فى الوقت الذى تستعد فيه أوكرانيا لأزمة غاز وشيكة تهدد بأيام من الظلام ، تصاعدت أمس حدة المعارك فى الشرق، وأكد متحدث باسم الجيش الأوكرانى أمس مصرع 49 جنديا إثر إسقاط الانفصاليين طائرة شحن عسكرية فوق مطار مدينة لوهانسك شرق البلاد. وأشار بيان لوزارة الدفاع الأوكرانية، إلى أن الانفصاليين أسقطوا طائرة عسكرية من طراز "آي.إل - 76"، مستخدمين أسلحة ثقيلة مضادة للطائرات وسلاحا آليا، بينما كانت على وشك الهبوط. ويعتبر هذا العدد الأكبر من نوعه فى صفوف القوات الأوكرانية فى حادث واحد، منذ إطلاق كييف عمليتها العسكرية ضد الانفصاليين شرقا. وتزامنت هذه العملية مع اتهام واشنطنموسكو بتسليح الانفصاليين فى الشرق بالأسلحة الثقيلة. وقالت مارى هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان رسمي: "نعتقد أن الانفصاليين حصلوا على أسلحة ثقيلة ومعدات عسكرية وصلت من روسيا، بما فى ذلك دبابات وقاذفات صواريخ روسية". وطغت على البيان لهجة اتهام قائلة "لدينا معلومات تشير إلى أن روسيا حشدت، فى جنوب غرب روسيا، دبابات من طراز لم تعد القوات الروسية تستخدمه، وأن بعضا منها غادر روسيا أخيرا". وكانت أوكرانيا قد أكدت قبل أيام، أن ثلاث دبابات روسية عبرت الحدود، وهو ما كررته واشنطن فى وقت لاحق، حيث أشارت هارف إلى"تسجيل فيديو على الإنترنت يظهر دبابات من نفس الطراز تغادر جنوب غرب روسيا باتجاه شرق أوكرانيا". واستدركت «هارف» ساخرة: "روسيا سترد بالقول إن هذه الدبابات تم الاستيلاء عليها من القوات الأوكرانية، ولكن لا توجد وحدات أوكرانية فى تلك المنطقة.. نحن مقتنعون أن هذه الدبابات جاءت من روسيا". وكانت هارف قد اتهمت موسكو من قبل، بشن غارات عسكرية فى شرق أوكرانيا، مهددة روسيا بعقوبات أمريكية إضافية إذا لم تعمل على تهدئة الوضع مع جارتها الغربية.وعلقت قائلة: «هذا الوضع غير مقبول». وعلى صعيد آخر، دعا جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى اتصال هاتفى، إلى تغيير سياسته تجاه أوكرانيا، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه يرغب فى عقد مباحثات مع بوتين حول الأزمة بين الاتحاد الأوروبى وأوكرانيا والتى كانت السبب فى اندلاع هذه الأزمة. من جهته، ذكر بيان للكرملين، أن الرئيس الروسى أكد لباروزو ضرورة وقف العملية العسكرية فى أوكرانيا ودفع كييف ديون شحنات الغاز الروسى، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على لقاء ثلاثى يجمع بين بوتين وباروزو والرئيس الأوكرانى الجديد بيترو بوروشينكو.