حملت ندوات معرض الكتاب فى فاعليات اليوم الخامس للمعرض، اهتماما خاصا بالأزهر ودوره المؤثر فى تشكيل الوعى الوطنى عبر العصور. قال وزير الثقافة، صابر عرب، إن الأزهر طالما وقف ضد الطغاة وأنه ارتبط دائما بتاريخ مصر، ولا يمكن أن يذكر التاريخ حقبة دون ان يكون نضال الأزهر ورجاله متشابكا فيها مع الشعب المصرى... «من الأزهر خرج طه حسين ومصطفى عبدالرازق والشيخ مصطفى المراغى ومحمد عبده وغيرهم من العلماء الأفذاذ المستنيرين (...) لقد غير الأزهر من مقومات الدولة المصرية، خاصة بعد ان أرسل طلابه فى بعثات إلى أوروبا». جاء ذلك خلال ندوة لمناقشة كتاب «الأزهر جامعا وجامعة» للكاتب عبدالعزيز الشناوى، والتى شارك فيها الدكتور عبدالواحد النبوى الأستاذ المساعد بقسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، والكاتب الصحفى حلمى نمنم، والدكتور محمود العزب مستشار شيخ الأزهر. وتابع عرب أن الأزهر ليس مجرد مسجد ولكنه رابط للعلاقات الخارجية لمصر مع العديد من دول العالم، فعدد كبير من خريجى الأزهر تولوا رئاسة ووزراء دول مهمة فى العالم، موضحا ان المؤسسة الإسلامية العظيمة تمثل منارة المسلمين فى العالم كله. واثنى عرب على مؤلف الكتاب، عبدالعزيز الشناوى باعتباره أول باحث كتب عن السخرة فى قناة السويس، وهو الأمر الذى أدى إلى دخوله السجن الحربى فى عهد الملكية، مضيفا أن كتاب الأزهر جامعا وجامعة، جاءت فكرته أثناء الاحتفالات بذكرى مرور الف عام على إنشاء الأزهر. وكشف عرب أن الكاتب كان يكتب كتابا مهما بعنوان «الإسلام فى اوروبا»، وظل يكتب فيه 3 سنوات متصلة، ولكنه اختفى بعد ذلك فى ظروف غامضة، متمنيا ان يتم العثور على ذلك الكتاب الذى يعتبره اضافة حقيقية لمناقشته موضوعات لم تكن موضعا لنقاش من قبل. وقال محمود العزب إن الأزهر أنشئ منذ ما يقرب من ألف وخمسين عاما، ليكون منارة إسلامية، وأسهم وجود الأزهر فى مصر فى أن يكون قويا منذ نشأته، مشيرا إلى مكانة الأزهر عند الغرب...»، عندما قدمت اوراقى للحصول على معادلة من جامعة السوربون، قال لى المسئولون فى الجامعة «أنت لست بحاجة إلى معادلة، فطلاب الأزهر لا يحتاجون إلى شهادة من جامعة السربون». واشار العزب إلى حوار صحفى أجرته صحفية فرنسية مع البابا تواضروس فى باريس، وسؤالها له إذا كان يتخوف على المسيحيين فى مصر، فجاء رده «طالما الأزهر موجودا فلا أخاف على احد فى مصر». وقال الدكتور عبدالواحد النبوى، إن الكتاب رغم نشره منذ ثلاثين عاما، إلا انه مازال من اعلام تاريخ الأزهر، رغم ان الكاتب ليس أزهريا، كما أن الناشر مسيحى، مضيفا أن الكتاب قدم تاريخ الأزهر وتفاصيل أخرى مثل شكل الأزهر فى عصر محمد على، الذى أثبت أنه أهمل فى إصلاح الأزهر على حساب القطاعات الاخرى. وأشار النبوى إلى أن الشناوى أحصى عدد أروقة الأزهر، فوجد منها 17 رواقا لغير المصريين و10 أروقة للمصريين، حتى طلاب أمريكا اللاتينية كان لهم رواق، مؤكدا أن للعالم الإسلامى قبلتين قبلة للصلاة وهى مكة وقبلة للعلم وهى الأزهر. وقال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، إن الأزهر مؤسسة وطنية وليس حزبا سياسيا، فهو يوحد المصريين جميعا، ويتدخل عندما تصاب مصر بمحنة، مؤكدا على دوره بالغ الأهمية فى كل الثورات المصرية، ومكافحة الاحتلال الفرنسى والإنجليزى وكذلك الدولة العثمانية. ودلل النمنم على دور الأزهر فى حماية الحريات بمواقفه اثناء ثورات الحملة الفرنسية وثورة 1919 بعد أن اتحد الهلال مع الصليب، وكذلك موقف الأزهر الشهير من رفض مشاركة الجيش المصرى فى الحرب العالمية الثانية، عندما قال شيخ الأزهر وقتها «انها حرب لا ناقة لنا بها أو جمل».