أثار الأستاذ أحمد السيد النجار فى أهرام الاثنين 7 أبريل 2014 قضية تعد من اخطر قضايانا القومية وهى تآكل الارض الزراعية الخصبة المنتجة فى الدلتا ووادى النيل ،هذه الارض التى تكونت عبر عشرة الاف عام من الزمان, وقد تعرض الاستاذ النجار لهذه المشكلة بموضوعية وحياد ونظرة عميقة مستقبلية أرجو ان تنير هذه الكلمة الطريق امام صناع القرار ليتحركوا بجدية وحسم لإنقاذ ثروة الاجيال من الضياع.. قال الاستاذ النجار ان عمق التربة الخصبة فى ارض الدلتا يبلغ من 12 مترا الى 17 مترا وهو يفوق طبقات التربة الخصبة فى احواض الانهار الاخرى فى العالم، هذا العمق الخصيب للتربة يشجعنا ان ندعو مهندسى وعلماء الاراضى الى التفكير فى كيفية استعادة الارض المعتدى عليها بالبناء لان عمق الاساس الانشائى فى مساكن الريف لايتعدى مترا واحدا واحيانا اقل... فبعد تطهير الارض من المخلفات الصلبة هل يمكن بالاحلال والتجديد ان تعود لنا الارض الزراعية منتجة كما كانت من قبل.. والرأى هنا لمهندسى وعلماء الاراضى.. ولنا بعض ملاحظات نسوقها هنا: 1 يجدر بنا ان نتذكر مشروع الدكتور رشدى سعيد «دلتا جديدة لمصر» هذا المشروع التنموى الكبير الذى اطلقه الدكتور رشدى سعيد وسط حشد من المثقفين والمتخصصين ورجال الدولة وكان ذلك فى مارس عام 1996.. فنأمل ان ينال هذا المشروع الحيوى عناية المهتمين بمستقبل التنميه ومشكلة الانفجار السكانى. 2 بلغ عدد السكان فى الكيلومتر المربع فى بعض محافظات دلتا النيل1600 نسمة حيث يعيش42٫4 من اجمالى سكان مصر فى الدلتا.. وتعد هذه النسبة من اعلى معدلات الكثافة البشرية فى العالم.. واصبحنا نعانى الاثار الضارة للانفجار السكانى اجتماعيا وبيئيا وصحيا.. واعتقد انه قد جاء الوقت للقيام بتعبئة المجتمع والدولة لمواجهة خطر القنبلة البشرية وآثارها المدمرة من التلوث البيئى وتشوه المنظر العام والانهيار الاخلاقى والصراعات الاجتماعية العشائرية والقبلية ثم شح الموارد والغذاء... ولن تكون هذه المواجهة المنشودة الا بالتخطيط وتبنى المشروعات التنموية الكبرى كمشروع د. رشدى سعيد «دلتا جديدة لمصر» وبإنشاء المجتمعات الجديدة المنتجة فى الصحراء الغربية مع ربطها بطرق عرضية حديثة من الغرب الى الشرق مع الدلتا «القديمة» ووادى النيل. 3 لايمكن اطلاق البناء فى الاراضى الجديدة دون ضابط او رابط ودون نظم حضرية تتبنى نسقا معماريا متناغما مع الطبيعة والاتحولت مصر كلها الى عشوائية كبرى، لابد من اعتماد اشكال معمارية موحدة فى الشكل واللون لكل بيئة ويمكن الاستفادة من تجربة دولة المغرب الشقيق فى التخطيط والبناء خصوصا فى الجنوب المغربى. 4 هذه المشروعات التنموية الكبرى لن تنهض مصر الابها ولن يقوم بها الا نظام سياسى يمتلك الرؤية المستقبلية والارادة الحرة واليد النظيفة والتجرد من المصالح الذاتية او الفئوية فاذا توافرت هذه الشروط سوف يكون ذلك النظام السياسى مدعوما بالتأييد الشعبى. لمزيد من مقالات عبد العزيز مخيون