لافتة جديدة انتشرت فى الشارع المصرى كالنار فى الهشيم، على السيارات ووسائل النقل العام والخاص وملصقة على الجدران فى جميع الشوارع وامام المصالح الحكومية، وغير الحكومية، واخشى ان تلصق على ابواب المنازل، انها لافته مكتوب عليها «هل صليت على النبى اليوم؟»، مع العلم انه لايعرف من الذى تفتق ذهنه لها ومن الذى قام بنشرها بهذه السرعة وفى جميع الاماكن. انا هنا فى البداية لست ضد الصلاة على النبى حتى لا تصبغ كلماتى بصبغة اخرى، ولكننى ضد الظاهرة المنتشرة التى قد تتفاقم فيما بعد لكلمات او ملصقات تحض على الفتنة بين ابناء الشعب الواحد، او تثير ازمات داخل المجتمع. فاذا عدنا الى ثمانينيات القرن الماضى عندما كانت مصر تعانى ايضا الارهاب، كانت هناك ملصقات مماثلة بدأت ايضا بكلمات مثل الصلاة على النبى، وانتهت بأن الدين عند الله الاسلام، مما دعا الاخوة الاقباط إلى تعليق ملصقات من الانجيل على السيارات وفى الشوارع مما ادى الى تزايد الاحتقان داخل الشارع المصرى، ولكن وزارة الداخلية وقتها استطاعت ان تمنع جميع الملصقات من السيارات، حتى لا تثير الفتنة. الأن يتكرر المشهد مرة اخرى ويكون فى ظاهره الايمان حتى يكون خطا احمر لعدم انتقاد تلك الظاهرة التى تحض على التعبد، ولكن باطنها فى الغالب الاعم ليست دينية ولكنها لاهداف اخرى تسعى الى تجميع أعداد كبيرة للصق تلك الورقة، ثم من بعدها استبدالها بأوراق اخرى وربما آيات قرآنية بعد ذلك، حتى تصل بعد ذلك للمراد الذى يهدف اليه صاحب تلك الفكرة ، وفى اغلب الظن ان نهايتها ستحض على الفتنة وتأليب الرأى العام. والحقيقة التى يجب ان يعلمها الجميع ان الدين الاسلامى لا يمكن اختزاله فى ورقة تعلق على تاكسى وسائق التاكسى لا يراعى الاخرين وسلوكه غير منضبط فى الشارع، ولا ان تعلق خلف موظف فى مصلحة حكومية، وهو لا يراعى الله فى عمله، ان الدين الاسلامى سلوك ومعاملة اوصانا بها الرسول الكريم، ولم يوصنا بأن نعلق مثل تلك الورقة دون تطبيق صحيح الدين الاسلامى. ان الاسلام هذه الايام يمر باخطر مرحلة فى تاريخه وللاسف الشديد التهديد الحقيقى يأتى من أتباع هذا الدين الذين أساءوا له على مستوى العالم من خلال التكفير والارهاب باسم الدين، فيجب ان نعود مرة اخرى الى تعاليم الاسلام المتسامحة ونبتعد عن الشعارات التى لن تفيد، وعلى الدولة ان تنهى تلك الحالة التى ظهرت حتى لا تكون عواقبها وخيمة فى المستقبل القريب . http://[email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى