سعدت كثيرا حين تلقيت دعوة من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بدولة الإمارات لحضور ملتقى المنال لذوى الإعاقة «التفاحات الثلاث»، لكن السؤال الذى دار فى عقلى، كيف سأسافر بالطائرة، وما هى وسائل الإتاحة الموجودة بالمطارات لتيسير سفر ذوى الإعاقة الحركية أصحاب الكراسى المتحركة تركت الأسئلة تدور فى عقلى، وتوكلت على الله بصحبه صديقين، وتوجهت إلى مطار برج العرب الدولى كى أغادر أرض الوطن، لم أصدق عينى حين رأيت الأرصفة مصممة بطريقة هندسية سهلة، حيث ينخفض الرصيف كل مسافة معينة بطول مترين تقريبا وبشكل متواز مع الرصيف المقابل، مما يسمح بمرور الكرسى المتحرك بسهوله ويسر، كان على المرافقين لى و لوالدتى أن يتركونى كى أمر وحدى من خلال بوابات السفر، فسألت عن رحلتى وشركة الطيران حتى وصلت إلى الموظف المسئول الذى أنهى إجراءات السفر بسرعة، وسلمنى إلى الموظف المسئول عن خدمة الكرسى المتحرك حيث أخذ الكرسى المتحرك الخاص بى ليضعه مع أمتعة الركاب التى تشحن على متن الطائرة، ونقلنى إلى كرسى آخر خاص بالمطار، وصعد بى إلى مكان الانتظار، ووعدنى بأنه سيحضر ليصطحبنى حتى يجلسنى فى مقعدى بالطائرة، وصدق فى وعده، فحمدت الله كثيرا على أن الأمر يسيراً وليس عسيراً، ولكن السؤال الذى حيرنى كثيرا، أليس هذا المطار على أرض مصرية، أقامته حكومة مصرية، فحين أراد المسئولون التيسير على ذوى الإعاقة كان لهم القرار السيادى فى ذلك، فجعلوا فى المطار وسائل إتاحة وخدمة الكرسى المتحرك، ومن ثم خلق بيئة وثقافة بين موظفى المطار لدمج ذوى الإعاقة الحركية مع بقية المسافرين، ولكنى تنبهت أن المطار دولى ويأتى إليه ذوو إعاقة من مختلف الدول الأجنبية، وإلا أصبحت صورة المطار سيئة. إن السفر بالطائرة إلى الخارج أسهل من الانتقال بشوارع مصر بالنسبة لذوى الإعاقة الحركية، ولو أراد المسئولون تيسر حياتنا لفعلوا.