هى المرة الأولى التى يتبنى فيها رئيس الجمهورية بنفسه الإشراف على صندوق لجمع الأموال من أجل هدف قومي، فلقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى تبرعه بنصف راتبه، ونصف ثروته فى صندوق «تحيا مصر»، مؤكدا أنه سيشرف بنفسه على هذا الصندوق، وانهالت الاتصالات على وسائل الإعلام للاستفسار عن كيفية التبرع لهذا الصندوق، وهنا نتساءل: لماذا لا يتم تجميع الأموال التى تم التبرع بها من قبل، وتحت أكثر من اسم؟ فلعلنا نذكر الصناديق المماثلة ومنها صناديق ما قبل ثورة 25 يناير لسداد ديون مصر، وتعمير سيناء، وإعادة بناء طابا، ثم مبادرة الألف مدرسة، وبعد ثورة 30 يونيو 2013 عندما أنشئ صندوق «306306»، وخرجت فضائيات عديدة تعلن جمع مئات الملايين من الجنيهات فى أيام معدودة، ثم بعدها سكت الجميع، ولم نعد نسمع شيئا عنها.. فهل كانت صناديق الخير من أجل مصر مجرد «استعراض إعلامي» ما لبث أن ذهب أدراج الرياح مع انتهاء كل مناسبة، وعند الإعلان عن صندوق جديد تعود الضجة الإعلامية من جديد؟ إن هذه القضية تحتاج إلى شفافية كاملة بحيث يتم وضع كل ما يتعلق بهذه الصناديق أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتوحيدها فى صندوق واحد باسم «تحيا مصر»، ويتم الصرف منه على إقامة مشروعات إنتاجية تستوعب أعدادا كبيرة من الطاقات الشبابية التى تبحث عن فرصة عمل، ونقطة ضوء تنير لها الطريق نحو المستقبل، ويمكن تشكيل مجلس إدارة مستقل لهذا الصندوق يتولى دراسة كل ما يتعلق به، والتواصل مع المسئولين عن الصناديق السابقة ومتابعة حساباتها، لكى يتحقق الهدف الذى نسعى إليه، ونحل مشكلاتنا بأنفسنا، فلا يعقل أن نعتمد إلى ما لا نهاية على المساعدات الخارجية من الأشقاء العرب، فلقد وقفوا بجانبنا فى كل الأزمات التى مررنا بها منذ ثورة 25 يناير وحتى اليوم، وحان الوقت لأن نعتمد على سواعدنا وطاقاتنا فى الدفع بعجلة الإنتاج إلى الأمام. إن عرض الحقائق الكاملة أمام المواطنين فيما يتعلق بمصير أموال هذه الصناديق، يدعم ثقتهم فى أن التبرعات التى أعلن عنها، هى تبرعات حقيقية، سوف تذهب إلى الأغراض التى خصصت لها. لمزيد من مقالات أحمد البرى