تجاوزت الأرجنتين، غياب نجمها ليونيل ميسي، وفازت 1-0 على فنزويلا، في مباراة ودية دولية في كرة القدم، في مياميالأمريكية. وسجل جيوفاني لو سيلسو، هدف الفوز في الدقيقة 31 بعد هجمة منظمة، ليمنح أبطال العالم، الانتصار في مباراة أقيمت أمام نحو 15 ألف متفرج فقط في ملعب هارد روك الذي تبلغ سعته 65 ألف متفرج. وشاهد ميسي (38 عاما) نجم إنتر ميامي، المباراة من المدرجات، فيما لم تواجه الأرجنتين أي صعوبة تذكر لتجاوز فنزويلا. وقدّم المهاجمان جوليان ألفاريز ولاوتارو مارتينيز، أداء مميزا طوال اللقاء، كما تألق الظهير ناهويل مولينا. وشارك ألفاريز ومارتينيز في صناعة هدف الفوز، بعد تبادل رائع للكرة انتهى بتمريرة إلى لو سيلسو، الذي سدد بيسراه كرة قوية، سكنت شباك الحارس الفنزويلي خوسيه كونتريراس. وتعد هذه المباراة الأولى من بين وديتين ستخوضهما الأرجنتين في فلوريدا، خلال فترة التوقف الدولي. وسيلتقي أبطال العالم 2022، منتخب بورتوريكو في فورت لودرديل، يوم الثلاثاء المقبل. وكان المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، ليونيل سكالوني، قد تحدث في مؤتمر صحفي سابق، عن أبرز القضايا التي تشغل عشاق التانجو في الوقت الحالي. ومن بين هذه الأمور، كان مستقبل النجم الشاب فرانكو ماستانتونو، واستعدادات المنتخب الأرجنتيني لخوض المرحلة المقبلة من التحضيرات قبل مونديال 2026، إضافة إلى كلماته المؤثرة عن وفاة المدرب المخضرم ميجيل أنخيل روسو. وبدأ سكالوني، مؤتمره الصحفي، بالإشادة بالموهبة الصاعدة فرانكو ماستانتونو، الذي يخوض موسمه الأول مع ريال مدريد بعد انتقاله من صفوف ريفر بليت، مؤكدًا رضاه التام عن الطريقة التي يتعامل بها المدرب الإسباني تشابي ألونسو مع اللاعب الشاب. وقال سكالوني "مدربه وفريقه في ريال مدريد، يعرفون تمامًا كيف يسيرون به. يمنحونه الدقائق المناسبة ويُديرون تطوره بحكمة. إنه شاب صغير يجب التعامل معه بهدوء كبير، وهم يفعلون ذلك بشكل مثالي، ونحن سنتبع نفس النهج معه في المنتخب". وخلال المؤتمر، سُئل ليونيل سكالوني عن التوقيت المتوقع لإعلان القائمة النهائية المشاركة في كأس العالم 2026 بالولايات المتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك، فأجاب سكالوني بحزم "القائمة لن تُعلن حتى اللحظة الأخيرة. لدينا أكثر من 26 لاعبًا مرشحين، وهذا أمر إيجابي لأنه يعكس عمق الفريق وجودة الخيارات التي نملكها". وأضاف "الهدف من هذه المباريات الودية، هو أن يثبت اللاعبون الجدد أنهم يستحقون مكانهم. نعرف الكثير منهم جيدًا، وهناك آخرون نريد أن نمنحهم دقائق ليروا حجم المسؤولية". وتأتي تصريحات ليونيل سكالوني، في وقت يسعى فيه إلى موازنة الفريق بين أصحاب الخبرة الكبيرة وعلى رأسهم ليونيل ميسي، والعناصر الجديدة التي تمثل مستقبل المنتخب الأرجنتيني. فبعد الفوز بكأس العالم في قطر 2022، يدرك سكالوني أن الحفاظ على روح المنافسة والانسجام سيكون التحدي الأكبر قبل المونديال المقبل، لذلك يحاول بناء توليفة متجانسة تجمع بين الاستقرار والطموح. وفي ختام المؤتمر، توقف سكالوني عند اللحظة الأليمة التي عاشها الجهاز الفني واللاعبون بعد تلقي نبأ وفاة المدرب الأرجنتيني الكبير ميجيل أنخيل روسو عن عمر ناهز 69 عامًا، واصفًا الراحل بأنه "رجل ترك بصمة لا تُمحى في كرة القدم الأرجنتينية". وقال بحزن كبير "تلقينا الخبر خلال الحصة التدريبية. كنا في حالة صدمة ولم نعرف كيف نتصرف، وتوقفنا دقيقة حداد على روحه. كان شخصًا محبوبًا للغاية ومدربًا قديرًا سيبقى أثره خالدًا في ذاكرة الجميع". ولم يُخفِ سكالوني، تأثره بالحدث، مؤكدًا أن روسو كان مصدر إلهام لجيل كامل من المدربين واللاعبين في الأرجنتين، وأن ذكراه ستظل حاضرة دائمًا في نفوس من عملوا معه أو تعلموا من مسيرته. ويسعى ليونيل سكالوني، إلى مواصلة ترسيخ أسلوب اللعب الجماعي الذي ميز الفريق في السنوات الأخيرة، مع إعطاء الفرصة للوجوه الجديدة لإثبات الذات في مرحلة ما قبل تصفيات كأس العالم. وهكذا، قدم سكالوني، خلال مؤتمره الصحفي، صورة واضحة عن مشروعه الفني، القائم على الواقعية والتدرج، والتعامل المتزن مع المواهب الشابة. فالأرجنتين، رغم كونها بطلة العالم، لا تركن إلى المجد القديم، بل تواصل البناء والتجديد بخطوات محسوبة، تحت قيادة مدرب يُدرك أن النجاح لا يتحقق فقط بالموهبة، بل بالهدوء، والعمل، والاحترام المتبادل بين الأجيال. يذكر أن المنتخب الأرجنتيني ضمن تأهله بالفعل لنهائيات كأس العالم 2026 منذ مارس الماضي، وأنهى مشواره في التصفيات اللاتينية في الصدارة برصيد 38 نقطة، خلفه إكوادور 29 نقطة، ثم كولومبيا وأوروجواي والبرازيل وباراجواي برصيد 28 نقطة لكل منهم، لتتأهل المنتخبات الستة مباشرة للمونديال. وأحرز ميسي 130 هدفًا في 217 مباراة مع مختلف فئات منتخب الأرجنتين. فقد سجل 14 هدفًا في 18 مباراة مع منتخب الشباب تحت 20 عامًا، الذي توج معه بكأس العالم للشباب 2005، كما أحرز هدفين مع المنتخب الأولمبي في 5 مباريات خلال دورة الألعاب الأولمبية (بكين 2008) التي حصد فيها الميدالية الذهبية.