الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر كان شاعرا وأديبا ومفكرا وعالما..حفظه للقران منذ صغره جعله من المتفوقين فى دراسته حتى حصل على الدكتوراه من جامعة السربون بباريس، والتى عمل بها استاذا حتى استدعاه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ليعمل مستشارا له. كان دائم الحديث عن الموت وقبيل وفاته بساعات إصطحب زوجته السيدة فاطمة لزيارة قبر والديه بمسقط رأسه بقرية المقاطع بالباجورم-منوفية، ورسم لها بيديه كيف يدخل القبر من هذا الباب الضيق وأن الله سوف يوسعه له عند وفاته، وبعد ساعات قليلة من زيارته المقابر عاد للقاهرة ونوى صيام أول يوم فى رمضان وفى الصباح دخلت عليه زوجته لإيقاظه لتفاجأ به قد فارق الحياة وبيده القلم الذى كان يكتب به كما تعود أن يكتب يوميا بعد صلاه الفجر . عاد الدكتور عزب من باريس حاملا معه حلما كبيرا للنهوض بمصر، فقد كان شعلة من النشاط والحيوية طوال حياته وحتى اللحظة الأخيرة. كان صاحب فكر مستنير وعقل يقظ وقلب لا يعرف المستحيل ، استطاع أن يؤسس لعلاقات إسلامية مسيحية تقوم على رؤية وفكر جديد، لن ينسى له الوطن بمسلميه ومسيحية قيامه على فكرة بيت العائلة. فى آخر مكالمة لى معه أخبرته بأننى سأكتب مقالا عنه ولم يمهلة القدر ليرى المقال .. كان نموذجا ومثلا أعلى لى منذ أن كنت طفلا، وصداقته بوالدى جعلتنى أقترب منه مبكرا وأتعلم منه الكثير. كان يدافع عن أفكاره طالما تماشت مع العقل والدين ولا يلتفت لمن حوله ، أوصى قبل وفاته بأن تقف كريمتاه « لميس» أستاذ العلوم السياسية بباريس .. و»لما» المترجمة الفورية بباريس وسط الرجال لتأخذا العزاء فيه وقد فعلا بعد معاناة.. رحم الله أستاذى وصديقى محمود عزب ابن قريتى وألهم أهله الصبر وأدخله الله فسيح جناته. لمزيد من مقالات د . إبراهيم البهى