علاقات العرب مع إفريقيا من القضايا المهمة ،باعتبار مصر دولة إفريقية لها جناحها «السيناوى»المجاور لأكثر من دولة عربية،فضلاً عن التفاعل الحضارى والثقافى العربى الإسلامى والمسيحى. دفعنى هذا إلى الاهتمام بكتاب«الثورات العربية وإفريقيا« للكاتب حلمى شعراوى صاحب التجربة العميقة فى الشئون الأفريقية منذ أواخر الخمسينيات ومنسق حركات التحرير الإفريقية طوال الستينيات والسبعينيات وعمله مديراً لمركز البحوث العربية الإفريقية حتى وقت قريب. أعجبتنى بعض أفكار الكتاب مثل:إن »بنية الدولة الوطنية مفهوم متكامل للاستقلال والتنمية المعتمدة على الذات وعلى بنية اجتماعية اقتصادية ذات توجه ديمقراطى وبناء تحالفات إقليمية وعالمية تساند هذا التوجه الوطنى« وأنه يتعين إعطاء الاعتبار لكون الضباط الأحرار فى ثورة يوليو تعبيراً عادياً عن المؤسسة العسكرية المعروفة كمؤسسة وطنية،ومن ثم فهم إحدى قوى السياسة الوطنية التى كانت آخذة فى بلورة دورها المعادى للاستعمار عقب الحرب العالمية الثانية. ويذكر الكاتب كان اهتمام جمال عبد الناصر بإفريقيا- فى الخمسينيات- فى حدود تأمين وضع السودان الذى اختار الاستقلال عن مصر،فكان عليه أن يؤمن حوض النيل بالوقوف بجانب حركات الاستقلال فى كينيا وأوغندا وإريتريا والصومال بدرجات وأشكال مختلفة.وحدثت تطورات أفريقية وآفرو آسيوية كبيرة قبل أن يأتى السوريون لطلب الوحدة مع مصر،معززين بموقف الشعب السورى فى أثناء عدوان 1956،ومن ثم وضعت الدائرة العربية فى الواجهة بدورها. ويذكر المؤلف أنه يمكن لأى محلل أن يراجع مدى حضور الدائرة الإسلامية فى إستراتيجية ثورة يوليو 1952حتى يعرف أنها لم تتفاعل معها فى أى وقت،بل إن التناقضات معها غلبتها فى معظم الأوقات«. وخلص المؤلف إلى أن تفاعل »دائرة التحرر الوطنى«فى مصر مع شعوب حوض النيل وأفريقيا قد سبق فكرة ترتيب أولوية الدوائر الثلاث العربية ثم الإفريقية والإسلامية فى السياسة الخارجية المصرية. لمزيد من مقالات عاطف صقر