لتقصيرها في حق أسرتها.. ليلى علوي تبكي أمام الجمهور في مهرجان الإسكندرية السينيمائي الدولي    من أصل 18 ألف شاحنة ..الاحتلال أدخل إلى غزة 10% فقط من الشاحنات خلال سبتمبر    حقيقة رحيل محمد عواد عن الزمالك في الانتقالات الشتوية    العريش بين الإدارة الدولية والسيادة الوطنية.. هل تُباع سيناء بالتقسيط في صفقة ترامب؟    خطوات إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025    تعرف على موعد تطبيق التوقيت الشتوي في أسيوط    أسعار اللحوم في أسيوط اليوم الجمعة 3102025    أسعار الفاكهة في أسيوط اليوم الجمعة 3102025    24 تريليون دولار قيمة اقتصاد المحيطات.. وارتفاع حموضة المحيط سابع اختراق في حدود الطبيعة وتهدد الأنواع البحرية    وزارة البيئة: عقوبات رادعة تصل إلى مليون جنيه لحرق المخلفات    بسبب وقائع شغب.. محافظ القليوبية يستبعد قيادات تعليمية بمدارس قليوب وميت حلفا    محمود كامل يعلن انضمامه لاعتصام صحفيي "الوفد" السبت المقبل: دعم الزملاء واجب نقابي وأخلاقي    بوتين: دول الناتو فى حالة حرب مع روسيا ولم تعد تخفى ذلك    شرطة مانشستر: المهاجم مواطن بريطاني من أصل سوري    رقم سلبي يلاحق مدرب نوتنجهام فورست بعد الخسارة الأوروبية    موهبة مانشستر يونايتد تثير اهتمام ريال مدريد    وزارة العدل السورية تنفي صدور أحكام إعدام بحق مفتي سابق ومسؤولين في عهد الأسد    تركيا.. احتجاجات واسعة تندد باقتحام الاحتلال الصهيوني سفن "أسطول الصمود"    الإصلاح والنهضة يدشّن حملته الانتخابية للنواب 2025 باستعراض استراتيجيته الدعائية والتنظيمية    أستون فيلا يقهر فينورد على ملعبه في الدوري الأوروبي    شقيق عمرو زكي: اللاعب بخير وصحة جيدة.. ولا أعرف لماذا يرتبط اسمه بالمرض    رحلة تحولت إلى مأتم.. وفاة نجل طبيب وإصابة أسرته فى حادث بالطريق الإقليمى    جرعة مخدرات وراء مصرع سيدة داخل مسكنها فى العمرانية    منافسة ساخنة على لوحة سيارة مميزة "ص أ ص - 666" والسعر يصل 1.4 مليون جنيه    ضبط عاطل وشقيقه بتهمة حيازة مواد مخدرة للاتجار بالهرم    انفصال 4 عربات من قطار بضائع بسوهاج    تموين مطروح تضبط 6.5 طن سولار وسلع غذائية قبل بيعها في السوق السوداء    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: الدولة تدعم المحروقات ب75 مليار جنيه رغم الزيادات المقررة    الكويت تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول جراحة روبوتية عابرة للقارات    خسيت 60 كيلو.. أبرز تصريحات عبد الله نجل غادة عادل ومجدي الهوارى (إنفوجراف)    أسامة كمال: الإخوان "عايزينها تولع" ويرغبون فى رفض حماس لخطة ترامب لوقف حرب غزة    ختام مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة في دورته الثالثة..