شعرت كثيرا بالقلق مما ذكرته نائبة المتحدثة باسم الخارجية الامريكية «مارى هارف» حول مشاركة واشنطن فى المؤتمر الاقتصادى الدولى الذى دعت اليه المملكة العربية السعودية لمساعدة مصر، خاصة حين قالت أن مشاورات تجرى مع السعودية وشركاء آخرين لدعم مصر، وأن واشنطن لم تحدد بعد ان كانت ستشارك فى مؤتمر المانحين المقترح. إن لفظ "المانحين" فى حد ذاته يؤذى مشاعر المصريين الذين يفخرون اليوم انهم تحرروا من خطايا التنظيم الارهابى الفاشل. كما يذكرنا لفظ "مانحين" بالكيانات الضعيفة اقتصاديا مثل غزة التى استضافت مصر مؤتمرا لمانحيها، والصومال وهايتى وافغانستان، ونحن باى مقياس لا ننتمى لهذه الفئة من الدول. ان رسالة التهنئة من خادم الحرمين الى شقيقه الرئيس السيسى رائعة وصادقة. فهذا الرجل العظيم يحب شعب مصر بحق، ولولا دوره العروبى الناصع لما استطاعت مصر الصمود وهى تحارب الارهاب وحدها بعد ان تخلت عنها قوى الغرب المتواطئة مع التنظيم الارهابى، ولكن الترتيب لعقد مؤتمر دولى للمانحين يعد امرا خطيرا يجب على مصر كلها الحذر منه. فلو كان المشاركون من الأشقاء العرب فقط فلن تكون هناك مشكلة لأنناجميعا اخوة. ولكن اذا شاركت امريكا والدول الاوروبية واليابان ومؤسسات التمويل المعروفة بتوجهاتها غير الودية، فسيكون المؤتمر فخاً منصوباً لا يصح ان تقع فيه مصر لأن الغرب سوف يضع شروطا تفرض علينا فرضا قبل صرف المساعدات، وسوف يتحكم فى ادارة الاموال كل من البنك الدولى وصندوق النقد لمتابعة تطبيق شروطهم القاسية، خاصة على فقراء مصر من خلال تمسكهم بتطبيق مطلبهم الازلى بالغاء الدعم عن الخبز والطاقة واتباع سياسات تقشفية مكبلة لطموح الرئيس السيسي، وهى سياسات عانت منها العديد من الدول النامية قبلنا. اننا نأمل ونطالب بقوة الا يقع المسئولون المصريون فى فخ مؤتمرات المانحين سيئة السمعة ، وان نتكاتف جميعا خلف زعيمنا الجديد فنضحى قليلا اليوم ونتحمل من اجل مستقبل افضل لابنائنا.ان دورنا تبصير الجميع الى خطورة الموافقة على عقد مؤتمر مانحين لدولة كبيرة ومحورية مثل مصر. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى