شهدت مصر معارك انتخابية متعددة منذ50 عاما وحتي اليوم, كانت في معظمها لا تعبر عن الواقع نتيجة عوامل أثرت علي مصداقيتها كالرشاوي والوعود الانتخابية الزائفة والعصبيات والتأثير علي الناخبون أو تزوير للنتائج, فأفرزت نوابا لم يراهم للناخبون بعد فوزهم الا عند بداية الترشح للدورة التالية ونوابا تبين تهربهم من الخدمة الإلزامية( التجنيد) وآخرين منحرفين دخلوا الساحة طامعين في الثراء والوجاهة والأبهة, وأيضا نوابا لا يرون إلا أنفسهم ولا يعترفون بأخطائهم.لقد اقتربت أهم معركة انتخابية في تاريخ الوطن لإختيار من يمثل الأمة في مجلس الشعب القادم ويعكس آمال وطموحات الشعب في حياة حرة كريمة وفي هذا الوقت العصيب. إن تحفظات بعض القيادات المعارضة وإعراضهم عن الترشح والمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة لا يصب في مصلحة الوطن ولا مصلحة المعارضين, ولن يعطل سير العملية الانتخابية, وسوف تقول الأطراف المنافسة:( بركة يا جامع) وتحتفل بالفوز وعلي الرافضين الإنتظار أو اللجوء للمظاهرات التي مللناها ولا تجدي نفعا. يجب علينا جميعا أن نعمل العقل ونحسن الاختيار فنحن نختار من يعبر عن آرائنا وطموحاتنا ولا نتأثر بالخطب والرشاوي والوعود لأننا إذا لم نتعظ ونتعلم من تجاربنا السابقة وما جلبناه لأنفسنا عبر سنين طوال وإلي يومنا هذا من ظلم وقهر وهوان... فإننا إذن ينطبق علينا رأي من يقول:( إن هذا الشعب لابد أن يكون أحد اثنين إما شعب يكره نفسه لأنه رغم ما يشيعون عنه من أنه مصدر السلطات يأبي أن يصلح حاله, ويعالج مصابه, ويزيل عن نفسه ذلك القيد الثقيل من الفقر والجهل والمرض.. وإما أنه شعب زاهد قد تعود البؤس الذي يرتع فيه, والحرمان الذي يأخذ بخناقه. محمود الفيل الإسكندرية