صور    الشاعر مصطفى حدوتة بعد ترشح أغنيته للجرامي: حققت أهم وأحلى حاجة مع محمد رمضان    الفنانة شيرين تكشف تفاصيل إصابة قدمها وتجربة الألم أثناء تكريمها في مهرجان الإسكندرية السينمائي    مواقيت الصلاة في أسيوط اليوم الجمعة 3102025    رئيس لجنة تحكيم مسابقة بورسعيد يفوز بلقب شخصية العالم القرآنية بجائزة ليبيا الدولية    عالم بالأوقاف: الوطنية الصادقة لا تنفصل عن الدين.. وعبارة الغزالي تصلح شعاراً لعصرنا    الكويت تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول جراحة روبوتية عابرة للقارات    السوشيال ميديا بكفر الشيخ تتحول لساحة نزال شرسة قبيل انتخابات النواب    موقف زيزو من مباراة الأهلي وكهرباء الإسماعيلية في الدوري المصري    رئيس جامعة الإسكندرية يسلم 4 نواب وعمداء جدد القرارات الجمهورية بتعيينهم (صور)    تفاصيل مسلسل «درش» ل مصطفى شعبان.. رمضان 2026    قائد عسكري إيراني: نحن أقوى هجوميًا الآن 12 مرة مُقارنة بحرب ال 12 يوما مع إسرائيل    وضع حجر أساس مستشفى «الخليقة الجديدة» بأسيوط بيد البابا تواضروس    السفير التركي يفتتح الدورة 78 من "كايرو فاشون آند تكس" بمشاركة 650 شركة مصرية وأجنبية    تحقيق عاجل بعد اتهام مدير مدرسة بالاعتداء على طالب في شبين القناطر    استشاري مخ يكشف مدى خطورة إصابة الأطفال ب"متلازمة ريت"    هدف الشحات ينافس على الأفضل في الجولة التاسعة للدوري    تعرف على نتائج الجولة السابعة من دورى المحترفين    ما حكم التنمر بالآخرين؟ أمين الفتوى يجيب أحد ذوى الهمم    قائمة ألمانيا لمواجهتي لوكسمبورج وأيرلندا الشمالية.. تواجد فيرتز وجنابري    خالد الجندى: كثير من الناس يجلبون على أنفسهم البلاء بألسنتهم    رفع كفاءة وحدة الحضانات وعناية الأطفال بمستشفى شبين الكوم التعليمي    وكيل تعليم البحيرة يتابع انتظام الدراسة في دمنهور    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 08 - 2010

الأهلي نسي الكرة عندما تفرغ للاعتراض واستسلم للاستفزاز‏..‏ ساعدوه وإن لم تخرج الكهرباء من القمامة اشنقوه‏!‏ **‏ عندما يخطئ الإنسان‏..‏ الضمانة الأولي لعدم تكرار الخطأ‏..‏ الاعتراف بهذا الخطأ وأي شيء غير ذلك ضحك علي النفس والتفاف حول الحقيقة وتكرار للسقوط نتيجة لتكرار الخطأ‏...‏
هذا التوضيح ليس اكتشافا جديدا توصلت إليه‏..‏ إنما هو تذكرة لنا بحقيقة كلنا يعرفها لكننا نحب أن نغفلها بل لا نطيق أن نسمعها‏..‏
وفي كرة القدم التي يهتم بها أغلبنا‏..‏ كلنا يعرف ويدرك ويعلم أن قرارات الحكام لا رجعة فيها ولا مرد لها حتي وإن كان بعضها خطأ‏..‏ والاتحاد الدولي فصل في هذه القضية عندما اعتبر قرارات الحكام جزءا من اللعبة‏..‏ لعبة كرة القدم التي تقوم علي لاعبين ومدربين وحكام وإداريين وجماهير وملاعب وأدوات وأيضا أخطاء الحكام‏...‏
إن كانت هذه هي الحقيقة وهي فعلا الحقيقة‏..‏ فإنه لابد من الالتزام والانصياع لقرارات الحكام أيا كانت لأن الخروج عنها والاعتراض عليها خطأ يوقع صاحبه تحت مقصلة العقاب ويدفع به ثانية وهذا هو الأخطر إلي فقدان التركيز في المهمة الموجود في الملعب لأجلها نتيجة الاعتراض علي قرار لن يرجع فيه الحكم‏..‏ والاعتراض تحول إلي غضب وعصبية وتوتر ومستحيل أن يؤدي لاعب غاضب متوتر عصبي لعبة واحدة صحيحة لأن الإشارات التي تصدر للعضلات وبموجبها تعمل العضلات‏..‏ هذه الإشارات أصبحت خاطئة لأن الجهاز العصبي الذي يصدرها غارق في الغضب والتوتر وكيف ننتظر منه إشارة واحدة صحيحة‏..‏ والمحصلة خسارة مباراة‏...‏
في كل الدنيا نشاهد مباريات ونري أخطاء واضحة للحكام ونري أحيانا اعتراضا لا يزيد علي ثوان‏..‏ واعتراضا يسجل رأيا لا أن يريد إلغاء قرار حكم‏..‏ اعتراض لثوان وتنتهي الحدوتة لأن الفريق الذي يسعي للفوز ليس عنده أدني استعداد لفقدان جهد لاعب اعترض وهاج وانطرد‏!.‏ الفريق الذي يسعي للفوز غير مسموح أن يخرج لاعب واحد منه عن تركيزه في المباراة والتزامه بواجباته وتنفيذه لمهامه‏..‏ غير مسموح لأن فقدان التركيز وفقدان الهدوء معناه فقدان المباراة‏!.‏
والأهلي فقد مباراة شبيبة القبائل وخسرها لأنه افتقد التركيز فيها ولو أن نصف لاعبي الأهلي لم يفقدوا شعورهم وحافظوا علي تركيزهم‏..‏ ما خسروا المباراة مع نفس الحكم ونفس القرارات الخاطئة ونفس الأحداث‏...‏
فريق الأهلي وضع كل تركيزه في طاقم التحكيم وقراراته ولو أنه أعطي للمباراة وقراءتها جزءا من هذا التركيز لعرف كيف يحول سيطرته الميدانية إلي أهداف‏...‏
جهاز الأهلي الفني شغلته قرارات الحكم أكثر من انشغاله بالمباراة والجوانب التكتيكية المطلوب تعديلها وفقا لسير الأحداث‏..‏ انشغل الجهاز الفني بالحكم وقراراته وانفعل وغضب وأي قرارات صحيحة يمكن انتظارها من غاضب منفعل متوتر علي أشياء مرفوض الاعتراض عليها ولابد من الالتزام بها‏...‏
فريق الأهلي خسر مباراة الشبيبة لأنه لم يلعب وهو لم يلعب لأن اللاعبين كلهم فقدوا تركيز المباراة نهائيا‏..‏ فماذا كانوا يتوقعون في النهاية؟‏.‏
فريق الأهلي في نصف حالته البدنية والفنية يكسب تلك المباراة لو تكررت مائة مرة‏..‏ لكنه لم يكسب لأنه لم يلعب كرة قدم وهو لم يلعب لأنه لا بنت عاقلة ولا أم تهديها‏..‏ الكل يعترض ولا كبير يوقف الاعتراض والكل غضب لقناعته بأنه مظلوم ولا أحد ينتفض لإيقاف حلقة الدمار التي أدخل الفريق نفسه فيها من اعتراض إلي غضب إلي توتر إلي انفلات أعصاب إلي طرد إلي حافة الهاوية وأظنها اللحظة التي ألغي فيها الحكم هدف الأهلي‏..‏ لنري الخطايا بالجملة من لاعبي الأهلي الكبار قبل الصغار‏..‏ خطايا كان يمكن أن تتسبب في مذبحة بالملعب‏..‏ عندما اندفع لاعبو الأهلي تجاه مساعد الحكم وشرر الغضب يتطاير من عيونهم وعقولهم واندفاعهم المتهور الخاطئ الغاضب جاء برد فعل مثله من رجال الأمن الجزائري‏..‏ والاعتراض تحول إلي خناقة وضرب ومناظر مؤسفة نحن من بدأها لأننا من البداية ركزنا في الاعتراض لا اللعب‏...‏
نفسي أعرف علي ماذا كان لاعبو الأهلي يعترضون وقرار حامل الراية سليم وقرار إلغاء الهدف سليم‏..‏
الأهلي إن كان يريد تكملة المشوار الأفريقي وأي مشوار‏..‏ فعليه أن يعترف بخطئه في هذه المباراة التي لم يأت لها لأن الفريق وجهازه تم استدراجهم للانفعال وغرقوا بكل حواسهم في الانفعال‏..‏ فخسروا مباراة مستحيل أن يخسروها لو أنهم في ربع مستواهم‏...‏
لن نلعب في مصر كرة قدم حقيقية طالما نبحث في كل مباراة عن الأزمات لأجل إيجاد المبررات‏..‏ ولن نري كرة قدم ما لم يعاقب وبشدة كل من يخرج علي قانون ولوائح الكرة‏...‏
‏...........................................................‏
‏**‏ ماذا يفعل الكاتب عندما يكتشف أنه يكتب لنفسه وللسادة القراء‏,‏ أما السادة المسئولون المعنيون في المقام الأول بما يكتب في الصحافة ويقال في الإذاعة والتليفزيون فهم لا يقيمون لكل ذلك وزنا‏..‏ هم ولا هنا‏..‏ ولا حس ولا خبر ولا رد فعل ولا أي حاجة ومن لا يعجبه له كل الحرية في اختيار البحر أو فرع النيل أو الترعة أو الرشاح الذي يشرب منه‏...‏
كيف يتصرف الكاتب عندما تكون القضية المعنية‏..‏ قضية حياة أو موت لوطن والسادة المسئولون أذن من طين والأخري أيضا من طين؟
هل الصمت وعدم الرد من السادة المسئولين موافقة منهم علي ما يحدث والصمت هنا إجابة وفقا للمثل العامي القائل‏:‏ الصمت علامة الرضا‏...‏
طيب إن كان الصمت هو الإجابة‏..‏ فالأمر هنا يستوجب بعض التفسير الموضح لوجهة نظر السادة المسئولين‏..‏ علي اعتبار أنه يهمهم من ناحية الشكل الديمقراطي أن يعرف الشعب وجهة نظرهم بصرف النظر عن وجهة نظره كشعب‏...‏
الواضح أن رد فعل السادة المسئولين صمت بدون تفسير وكل واحد يفهمه علي كيفه وإن أصلا لم يفهمه يبقي خير وبركة وإن رأي البعض أن عدم رد المسئولين واهتمامهم بما يكتب ويقال تجاهل يصل إلي حد الإهانة‏..‏ فلا مانع أن يفهم هذا ولا مانع أن يغضب ويزرزر ولا مانع أن يصرخ ويشتم ويسب ويلعن‏..‏ لا مانع لأنه يوما بعد يوم سيهدأ وإلا سيطق ويموت كمدا وغيظا‏!.‏ سيهدأ مع الوقت والغضب تدريجيا سيرحل والصوت العالي سينخفض‏..‏ كله سيذهب إلي حال سبيله ومرة تلو الأخري يحدث ويتم التطعيم الذي يقضي علي كل هذه الأغراض وبرحيلها تأتي الأنامالية التي هي سقف اليأس وعدم المبالاة وفقدان الولاء وموت الانتماء‏...‏
علي أي حال أنا لست ممن يرفعون الراية البيضاء استسلاما ليقيني أنني صاحب رسالة وطالما في صدري قلب ينبض لابد أن أقوم بها وأرجو من حضراتكم أن تتحملوني في إصراري علي إبقاء ملف ما مفتوحا رغم عدم اهتمام المسئولين‏..‏ تحملوني كما حدث أيام ملف مطار إمبابة وأظنه مفتوحا ولم يغلق ومركز شباب الجزيرة والسبعة فدادين ملاعب في الجزيرة التي كانوا يريدون تحويلها إلي مشروعات استثمارية‏...‏
أرجو أن تتحملوني في قضية القمامة التي هي في كل العالم المتقدم مادة إنتاج خام وعندنا ندفع مئات الملايين من الجنيهات لأجل نقلها ودفنها ومئات الملايين الأخري ثمنا لمدافنها وملايين ثالثة للعلاج من الأمراض والأوبئة التي تنشرها‏...‏
تحملوني لأن إحصائية وزارة البيئة تقول إن مصر ينتج عنها‏20‏ مليون طن قمامة سنويا والناتج يزداد ولو استمر الوضع علي ما هو عليه فهذا معناه أننا سنفقد ربع أرض مصر مدافن للقمامة خلال ربع قرن وفقدان الأرض ليس الكارثة الحقيقية إنما معدل التلوث الرهيب لكل ما هو علي سطح الأرض وما هو تحت الأرض وأقصد المياه الجوفية التي تصلها عصارة القمامة المركزة وأظنها مستحضر أوبئة وأمراض وفيروسات شديدة التركيز ويخترق التربة إلي أن يصل إلي المياه الجوفية ويحولها إلي أوبئة جوفية‏...‏
اعذروني لأن السادة المسئولين يعلمون أن القمامة أصبحت مصدرا للطاقة ولصناعات كثيرة وألمانيا وفرنسا علي سبيل المثال تستخدمان القمامة في تدفئة البيوت والمصانع والمستشفيات والمدارس وكل المباني بالمياه الساخنة‏...‏
اعذروني لأن بلادا أخري تحول القمامة إلي سماد عضوي هائل يفيد الزرع ولا يضر الصحة وال‏20‏ مليون طن قمامة سنويا يمكن أن تنتج منها‏16‏ مليون طن سماد عضوي أظن أن صحراء مصر في شوق إليه إن أردنا زراعتها بالقمح وغير القمح‏...‏
صمت حكومي يأتي بالجنون لأي عاقل وتجاهل رسمي لكل ما يكتب ويقال في هذه القضية تحديدا ولا أعرف سببا له‏..‏ هل هو ترفع عن مناقشة مثل هذه الأمور الهايفة أم عدم إدراك أن قضية القمامة يمكن أن تكون أهم مشروع قومي‏..‏ وأيا كانت الإجابة فالمحصلة أن هذا الصمت وذلك التجاهل يعد قمة الازدراء لشعب‏...‏
الذي أكتبه في موضوع القمامة ولا أحد من السادة المسئولين حاول أن يرد عليه‏..‏ الذي أكتبه كل من يتفاعل معه مواطنون مثلي علي باب الله وجميعهم في دهشة مما يحدث وبعضهم يقترح رفع دعوي قضائية علي الحكومة والبعض رسائله تحمل الاتهامات والبعض الآخر وصل به الغضب إلي درجة السباب‏..‏ رسائل كثيرة اخترت من بينها واحدة لسببين‏..‏ أولهما أن صاحبها أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية مولود بعد ثورة‏1919‏ بسنتين أي أنه عاش وعايش وشاهد أحداثا وطنية لا حصر لها ومن ثم شهادته أو رسالته لها معني ولها ثقل‏..‏ والسبب الثاني أن كلماته حملت مقترحا هو في حد ذاته مشروع قومي‏..‏ تقول الرسالة‏:‏
السيد المحترم الأستاذ إبراهيم حجازي
تحية طيبة وبعد‏..‏
أتشرف بالإفادة بأنني أواظب باستمرار علي قراءة صفحتكم خارج دائرة الضوء والتي تعكس عمق وطنيتكم ومدي حبكم المخلص لمصرنا العزيزة في كل ما تكتبونه‏.‏ ولقد استرعي انتباهي ما كتبتموه عن مشروع المواطن حسن القيعي المتعلق بتحويل القمامة التي تقدر سنويا كما ذكرتم بحوالي‏20‏ مليون طن إلي طاقة يستخدم جزء منها للتدفئة ومعظمها لإنتاج الكهرباء‏....‏ بدلا من التخلص منها بالدفن كما يجري حاليا وما يتبع ذلك من تلوث للأرض ولمخزون المياه الجوفية‏.‏
والغريب في الأمر أنه لم يتحرك أي شخص سواء من الرسميين الحكوميين أو من المليونيرات أو المليارديرات‏..‏ لتنفيذ هذا المشروع المفيد‏..‏
عزيزي الأستاذ حجازي‏:‏ كاتب هذا الخطاب مواطن ولد يوم‏1921/2/16‏ أي بعد سنتين من ثورة‏1919..‏ وقد رضعت الوطنية منذ نعومة أظفاري وكنا منذ الصغر نردد ما قاله الزعيم مصطفي كامل باشا‏:‏ لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا كما قال‏:‏ لا معني للحياة مع اليأس ولا معني لليأس مع الحياة‏.‏ فبصدد المشروع المذكور أرجو ألا يغمرنا اليأس وأن نفكر في طريقة عملية للتنفيذ‏!‏ وهي أن ندعو لاكتتاب المواطنين بفتح حساب في بنك مصر الذي أسسه أبو الاقتصاد المصري طلعت حرب باشا الذي أرجو من سيادتكم المشاركة في تنفيذه والإشراف عليه وذلك لجمع التبرعات لتنفيذ أول وحدة من هذا المشروع الذي أعتقد جديا في نجاحه‏,‏ وبعد التنفيذ وجني ثماره يمكن التفكير في الخطوات التالية‏.‏ وطبيعي أن أول المشاركين في هذا المشروع يجب أن يكون صاحبه المواطن حسن القيعي‏.‏ وسوف أكون أول المساهمين في هذا المشروع‏.‏ فما رأيكم؟
كل عام وأنتم بخير بمناسبة بدء شهر رمضان الكريم وتفضلوا بقبول فائق الاحترام‏.‏
‏(‏في حب مصر‏)‏
المواطن‏/‏ محمد فريد حسني
مدينة نصر المنطقة الثامنة
انتهت الرسالة التي تحمل فكرة أو مشروعا لأجل اكتتاب وطني فيه يجتمع الشعب علي هدف وتوحده فكرة ومثل هذه المشروعات المكسب الحقيقي منها أنها ترسخ الانتماء والوطنية في العقول والنفوس أي أنها ملحمة وطنية قبل أن تكون مشروعا اقتصاديا وما أحوجنا في هذه الفترة لواحدة من هذه الملاحم الوطنية‏...‏
