كانت السمة الغالبة للترشح لمجالس الشعب السابقة هى الإنفاق ببذخ على الدعاية الانتخابية، ولم يكن لدى المرشحين القادرين على الإنفاق بالملايين أى شك فى قدرتهم على استرداد ما أنفقوه أضعافا مضاعفة بعد أن يحصلوا على كارنيه عضوية مجلس الشعب.. وكان بعض القادرين من ذوى النفوذ و«العزوة» والمال لا يدخرون جهدا للحصول على تلك الحصانة لمجرد الوجاهة والأبهة. إن معظم هؤلاء وهؤلاء لن يترددوا فى الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، فهم لايزالون يحلمون بنشوة المنصب وسهولة المكسب.. واليوم نستطيع أن نضيف إليهم فصيلا ثالثا أكثر خطرا، وأعظم ضررا، وهم الذين يحاولون جاهدين من الآن التخفى داخل تحالفات وتكتلات وتحت أى مسميات لينفذوا من خلالها إلى مقاعد مجلس الشعب، لأنهم يعلمون جيدا أنه بغير هذا الأسلوب لن ينالوا مقعدا واحدا فى البرلمان. إن الرشاوى الانتخابية والعصبيات واستغلال البسطاء والضعفاء والوعود الكاذبة، أفرزت من قبل بطانات للمصالح الشخصية والأبهة، وبرلمانا للتمكين من تنفيذ مخططات الجماعة المحظورة.. ونحتاج اليوم بأن نأخذ العبرة مما مضي، وأن نتحلى باليقظة حتى لا يخترق صفوفنا من يتربصون بالوطن، ويخططون لإفساد الحياة، ويجب علينا ألا ننخدع بالدعايات الانتخابية الجوفاء والوعود الزائفة، وأن نختار من نثق فى جديته ووطنيته وانتمائه. إن أصواتنا يجب أن ينالها من يستحقها، لكى تعود أم الدنيا ملء السمع والبصر، وتسترد مكانتها بين الأمم. محمود الفيل الإسكندرية