«مصر أغلى من أى شيء: كان هذا شعار الناخبين فى لجان شبرا.. «الأهرام» فى لجنة الانتخابات بمدرسة محمد فريد الثانوية »بنين« والتى تميزت بمشاركة من سيدات مسنات بدا عليهن الإعياء، وبسؤالهن عن سبب نزولهن بالرغم من شدة الحرارة، قلن «نزلنا من أجل مصر، ولكى ندلى بأصواتنا فهى أمانة ومن حقنا الاقتراع، واختيار رئيسنا». وقالت إحداهن: نزلت من أجل الحفاظ على الوطن فمصر غالية علينا ونفديها بأرواحنا، بينما ذكرت سيدة أخرى مسنة تتحرك على كرسى متحرك فى لجنة بمدرسة رمسيس الاعدادية »بنين« نزلت لكى نكون يدا واحدة، نزلت للمصلحة العامة«. قصة أخرى لسيدة تصطحب ابنتها المريضة والتى خضعت لعملية منذ أيام وفى حالة إعياء شديد إلا أنها أصرت على الإدلاء بصوتها فى الانتخابات. وقام رجال الجيش والشرطة باصطحابها على كرسى متحرك، وبعد أن صعدت للجنة احست بارهاق ولكن سرعان ما ذهب هذا الشعور، ورأينا ابتسامة تعلو وجهها لتعبر عن شكرها لجهود رجال الشرطة والجيش فى تعاملهم مع المرضى وكبار السن. وعبرت سيدة عند دخولها لجنة محمد فريد عن أملها أن ترى مصر أحسن، وقالت «نزلت عشانكم عشان الشباب، نفسى اشوفهم سعداء، وعندى أمل أن بكرة أحسن بالحاكم القوى لأن مصر قوية بناسها ورئيسها»، وتمنت أن ينزل الشباب، وتساءلت كيف تريدون ديمقراطية دون ايجابية، إن الايجابية هى المشاركة لكى نبنى وطنا واحدا دون انقسام«. لم يكن غريبا أن تكون الفئة العمرية الاكثر إقبالا على التصويت هى المسنات. ففى مدرسة شبرا الثانوية »بنات« سيدة تتوكأ على عصا وتطلب من أمين اللجنة أن يسمح لها بالدخول دون انتظار الطابور نظرا لمرضها، فسمح لها المستشار أمين اللجنة وقاما بمساعدتها حتى أدلت بصوتها، لتعبر عن حبها الشديد لمصر، وتقول »إنها ممكن أن تضحى بكل ما تملك لأجل أن ترى مصر قوية مرة أخري«، وقالت «نزلت لكى أرى مصر فى ثوب جديد يفتح لنا آفاقا للأمل والتفاؤل». وفى مدرسة العهد الجديد كانت سيدة عجوز لا تقرأ ولا تكتب طالبت قاضى اللجنة بأن يضع علامة (صح) للمرشح الذى تريده السيدة، ثم خرجت وهى فى مزحة شديدة وابتسامة تخفى معالم عمرها المتقدم. قصص شهدناها فى العديد من لجان مدارس شبرا، وعلى الرغم من أن الاقبال كان ضعيفا فى بداية اليوم إلا أنه بدأ الاقبال بعد الظهر على اللجان الانتخابية بصورة واضحة وملحوظة فى شوارع شبرا.