عجبا من الذين يريدون أن تدار السياسة الخارجية, بالزعيق, لمجرد أنهم يعملون في قنوات فضائية! ماذا تريدون.. هل تتصورون أنكم أحرص من وزارة الخارجية المشهود لها تاريخيا بالحرفية والوطنية في الدفاع عن مصالح مصر والمصريين ؟ إن الدبلوماسية ليس من مهامها قطع العلاقات وطرد السفراء إلا بعد استنفاد كل الوسائل الدبلوماسية مع الدولة أو الدول المختلفين معها. الشاهد الأخير ماحدث مع السفير التركي بعد أن تجاوز رئيس حكومة بلاده كل الخطوط الحمراء ومن ثم تم تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع تركيا واعتبار السفير التركي شخصا غير مرغوب فيه. هناك مراحل عديدة تلجأ إليها الدبلوماسية في التعامل مع حكومات الدول قد تصل إلي طرد سفراء بلادهم تبدأ من الاستدعاء والتوبيخ والسحب ثم الطرد, وربما يعقب كل ذلك قطع العلاقات وهو إجراء لا أحبه أن يتم مع أي دولة عربية مهما اختلفنا معها حتي لوكانت دولة قناة الجزيرة التي نشترك معها وشعبها في الهوية. إن تعرضت له وزارة الخارجية المصرية ووزيرها نبيل فهمي, من جانب أحد الزملاء الإعلاميين والذي شن هجوما حادا تجاوز كل الأعراف المهنية, وتطاير شرر هذا الهجوم إلي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية د. بدر عبدالعاطي وهو دبلوماسي محترف وبدأ السلم من أول درجاته حتي شغل منصب نائب وزير الخارجية للشئون الأوروبية, يتنافي مع كل الأعراف الإعلامية المعلومة للكافة. لاشك أن غيرة اي إعلامي علي كرامة مصر وشرفها لاتقل بأي حال للدرجة التي ينطق فيها لسانه أنه لا يشرفه أن يكون مصريا ولا يشرفه أن ينتمي لهذا البلد!! ليس من حق الجالس خلف الميكروفون رفض مداخلة المسئول الإعلامي للخارجية لتوضيح ما هو غامض لتقديم خدمة إعلامية كاملة للمشاهدين من الزاويتين, وليس من زاويته هو فقط. ماذا كان يضير المذيع من الاستماع إلي صوت المتحدث يشرح وجهة نظر الخارجية حول موضوع استدعاء سفير قطر لديوان الوزارة وإبلاغه احتجاجها علي ماصدر البيان المرفوض شكلا وموضوعا E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى