«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 08 - 2010

الأهلي نسي الكرة عندما تفرغ للاعتراض واستسلم للاستفزاز‏..‏ ساعدوه وإن لم تخرج الكهرباء من القمامة اشنقوه‏!‏ **‏ عندما يخطئ الإنسان‏..‏ الضمانة الأولي لعدم تكرار الخطأ‏..‏ الاعتراف بهذا الخطأ وأي شيء غير ذلك ضحك علي النفس والتفاف حول الحقيقة وتكرار للسقوط نتيجة لتكرار الخطأ‏...‏
هذا التوضيح ليس اكتشافا جديدا توصلت إليه‏..‏ إنما هو تذكرة لنا بحقيقة كلنا يعرفها لكننا نحب أن نغفلها بل لا نطيق أن نسمعها‏..‏
وفي كرة القدم التي يهتم بها أغلبنا‏..‏ كلنا يعرف ويدرك ويعلم أن قرارات الحكام لا رجعة فيها ولا مرد لها حتي وإن كان بعضها خطأ‏..‏ والاتحاد الدولي فصل في هذه القضية عندما اعتبر قرارات الحكام جزءا من اللعبة‏..‏ لعبة كرة القدم التي تقوم علي لاعبين ومدربين وحكام وإداريين وجماهير وملاعب وأدوات وأيضا أخطاء الحكام‏...‏
إن كانت هذه هي الحقيقة وهي فعلا الحقيقة‏..‏ فإنه لابد من الالتزام والانصياع لقرارات الحكام أيا كانت لأن الخروج عنها والاعتراض عليها خطأ يوقع صاحبه تحت مقصلة العقاب ويدفع به ثانية وهذا هو الأخطر إلي فقدان التركيز في المهمة الموجود في الملعب لأجلها نتيجة الاعتراض علي قرار لن يرجع فيه الحكم‏..‏ والاعتراض تحول إلي غضب وعصبية وتوتر ومستحيل أن يؤدي لاعب غاضب متوتر عصبي لعبة واحدة صحيحة لأن الإشارات التي تصدر للعضلات وبموجبها تعمل العضلات‏..‏ هذه الإشارات أصبحت خاطئة لأن الجهاز العصبي الذي يصدرها غارق في الغضب والتوتر وكيف ننتظر منه إشارة واحدة صحيحة‏..‏ والمحصلة خسارة مباراة‏...‏
في كل الدنيا نشاهد مباريات ونري أخطاء واضحة للحكام ونري أحيانا اعتراضا لا يزيد علي ثوان‏..‏ واعتراضا يسجل رأيا لا أن يريد إلغاء قرار حكم‏..‏ اعتراض لثوان وتنتهي الحدوتة لأن الفريق الذي يسعي للفوز ليس عنده أدني استعداد لفقدان جهد لاعب اعترض وهاج وانطرد‏!.‏ الفريق الذي يسعي للفوز غير مسموح أن يخرج لاعب واحد منه عن تركيزه في المباراة والتزامه بواجباته وتنفيذه لمهامه‏..‏ غير مسموح لأن فقدان التركيز وفقدان الهدوء معناه فقدان المباراة‏!.‏
والأهلي فقد مباراة شبيبة القبائل وخسرها لأنه افتقد التركيز فيها ولو أن نصف لاعبي الأهلي لم يفقدوا شعورهم وحافظوا علي تركيزهم‏..‏ ما خسروا المباراة مع نفس الحكم ونفس القرارات الخاطئة ونفس الأحداث‏...‏
فريق الأهلي وضع كل تركيزه في طاقم التحكيم وقراراته ولو أنه أعطي للمباراة وقراءتها جزءا من هذا التركيز لعرف كيف يحول سيطرته الميدانية إلي أهداف‏...‏
جهاز الأهلي الفني شغلته قرارات الحكم أكثر من انشغاله بالمباراة والجوانب التكتيكية المطلوب تعديلها وفقا لسير الأحداث‏..‏ انشغل الجهاز الفني بالحكم وقراراته وانفعل وغضب وأي قرارات صحيحة يمكن انتظارها من غاضب منفعل متوتر علي أشياء مرفوض الاعتراض عليها ولابد من الالتزام بها‏...‏
فريق الأهلي خسر مباراة الشبيبة لأنه لم يلعب وهو لم يلعب لأن اللاعبين كلهم فقدوا تركيز المباراة نهائيا‏..‏ فماذا كانوا يتوقعون في النهاية؟‏.‏
فريق الأهلي في نصف حالته البدنية والفنية يكسب تلك المباراة لو تكررت مائة مرة‏..‏ لكنه لم يكسب لأنه لم يلعب كرة قدم وهو لم يلعب لأنه لا بنت عاقلة ولا أم تهديها‏..‏ الكل يعترض ولا كبير يوقف الاعتراض والكل غضب لقناعته بأنه مظلوم ولا أحد ينتفض لإيقاف حلقة الدمار التي أدخل الفريق نفسه فيها من اعتراض إلي غضب إلي توتر إلي انفلات أعصاب إلي طرد إلي حافة الهاوية وأظنها اللحظة التي ألغي فيها الحكم هدف الأهلي‏..‏ لنري الخطايا بالجملة من لاعبي الأهلي الكبار قبل الصغار‏..‏ خطايا كان يمكن أن تتسبب في مذبحة بالملعب‏..‏ عندما اندفع لاعبو الأهلي تجاه مساعد الحكم وشرر الغضب يتطاير من عيونهم وعقولهم واندفاعهم المتهور الخاطئ الغاضب جاء برد فعل مثله من رجال الأمن الجزائري‏..‏ والاعتراض تحول إلي خناقة وضرب ومناظر مؤسفة نحن من بدأها لأننا من البداية ركزنا في الاعتراض لا اللعب‏...‏
نفسي أعرف علي ماذا كان لاعبو الأهلي يعترضون وقرار حامل الراية سليم وقرار إلغاء الهدف سليم‏..‏
الأهلي إن كان يريد تكملة المشوار الأفريقي وأي مشوار‏..‏ فعليه أن يعترف بخطئه في هذه المباراة التي لم يأت لها لأن الفريق وجهازه تم استدراجهم للانفعال وغرقوا بكل حواسهم في الانفعال‏..‏ فخسروا مباراة مستحيل أن يخسروها لو أنهم في ربع مستواهم‏...‏
لن نلعب في مصر كرة قدم حقيقية طالما نبحث في كل مباراة عن الأزمات لأجل إيجاد المبررات‏..‏ ولن نري كرة قدم ما لم يعاقب وبشدة كل من يخرج علي قانون ولوائح الكرة‏...‏
‏...........................................................‏
‏**‏ ماذا يفعل الكاتب عندما يكتشف أنه يكتب لنفسه وللسادة القراء‏,‏ أما السادة المسئولون المعنيون في المقام الأول بما يكتب في الصحافة ويقال في الإذاعة والتليفزيون فهم لا يقيمون لكل ذلك وزنا‏..‏ هم ولا هنا‏..‏ ولا حس ولا خبر ولا رد فعل ولا أي حاجة ومن لا يعجبه له كل الحرية في اختيار البحر أو فرع النيل أو الترعة أو الرشاح الذي يشرب منه‏...‏
كيف يتصرف الكاتب عندما تكون القضية المعنية‏..‏ قضية حياة أو موت لوطن والسادة المسئولون أذن من طين والأخري أيضا من طين؟
هل الصمت وعدم الرد من السادة المسئولين موافقة منهم علي ما يحدث والصمت هنا إجابة وفقا للمثل العامي القائل‏:‏ الصمت علامة الرضا‏...‏
طيب إن كان الصمت هو الإجابة‏..‏ فالأمر هنا يستوجب بعض التفسير الموضح لوجهة نظر السادة المسئولين‏..‏ علي اعتبار أنه يهمهم من ناحية الشكل الديمقراطي أن يعرف الشعب وجهة نظرهم بصرف النظر عن وجهة نظره كشعب‏...‏
الواضح أن رد فعل السادة المسئولين صمت بدون تفسير وكل واحد يفهمه علي كيفه وإن أصلا لم يفهمه يبقي خير وبركة وإن رأي البعض أن عدم رد المسئولين واهتمامهم بما يكتب ويقال تجاهل يصل إلي حد الإهانة‏..‏ فلا مانع أن يفهم هذا ولا مانع أن يغضب ويزرزر ولا مانع أن يصرخ ويشتم ويسب ويلعن‏..‏ لا مانع لأنه يوما بعد يوم سيهدأ وإلا سيطق ويموت كمدا وغيظا‏!.‏ سيهدأ مع الوقت والغضب تدريجيا سيرحل والصوت العالي سينخفض‏..‏ كله سيذهب إلي حال سبيله ومرة تلو الأخري يحدث ويتم التطعيم الذي يقضي علي كل هذه الأغراض وبرحيلها تأتي الأنامالية التي هي سقف اليأس وعدم المبالاة وفقدان الولاء وموت الانتماء‏...‏
علي أي حال أنا لست ممن يرفعون الراية البيضاء استسلاما ليقيني أنني صاحب رسالة وطالما في صدري قلب ينبض لابد أن أقوم بها وأرجو من حضراتكم أن تتحملوني في إصراري علي إبقاء ملف ما مفتوحا رغم عدم اهتمام المسئولين‏..‏ تحملوني كما حدث أيام ملف مطار إمبابة وأظنه مفتوحا ولم يغلق ومركز شباب الجزيرة والسبعة فدادين ملاعب في الجزيرة التي كانوا يريدون تحويلها إلي مشروعات استثمارية‏...‏
أرجو أن تتحملوني في قضية القمامة التي هي في كل العالم المتقدم مادة إنتاج خام وعندنا ندفع مئات الملايين من الجنيهات لأجل نقلها ودفنها ومئات الملايين الأخري ثمنا لمدافنها وملايين ثالثة للعلاج من الأمراض والأوبئة التي تنشرها‏...‏
تحملوني لأن إحصائية وزارة البيئة تقول إن مصر ينتج عنها‏20‏ مليون طن قمامة سنويا والناتج يزداد ولو استمر الوضع علي ما هو عليه فهذا معناه أننا سنفقد ربع أرض مصر مدافن للقمامة خلال ربع قرن وفقدان الأرض ليس الكارثة الحقيقية إنما معدل التلوث الرهيب لكل ما هو علي سطح الأرض وما هو تحت الأرض وأقصد المياه الجوفية التي تصلها عصارة القمامة المركزة وأظنها مستحضر أوبئة وأمراض وفيروسات شديدة التركيز ويخترق التربة إلي أن يصل إلي المياه الجوفية ويحولها إلي أوبئة جوفية‏...‏
اعذروني لأن السادة المسئولين يعلمون أن القمامة أصبحت مصدرا للطاقة ولصناعات كثيرة وألمانيا وفرنسا علي سبيل المثال تستخدمان القمامة في تدفئة البيوت والمصانع والمستشفيات والمدارس وكل المباني بالمياه الساخنة‏...‏
اعذروني لأن بلادا أخري تحول القمامة إلي سماد عضوي هائل يفيد الزرع ولا يضر الصحة وال‏20‏ مليون طن قمامة سنويا يمكن أن تنتج منها‏16‏ مليون طن سماد عضوي أظن أن صحراء مصر في شوق إليه إن أردنا زراعتها بالقمح وغير القمح‏...‏
صمت حكومي يأتي بالجنون لأي عاقل وتجاهل رسمي لكل ما يكتب ويقال في هذه القضية تحديدا ولا أعرف سببا له‏..‏ هل هو ترفع عن مناقشة مثل هذه الأمور الهايفة أم عدم إدراك أن قضية القمامة يمكن أن تكون أهم مشروع قومي‏..‏ وأيا كانت الإجابة فالمحصلة أن هذا الصمت وذلك التجاهل يعد قمة الازدراء لشعب‏...‏
الذي أكتبه في موضوع القمامة ولا أحد من السادة المسئولين حاول أن يرد عليه‏..‏ الذي أكتبه كل من يتفاعل معه مواطنون مثلي علي باب الله وجميعهم في دهشة مما يحدث وبعضهم يقترح رفع دعوي قضائية علي الحكومة والبعض رسائله تحمل الاتهامات والبعض الآخر وصل به الغضب إلي درجة السباب‏..‏ رسائل كثيرة اخترت من بينها واحدة لسببين‏..‏ أولهما أن صاحبها أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية مولود بعد ثورة‏1919‏ بسنتين أي أنه عاش وعايش وشاهد أحداثا وطنية لا حصر لها ومن ثم شهادته أو رسالته لها معني ولها ثقل‏..‏ والسبب الثاني أن كلماته حملت مقترحا هو في حد ذاته مشروع قومي‏..‏ تقول الرسالة‏:‏
السيد المحترم الأستاذ إبراهيم حجازي
تحية طيبة وبعد‏..‏
أتشرف بالإفادة بأنني أواظب باستمرار علي قراءة صفحتكم خارج دائرة الضوء والتي تعكس عمق وطنيتكم ومدي حبكم المخلص لمصرنا العزيزة في كل ما تكتبونه‏.‏ ولقد استرعي انتباهي ما كتبتموه عن مشروع المواطن حسن القيعي المتعلق بتحويل القمامة التي تقدر سنويا كما ذكرتم بحوالي‏20‏ مليون طن إلي طاقة يستخدم جزء منها للتدفئة ومعظمها لإنتاج الكهرباء‏....‏ بدلا من التخلص منها بالدفن كما يجري حاليا وما يتبع ذلك من تلوث للأرض ولمخزون المياه الجوفية‏.‏
والغريب في الأمر أنه لم يتحرك أي شخص سواء من الرسميين الحكوميين أو من المليونيرات أو المليارديرات‏..‏ لتنفيذ هذا المشروع المفيد‏..‏
عزيزي الأستاذ حجازي‏:‏ كاتب هذا الخطاب مواطن ولد يوم‏1921/2/16‏ أي بعد سنتين من ثورة‏1919..‏ وقد رضعت الوطنية منذ نعومة أظفاري وكنا منذ الصغر نردد ما قاله الزعيم مصطفي كامل باشا‏:‏ لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا كما قال‏:‏ لا معني للحياة مع اليأس ولا معني لليأس مع الحياة‏.‏ فبصدد المشروع المذكور أرجو ألا يغمرنا اليأس وأن نفكر في طريقة عملية للتنفيذ‏!‏ وهي أن ندعو لاكتتاب المواطنين بفتح حساب في بنك مصر الذي أسسه أبو الاقتصاد المصري طلعت حرب باشا الذي أرجو من سيادتكم المشاركة في تنفيذه والإشراف عليه وذلك لجمع التبرعات لتنفيذ أول وحدة من هذا المشروع الذي أعتقد جديا في نجاحه‏,‏ وبعد التنفيذ وجني ثماره يمكن التفكير في الخطوات التالية‏.‏ وطبيعي أن أول المشاركين في هذا المشروع يجب أن يكون صاحبه المواطن حسن القيعي‏.‏ وسوف أكون أول المساهمين في هذا المشروع‏.‏ فما رأيكم؟
كل عام وأنتم بخير بمناسبة بدء شهر رمضان الكريم وتفضلوا بقبول فائق الاحترام‏.‏
‏(‏في حب مصر‏)‏
المواطن‏/‏ محمد فريد حسني
مدينة نصر المنطقة الثامنة
انتهت الرسالة التي تحمل فكرة أو مشروعا لأجل اكتتاب وطني فيه يجتمع الشعب علي هدف وتوحده فكرة ومثل هذه المشروعات المكسب الحقيقي منها أنها ترسخ الانتماء والوطنية في العقول والنفوس أي أنها ملحمة وطنية قبل أن تكون مشروعا اقتصاديا وما أحوجنا في هذه الفترة لواحدة من هذه الملاحم الوطنية‏...‏
يا سيدي الفكرة رائعة‏..‏ فكرة اكتتاب الشعب ثمن المصانع التي تحول القمامة إلي كهرباء‏..‏ ولكن‏!.‏
