أعتقد أن أصعب ما يواجه حكومة المهندس إبراهيم محلب يتعلق بكيفية تسريع وتوسيع مجالات الاستيعاب الحقيقية لملايين الشباب الباحثين عن فرصة عمل في ظل الإدراك والوعي بأن أخطر ما يمكن أن يترتب علي تفاقم مشكلة البطالة هو تأكيد استمرار العجز عن الوفاء بالأحلام والوعود المطروحة دون علم ودون تقنين علي مدي السنوات الثلاث الأخيرة وما يمكن أن يترتب علي ذلك من انتكاسات نفسية واجتماعية تزيد من وطأة الإحساس بالمشكلة فى بعدها الاقتصادي. والحقيقة أن هذه الأحلام والطموحات وتلك الآمال والنبؤات التي جري الترويج لها في السنوات الأخيرة كانت تفتقر إلي حقائق مؤكدة وأرقام صحيحة وواضحة يمكن أن تسهم في دعم وتحقيق صحة هذه النبؤات ومن ثم فإنها أسهمت فقط في إشاعة أجواء من الأمل الكاذب ثم سرعان ما انكشف الغطاء عن زيف كل ما جري الترويج له مما أفرز أحاسيس اليأس والإحباط وفقدان الثقة وهي أحاسيس مبررة وتحتاج إلي جهد جبار من حكومة محلب لتجاوز الفجوة الواسعة بين الآمال المطروحة والواقع المعاش! وإذا كانت ضرورات اللحظة الراهنة تحتم الشروع في إجراءات عاجلة للتخفيف من حدة أزمة البطالة فإن الأهم من ذلك أن تشرع حكومة محلب في دراسة ظاهرة البطالة دراسة شاملة من أجل البحث عن حلول جذرية تجنب مصر مخاطر مستقبلية ربما لا يحمد عقباها. أتحدث عن حاجة هذا الوطن إلي حوار مجتمعي صادق وشفاف وخال من المزايدات السياسية الحزبية تحت عنوان «تنظيم العلاقة بين التعليم والتوظيف» لأنه من غير المعقول أن يستمر تدفق عشرات الألوف كل عام إلي معاهد وكليات لم تعد سوق العمل بحاجة إلي المزيد من خريجيها بينما يعاني المجتمع من ندرة في العمالة الماهرة التى يحتاج إليها سوق العمل. وإذا نجحت حكومة محلب فى صياغة علاقة رشيدة بين التعليم والتوظيف فإن مشكلة البطالة يمكن في غضون سنوات أن تصبح شيئا من الماضي.. والمهمة ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة! خير الكلام: المشكلة ليست فى انعدام المعرفة ولكن لأن البعض لا يريد أن يتعلم! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله