التهنئة واجبة للرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي بمناسبة اجتيازه انتخابات لا نظير لها على الساحة المصرية من حيث النزاهة والدقة والنظام ، كما أن التهنئة أعمق وأكبر وأوجب للشعب المصري الذي كان ينتظر على أحر من الجمر هذه النتائج بوصفها البوابة العريضة المفضية إلى المستقبل المأمول ، وقد دخل من هذه البوابة قائد مخلص وعاشق للوطن و مؤرق بهموم الشعب ويقدس العمل والتضحية ويؤمن بأنه لا مجال لأي تقاعس أو نية لتصفية حسابات كما أن الفرصة غير متاحة لتبديد الوقت من أجل البكاء على اللبن المسكوب والكم الهائل من الخطايا التى اقترفها مسئولون سابقون دون أن تهتز في أجسادهم شعرة من ندم أو أسف . تكاد الجماهير تدرك أن السيسي هو الوحيد من بين كل الرؤساء الذي عرفته قبل توليه السلطة فلم تتح لها أن تعرف عبد الناصر قبل يوليو 52 ، كما لم تعرف السادات على نحو دقيق وبالطبع لم تعرف مبارك ولا مرسي ، أما في هذه المرة فقد تم الزواج بين الشعب والسلطة عن حب وليس عن فرض أو صدفة أو اضطرار . لذلك نطمع أن يتجاوب الشعب بكل حماسة مع أمنيات الرئيس التى سوف تسهم دون ريب في صناعة الوجه الجديد والعصري لمصر النهضة والاستقلال بكل المعاني، وتتمثل في : استعادة مكانة الضمير الذي تراجع دوره أو اختفى ، فالضمير يعنى بذل الجهد وإتقان العمل والطهارة والشرف وأن يحتل الوطن في النفس المكانة الأولى. وتأجيل أية مطالب نفعية وشخصية ووقف الاحتجاجات وقطع الطرق وتعطيل العمل وتبديد الوقت دون طائل حتى يتم ترتيب البيت من الداخل بلا صخب ولا تهديد للإنتاج. وأهم إجراء سياسي وتنموي مؤثر في الفترة القادمة يتمثل في انتخاب أعضاء مجلس النواب الذين سيقع عليهم بالدرجة الأولى قيادة الأمة وليس الرئيس طبقا للدستور ، ويقتضي هذا من المواطنين الحرص على حسن اختيار العضو الذي يمثل الدائرة بمنتهى النزاهة وبعيدا عن المصالح والعلاقات والقرابة ولابد أن يتميز بالعقلية الناضجة والعلم والخبرة والنزاهة والابتكار وحب الناس والكفاءة العالية والتجربة الطويلة وتقديس العمل والعدالة وكذلك المحافظة على ثروات البلاد وعدم المساس بمياه النيل والشوارع والطبيعة والمرافق والممتلكات العامة حتى بالكتابة على الجدران أو بأي صورة من صور الضرر. والامتناع عن كل ألوان الإسراف في الاستهلاك قدر الطاقة تأسيا بما ورد بالقرآن الكريم والسنة النبوية والإبلاغ عن كل صور الفساد والبيروقراطية التى تضرب سلامة البنية الاجتماعية في مقتلوالاهتمام بالأطفال والارتقاء بفكرهم ومواهبهم وترسيخ قيم الكرامة والحرية واستخدام العقل وقبول الاختلاف والتسامح وتعميق التنافسية الشريفة والإيمان بالعمل كفريق. وتشجيع المبادرات التي تصب في صالح الوطن مثل محو الأمية والحفاظ على نظافة الشوارع ومناور العمارات والميادين والمكاتب والحدائق.والالتزام باحترام القانون أيا كانت صعوبة تنفيذه وثقل وطأته ، وفي حالة الإحساس بالظلم الفادح لا بأس من اللجوء إلى الوسائل القانونية أو الشكوى عبر المنابر الإعلامية طلبا لمراجعة العقوبة وتوضيح ما قد يكون غائبا من ظروف اكتنفت الخطأ. كثير من الشباب مدعو للاصطفاف بكل الفكر والقوة الروحية والجسدية خلف الوطن والتعبير عن إيمانه به والانتماء إليه والحرص على نصرته واستنهاض كل ما يرفع من شأن الوطن خاصة مع التحديات التى تتربص بإمكانياته ومستقبله.وليت كل المصريين يهتمون بالدفاع عن حقوق الإنسان ويحرصون على كل ما ينتصر للحق والخير والجمال والسلام والمحبة ويحاربون شتى ألوان الظلم بكل ما يستطيعون ويشجعون كل موهوب ومبتكر . وأخيرا نقول : إن المتوقع من الجماهير المصرية كثير ، لكن حرصها على النهوض بالمهام الملقاة على كاهلها في الظرف التاريخى الدقيق يعنى تأكيد أصالتها وتحضرها ويقظة ضمائرها، كما توفر لكل المصريين مُناخا يتمنونه ويستحقونه من الحرية والعدل بكافة صوره مع التقدم والرخاء . لمزيد من مقالات فؤاد قنديل