يطالب البعض هكذا ببساطة بإغلاق نصف السفارات المصرية باعتبارها لا تؤدى شيئا مفيداً. ان الدبلوماسيين المصريين فى القاهرة وفى الخارج معا اجمالى عددهم أقل من ألف جندى يقاتلون بالدبلوماسية على خط الدفاع الامامى عن الوطن فى شتى قارات الأرض من امريكا الى شيلى، ومن زيمبابوى الى النرويج، ومن السعودية الى الصين مرورا بدول فقيرة واخرى غنية، ودول شقيقة واخرى صديقة. أقول لمن يهاجمون الخارجية ويريدون تقليصها أن أول من يتمنون إغلاق كل سفارات مصر -وليس نصفها- هم إسرائيل وامريكا وصندوق النقد الدولى لأن مجرد انتشار التمثيل المصرى يقلقهم بشدة. كما أن وزارة الخارجية والسفارات فى الخارج تخضع لعمليات هيكلة مستمرة لرفع كفاءة العاملين بهذه البعثات وتحقيق اقصى مردود للدولة بأقل تكلفة. ولو لم يكن لمصر تمثيل تحترمه كل دول العالم لما أصبحت القاهرة اكبر عاصمة فى الشرق الأوسط وإفريقيا من حيث عدد السفارات ومنظمات الأممالمتحدة ومكاتبها الإقليمية. فمقابل كل سفارة مصرية قد يتم إغلاقها لا سمح الله ستغلق فورا سفارة أجنبية فى القاهرة، ويتم تسريح المصريين العاملين فيها فى وقت نحن فى اشد الحاجة لإيجاد وظائف جديدة لأبنائنا، والحفاظ على العلاقات القوية المؤثرة مع دول العالم. إن البعض يتعمد أن يرى أن السفارات لا تفعل شيئا سوى حضور الحفلات، وهذا كلام يراد به باطل. فكل دولة من دول العالم تسعى للحصول على المعلومات الدقيقة عن الدول الأخرى ومن مصادرها الوثيقة، وليس من وسائل الإعلام. وكلما نجحت دبلوماسيتنا فى الحصول على معلومات صحيحة زادت قدرة صانع القرار فى القاهرة على اعتماد سياسات واتخاذ قرارات تحقق مصالحنا. فالخارجية تملك شبكة من العلاقات الدولية يحسدنا عليها الآخرون، بل إن العديد من الدول قد تملك المليارات ولكن لا تستطيع الحصول على قدر قليل من هذه المعلومات التى تحصل عليها الدبلوماسية المصرية، والتى دربت دبلوماسييها على أعلى مستوى بما يدعم الأمن القومى، ويعزز التحركات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية فى بيئة خارجية مناوئة. فادعموا الخارجية وسفاراتنا التى ترفع علم مصر عاليا فى عواصم العالم وينتظرها دور اكبر فى المرحلة القادمة تحقيقا للاستقرار ودعما للتنمية. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى