارات بين المئات!. هنا.. النادي الكشكول الذي به عدد كبير من اللعبات وقائم علي نظام اجتماعي بما يجعله مؤسسة اجتماعية أكثر منها رياضية ومع هذا مطلوب من النادي الكشكول أن يرعي فوق ال15 لعبة بناشئيها وكبارها وصاحب بالين كداب فما بالنا بمن عنده خمسة عشر؟. هنا النادي تركيبته اجتماعية وجمعيته العمومية التي تختار مجلس إدارته الذي يخطط ويفكر لرياضة البطولة داخل النادي.. هذه الجمعية العمومية مؤهلة لاختيار مجلس إدارة ناد اجتماعي وليس ناديا مسئولا تماما عن رياضة البطولة... هنا.. كل شيء مختلف عن هناك ومطلوب تعديل الأوضاع ليكون النادي هنا مثل النادي هناك وتلك مسألة صعبة لكنها مطلوبة وقريبا جدا سيطالبوننا بها وكلنا يعرف وكلنا صامت... أعتقد أن المسألة لم تعد تتحمل تجاهلا لأكثر من هذا واتحاد الكرة المعني بالقضية هو الذي يتجاهل وبدلا من أن يعقد ورش عمل تبحث كيفية تحويل أنديتنا الاجتماعية الهاوية إلي أندية محترفة صالحة للعب في دوري محترفين.. بدلا من هذا التزم الصمت وتعمد التعتيم وكأن تجاهل الأمر يلغيه!. والأندية أخيرا تحركت.. والذي حركها موضوع البث والحقوق وأرجو ألا تتوقف الأندية عند هذه النقطة ومادامت تحركت فليكن تحركها لأجل مناقشة الوضع كله خاصة أنها مطالبة بتعديل أوضاعها والأفضل أن تناقش الأندية تفاصيل تعديل الأوضاع لأنها الأدري بنفسها وبمشكلاتها وتناقش حقوقها وتراجع الاحتراف وتراجع حقوق اللاعبين وحقوق الأندية.. باختصار تضع الأندية التصور الأمثل للنادي المحترف وللمنظمة التي تجمع الأندية والاحتراف وضوابط أسعار اللاعبين إلي آخر ما يضبط فوضي الاحتراف القائمة... في اعتقادي تحرك الأندية وحده لا يكفي ولابد أن يشكل المجلس القومي للرياضة فريق عمل من الخبراء لمواجهة ما نحن مقبلون عليه... لابد من التحرك قبل أن يتم إجبارنا علي التحرك!. .......................................................... ** الله سبحانه وتعالي لم يخلق إنسانا واحدا في الحياة عبثا.. والله عز وجل لم ينس للحظة عبدا من عباده.. وحكمة الله ومشيئته في الخلق أنه سبحانه جعل البشر طبقات.. وتعليمات الله الواضحة الصريحة لعباده التراحم فيما بينهم بأن يتكفل الأغنياء بالفقراء بالعشرية في الإنجيل وربع العشر في الإسلام... ومن رحمة الله علي البشر أنه عز وجل كلف من عباده من يهتمون ويخدمون المحتاجين لوجه الله والحديث الشريف يقول فيما معناه إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير إليهم.. أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة.. ولو أننا طبقنا تعاليم الله لنا في الإنجيل والقرآن وأخرجنا من دخولنا العشر أو ربع العشر.. لو أننا نفذنا هذا ما بقي علي ظهر الأرض فقير واحد.. لكننا لم نفعل لأننا بشر والبشر لم يتفق ولن يتفق يوما علي شيء واحد.. لذلك قليلنا يفعل ما أمرنا الله به وأغلبنا في غفوة ولا يخرج مليما واحدا من دخله كما أمرنا الله.. ولهذا!. اختار الله من عباده من فتح صدورهم للخير وحببهم في الخير وحبب الخير ذات نفسه فيهم واختصهم الله بقضاء حوائج الناس.. وهؤلاء موجودون في كل زمان وكل مكان... هؤلاء موجودون بيننا يعملون الخير للخير عن قناعة تامة لا يرقي لها شك بأن أجرهم علي الله وهذا ما يبغونه لأنه أعظم أجرا ومن يعرف فربما يكون الأجر الشفاء من مرض أو دفع المرض من الأصل أو هدوء البال وراحته وتلك نعمة لا يعرفها إلا من يعيشها بالفعل لأنه هناك من عنده المال والجاه والنفوذ ولا ينعم لحظة بالقناعة والصفاء النفسي وراحة الذهن وإمكانية النوم العميق دون كوابيس وأحلام مزعجة وتوتر وقلق وخوف دائم غير معلوم هويته... في مصر بشر كثير اختصهم الله بقضاء حوائج الناس.. قد أعرف القليل منهم والمؤكد أنني لا أعرفهم جميعا.. وأعتقد أن المهندس حسام القباني رئيس مجلس إدارة جمعية الأورمان واحد منهم... الرجل هو صاحب فكرة يوم اليتيم بمصر الذي يقام سنويا يوم الجمعة الأول من شهر أبريل.. والاحتفال السنوي هدفه تذكرة من ينسي أن في مصر أطفالا أيتاما لهم حقوق كثيرة علينا!. هذا اليوم هدفه شحن بطاريات الخير التي نفدت.. هدفه إعلام من يريدون تقديم الخير ولا يعرفون الطرق والوسائل التي تضمن وصول الخير إلي مستحقيه.. هذا اليوم.. يوم اليتيم.. لا أحد في العالم يعرف شيئا عنه وهذا ما دعا المهندس حسام القباني إلي فكرة ينقل بها الهدف النبيل من المحلية إلي العالمية... اليوم.. في الرابعة بعد الظهر.. أمام الهرم الأكبر في الجهة الشرقية له.. يتجمع خمسة آلاف طفل علي شكل مثلث هو ظل الهرم الأكبر علي الأرض حيث الشمس في طريقها إلي الغرب وسقوط أشعتها علي الهرم يترك ظلا كبيرا علي الأرض وهذا الظل يقف عليه الخمسة آلاف طفل لمدة عشر دقائق.. بهدف!. الدخول في موسوعة الأرقام القياسية جينيز لأكبر عدد من الأطفال يرفعون في أيديهم علم بلادهم والرقم القياسي المسجل لأكبر عدد أطفال رفعوا علم بلادهم تم تسجيله في بلجيكا لإحدي المقاطعات البلجيكية في احتفالها بالعيد القومي جمعت670 طفلا رفعوا علم بلجيكا في29 نوفمبر1992 وهذا الرقم القياسي تحطمه مصر اليوم بخمسة آلاف طفل يرفعون علم مصر احتفالا بيوم اليتيم ولفت نظر العالم إلي الأيتام علي كل بقعة أرض بسبب الحروب والعنف والحوادث والوفاة الطبيعية.. وأيضا الخمسة آلاف طفل الذين يرفعون علم مصر يشيرون للعالم علي أعظم آثار العالم الشامخة في مكانها من آلاف السنين تشهد علي عبقرية المصريين القدماء والموجودة في المتاحف المصرية التي هي بحق كنوز تاريخ وبحور حضارة... الاحتفالية رائعة المعني والهدف يدعو لها اليوم الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار والمهندس حسام القباني رئيس جمعية الأورمان ويحضرها محكمون دوليون من موسوعة الأرقام القياسية وسفراء النوايا الحسنة وممثلة اليونيسيف بمصر وعدد كبير من نجوم المجتمع في المجالات المختلفة. ومن ناحية أخري انتهي الإعداد ليوم اليتيم وهذه السنة تشهد مفاجآت كثيرة أهمها التبرعات النقدية التي تمكن الأيتام من شراء ملابسهم الجديدة بأنفسهم وفقا لاختياراتهم بدلا من الملابس المستعملة التي كانت تصلهم وما تتركه في نفوسهم من إحساس ليس أمامهم إلا قبوله وانعكاس ذلك علي شخصياتهم فيما بعد... هذه السنة جمعية الأورمان تعاقدت مع خبير عالمي في جراحة القلب للأطفال لأجل إجراء جراحات مجانية للأيتام الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب والشرايين والصمامات... هذه السنة عمليات جراحة العيون للأيتام الذين يعانون من مشكلات في البصر أو في السمع سواء بالتدخل الجراحي أو الأجهزة مثل السماعات... هذه السنة.. جراحات عظام وتركيب أطراف صناعية للأيتام الذين يعانون من مشكلات بتر أو شلل أطفال أو ما شابه... هذه السنة.. أسأل الله أن تكون فاتحة خير علي كل واحد منا ليضع قدميه علي أول طريق الخير ومن سار عليه خطوة بصدق مستحيل أن يخرج منه أو يحيد عنه... وللحديث بقية مادام في العمر بقية [email protected] المزيد من مقالات ابراهيم حجازى