يا سيدي‏..‏ المشكلة القائمة الآن ليست الفلوس إنما هي صمت الحكومة الذي هو رفض قاطع للمشروع وأي مشروع ينقلنا من حال إلي حال‏!.‏ المشكلة أنهم لا يريدون لمشروع خطير مثل هذا أن يري النور يمكن أن تري مصر من ورائه الخير‏!.‏ المشكلة‏..‏ ليست فلوس أو مصنع‏..‏ فهي مقضية والعقد القائم بين المواطن حسن القيعي والشركة الهولندية الأمريكية ليس فيه مطالبة للحكومة بثمن المصنع لأن الشركة الأجنبية سوف تسترد ثمنه بعد ثمانية أعوام من التشغيل وحقها ستأخذه علي مدي‏8‏ سنوات بموجب حصولها علي‏80‏ في المائة من إيرادات بيع الكهرباء وبعد ال‏8‏ سنوات يحصل الجانب المصري في الشركة علي‏80‏ في المائة والشركة الأجنبية‏20‏ في المائة‏...‏
إذن المصنع سيأتي إلي مصر دون أن تتحمل الحكومة مليما‏..‏ والمصنع سيعمل وينتج كهرباء ويوفر فرص عمل ويوفر أرض مدافن ويوفر مصاريف دفن قمامة ونقل قمامة‏..‏ المصنع سيفعل كل هذه الأمور دون أن تتحمل الدولة مليما واحدا‏...‏
يا سيدي الفلوس ليست المشكلة التي تعطل قيام هذا المشروع الجبار‏..‏ لكن المشكلة أن الحكومة وتحديدا وزارة البيئة لا تريد التعاقد مع المواطن حسن القيعي وشركاءه الأجانب‏..‏ رغم أن التعاقد لا يلزم الحكومة بأي شيء‏..‏ بل هو يلزم المواطن المصري القيعي وشركائه بأن يكون المصنع جاهزا للعمل خلال‏60‏ يوما من توقيع التعاقد الذي فيه الحكومة تسمح باستيراد المصنع وفقا للقانون‏...‏
يا سيدي‏..‏ المواطن المصري حسن القيعي وشركاؤه الأجانب لديهم الرغبة في تنفيذ المشروع الذي لن تدفع فيه الحكومة مليما ومع ذلك الحكومة لم توافق ولم ترفض ومثل هذه النظرية تعتمد علي أن الزمن كاف بتطفيش مثل هؤلاء المستثمرين الذين يفتحون بوابة أمل للقضاء علي مشكلة وطن اسمها القمامة‏..‏ بوابة أمل تحل أزمة مستعصية هي القمامة وتجلب خيرات هي الكهرباء وفرص العمل وبيئة صحية فوق وتحت الأرض‏.‏
يا سيدي مشروع مثل هذا ينقل الوطن من حال إلي حال ولهذا صعب بل مستحيل أن يري النور ولا تسألني لماذا؟‏.‏
صدقني لن يري النور‏..‏ لأن المواطن المصري حسن القيعي يدفع الآن ثمن حلم أن نستفيد من القمامة بدلا من أن تدفننا القمامة‏..‏ حلم توليد كهرباء وقضاء علي بطالة وعلي أوبئة وأمراض‏...‏
‏..‏ نعم يدفع الثمن والأرض التي دفع فيها دم قلبه وحصل لها علي كل الترخيصات وجاهزة لاستقبال المصانع خلال‏60‏ يوما من تعاقد الحكومة علي المشروع الذي لن يكلفها مليما واحدا وسوف يوفر عليها مئات الملايين من الجنيهات‏...‏
هذه الأرض التي حصل عليها بالقانون وحصل لها علي كل الترخيصات سوف يصادرونها منه بالمخالفة للقانون وللعقل وللمنطق‏..‏
أيا كان السبب الذي يستندون إليه يبقي الأهم والأفضل هذا المشروع‏...‏
اتركوه يثبت أن الكهرباء تخرج من القمامة‏..‏ وإن حدث اشكروه و لو لم يحدث اشنقوه‏...‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية

[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.