يا سيدي الفكرة رائعة‏..‏ فكرة اكتتاب الشعب ثمن المصانع التي تحول القمامة إلي كهرباء‏..‏ ولكن‏!.‏
يا سيدي‏..‏ المشكلة القائمة الآن ليست الفلوس إنما هي صمت الحكومة الذي هو رفض قاطع للمشروع وأي مشروع ينقلنا من حال إلي حال‏!.‏ المشكلة أنهم لا يريدون لمشروع خطير مثل هذا أن يري النور يمكن أن تري مصر من ورائه الخير‏!.‏ المشكلة‏..‏ ليست فلوس أو مصنع‏..‏ فهي مقضية والعقد القائم بين المواطن حسن القيعي والشركة الهولندية الأمريكية ليس فيه مطالبة للحكومة بثمن المصنع لأن الشركة الأجنبية سوف تسترد ثمنه بعد ثمانية أعوام من التشغيل وحقها ستأخذه علي مدي‏8‏ سنوات بموجب حصولها علي‏80‏ في المائة من إيرادات بيع الكهرباء وبعد ال‏8‏ سنوات يحصل الجانب المصري في الشركة علي‏80‏ في المائة والشركة الأجنبية‏20‏ في المائة‏...‏
إذن المصنع سيأتي إلي مصر دون أن تتحمل الحكومة مليما‏..‏ والمصنع سيعمل وينتج كهرباء ويوفر فرص عمل ويوفر أرض مدافن ويوفر مصاريف دفن قمامة ونقل قمامة‏..‏ المصنع سيفعل كل هذه الأمور دون أن تتحمل الدولة مليما واحدا‏...‏
يا سيدي الفلوس ليست المشكلة التي تعطل قيام هذا المشروع الجبار‏..‏ لكن المشكلة أن الحكومة وتحديدا وزارة البيئة لا تريد التعاقد مع المواطن حسن القيعي وشركاءه الأجانب‏..‏ رغم أن التعاقد لا يلزم الحكومة بأي شيء‏..‏ بل هو يلزم المواطن المصري القيعي وشركائه بأن يكون المصنع جاهزا للعمل خلال‏60‏ يوما من توقيع التعاقد الذي فيه الحكومة تسمح باستيراد المصنع وفقا للقانون‏...‏
يا سيدي‏..‏ المواطن المصري حسن القيعي وشركاؤه الأجانب لديهم الرغبة في تنفيذ المشروع الذي لن تدفع فيه الحكومة مليما ومع ذلك الحكومة لم توافق ولم ترفض ومثل هذه النظرية تعتمد علي أن الزمن كاف بتطفيش مثل هؤلاء المستثمرين الذين يفتحون بوابة أمل للقضاء علي مشكلة وطن اسمها القمامة‏..‏ بوابة أمل تحل أزمة مستعصية هي القمامة وتجلب خيرات هي الكهرباء وفرص العمل وبيئة صحية فوق وتحت الأرض‏.‏
يا سيدي مشروع مثل هذا ينقل الوطن من حال إلي حال ولهذا صعب بل مستحيل أن يري النور ولا تسألني لماذا؟‏.‏
صدقني لن يري النور‏..‏ لأن المواطن المصري حسن القيعي يدفع الآن ثمن حلم أن نستفيد من القمامة بدلا من أن تدفننا القمامة‏..‏ حلم توليد كهرباء وقضاء علي بطالة وعلي أوبئة وأمراض‏...‏
‏..‏ نعم يدفع الثمن والأرض التي دفع فيها دم قلبه وحصل لها علي كل الترخيصات وجاهزة لاستقبال المصانع خلال‏60‏ يوما من تعاقد الحكومة علي المشروع الذي لن يكلفها مليما واحدا وسوف يوفر عليها مئات الملايين من الجنيهات‏...‏
هذه الأرض التي حصل عليها بالقانون وحصل لها علي كل الترخيصات سوف يصادرونها منه بالمخالفة للقانون وللعقل وللمنطق‏..‏
أيا كان السبب الذي يستندون إليه يبقي الأهم والأفضل هذا المشروع‏...‏
اتركوه يثبت أن الكهرباء تخرج من القمامة‏..‏ وإن حدث اشكروه و لو لم يحدث اشنقوه‏...‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية

[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.