سيظل نهرالنيل شريان الحياة لمصر والملهم للشعراء والأدباء ووحي كتاباتهم.. سيظل النهر العظيم يتفجر ينابيع وانهارا من أرض الحبشة العزيزة. لقد غاص في بحاره الجميع وكتبوا له وعنه قصائد ظلت خالدة تطرب لها القلوب قبل الآذان علي مر الزمان. الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل يقول في قصيدة النهر الخالد التي أبدع في غناها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب: مسافر زاده الخيال.. والسحر والعطر والظلال. ظمآن والكأس في يديه.. والحب والفن والجمال. شابت علي أرضه الليالي.. وضيعت عمرها الجبال. ولم يزل ينشد الديارا.. ويسأل الليل والنهارا. والناس في حبه سكاري.. وهاموا علي أفقه الرحيب. آه علي سرك الرهيب.. وموجك التائه الغريب.. يا نيل ياساحر الغيوب. ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي: من أي عهد في القري تتدفق. وأي كف في المدائن تغدق. ومن السماء نزلت أم فجرت من علياء الجنان جداولا تترقرق. وفي أبيات أخري يقول شوقي: النيل العذب هو الكوثر.. والجنة شاطئه الأخضر. ريان الصفحة والمنظر.. ما أبهي الخلد وما أنضر. ويقول أيضا: حبشي اللون كجيرته.. من منبعه وبحيرته. صبغ الشطين بسمرته.. لونا كالمسك والعنبر. ومن أجمل مايقول شاعر النيل حافظ إبراهيم هذه الأبيات: نظرت للنيل فاهتزت جوانبه.. وفاض بالخير في سهل ووديان. يجري علي قدر في كل منحدر..لم يجف أرضا ولم يعمد لطغيان. كأنه ورجال الري تحرسه.. مملك سارفي جند وأعوان. اذا كان الشعراء وكبار المطربين قد تغنوا بنهر النيل, ونسبوا له الجنسية النجاشية.. كيف نستطيع نحن تغيير قناعة الأشقاء في اثيوبيا من أن المصريين ليسوا أعداء لهم, وأن النهر هبة من الله لكل الدول المتشاطئة, ونعلن للعالم كله الحب علي الشعب الأثيوبي الشقيق مؤكدين أن مصر ليست ضد اي مشروع يحقق النهضة في هذا البلد الطيب أهله شريطة ألا يؤثر علي حصتنا من المياه الثابتة بالمواثيق والاتفاقيات الدولية في عامي1929 و.1959 E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى