لقد قامت الثورة في الخامس والعشرين من يناير 2011 من أجل تحقيق مطالب الشعب الذي هو في أمس الحاجة إليها. وعلا سقف المطالب يوما بعد يوم، وفى سبيل تحقيق المطالب المشروعة التي غابت عن الشعب زمنا ليس قصيرا نال بعض الشباب شرف الشهادة، واتجهت القلوب إلى عشق التغيير لغد أفضل. خرجت جماهير الشعب المصري عن بكرة أبيها ليساهموا ولأول مرة في اختيار من ينوب عنهم في مجلس الشعب، وبعده مجلس الشورى. وكان الاختيار للنائب الإسلامي، الذي رأى الشعب فيه تحقيق الآمال المشروعة، التي غابت عنه في ظل نظام فاسد حول الوطن إلى عزبة يصول فيها ويجول فسادا وإفسادا. تحقق للشعب ما أراد، فكانت الأغلبية للاتجاه الإسلامي، الذي تناسى وعوده للناخبين تحت عباءة الزهد في المناصب الدنيوية، ومداومة العمل على إرساء أصول العدالة بين الشعب المصري. تناسى الاتجاه الإسلامي وعوده التي من أجلها امتلأت الصناديق أملا في غد أفضل، وتكالبوا على رئاسة اللجان بمجلس الشعب، وبدا الأداء البرلماني باهتا منذ أول جلسة. وشعر الشعب بعد عدة جلسات بخيبة أمل في أعضاء المجلس، ثم حان وقت اختيار تأسيسية الدستور، وتحول حب الهيمنة والسيطرة والاستحواذ إلى مرض (السعار السلطوي)، فكانت الطامة الكبرى. وفي ماراثون الترشح لمنصب الرئيس، كما سمعنا من السادة المتقدمين لشغل المنصب، فإن كل متقدم لمنصب لا يسعى للحصول على مصلحة شخصية، إنما لتحقيق مطالب الشعب تحت مظلة الأمن والأمان وعودة هيبة الدولة. ووقعنا في حيرة الاختيار، إلى أن بدأت لجنة فرز الطلبات والمرفقات، ثم لجنة بحث الطعون والرد عليها. وبدأ كل متقدم للترشح، تم استبعاده خلع عباءة القيم والمبادئ والمثل، بل وتحول اللسان الذي كان تتساقط منه قطرات العسل بالأمس إلى لسان أفعى سامة. ثم بدأت التهديدات ووصل بهم سوء التفكير، والتعبير للتهديد بأن الدماء سوف تكون بحارا بالميادين. وكان على كل من المستبعدين القائمين بالتهديد، أن يسأل كل منهم نفسه: من هو صاحب الدماء التي سوف تجرى بالميادين، وكان سوف يحصل على الإجابة لو نظر حوله .. إنها دماء مصرية. * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأن تهدم الكعبة حجرا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم)، وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)، هذا هو الفكر الإسلامي الذي تناولوه بوسائل الإعلام المختلفة، وخاب أملنا جميعا بانفصال سلوك البعض منهم عن الفكر السوي. ان من رأى فى نفسه الاستعداد لان يكون خادما للشعب من خلال تكليف الشعب له برئاسة الجمهورية يجب ان يعلم بان المنصب تكليفا وليس تشريفا ... لذا فانه يجب ان يتحلى بمقومات القدوة الحسنة : 1 - تطابق السلوك مع الفكر : اى موافقة العمل القول ... والعمل تصديقا للقول هما توأمان ملتصقان يصعب فصلهما ... ان من يخالف سلوكه فكره الذى اعلنه على الناس لكسب اصواتهم لن يكون قدوة حسنه ... وعليه ان يتذكر قول الله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ) سورة الصف 2 2 - الاخلاص : اى ان يكون محبا حبا خالصا لله وللوطن وللشعب المصرى ... وان لا تغفل عيناه عن رفعة شأن الوطن داخليا وخارجيا فى ظل الحفاظ على الكرامة المصرية . 3 - علو الهمة : آى ان من يتقدم لشعب منصب رئيس الجمهورية يجب ان يكون صاحب همة عالية واصرار وتصميم على المضى قدما بالوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتحقيق العدالة الاجتماعية كما جاءت فى الاسلام . 4 - التحلى بالمثل والمبادئ والقيم النبيلة : اى يجب عليه ان يكون حليما صبورا شجاعا فى الحق محاربا للفساد صادقا حكيما فى اصدار مايراه مناسبا لمسيرة الاصلاح عادلا لا يتبع الهوى زاهدا فى متاع الدنيا . 5 - العمل الصالح : أى احترام الاديان ومحاربة كل من يجهر بمعصية وان يسند كل امر الى اهل التخصص ... وان يكون صالحا قولا وعملا . 6 - تعظيم الاحساس الوطنى : اى انه يجب عليه اعادة بناء الانسان المصرى وغرس حب الانتماء لتراب الوطن . ان تطابق سلوك الرئيس القادم يجب ان لا ينفصل عما سمعناه منه شرحا وتحليلا ... واذا انفصل السلوك عن الفكر كما نراه فى بعض المرشحين المستبعدين من مواصلة الماراثون الانتخابى وشحذ همم انصارهم على غير حق تلك هى الطامة الكبرى . حفظ الله مصر ... حفظ الله شعب مصر ... حفظ الله راية مصر عالية خفاقة ... ان الخير آت بسواعد المخلصين من ابناء مصر فهم حقا خير اجناد الارض .