رصدت جريدة "العِلم" الدولية "Science A" التابعة للرابطة الأمريكية للتطور فى أحدثِ إصداراتها البحثية بمناسبة مرور 50 عاماً على تشييد السد العالى بأسوان مستقبلَ دلتا مصر نتيجة َالتغيرات المناخية التى طرأت على عموم الأرض كارتفاع درجة حرارة الأرض المعروفة باسم ظاهرة الاحتباس الحرارى. حيثُ أشار بعض العلماء، أنّ ذاك الصرحُ الهندسى العملاق يساهمُ فى كارثةٍ بيئية قد تدفعُ بملايين المواطنين إلى انتهاك الدلتا الخصيبة. والأسوأ من ذلك، هو انجراف وتآكل ضفتى النهر وانحسار التربة الخصبة التى تُشكل اليابس عنهما. فمنذ آلاف السنين، كان النيل الظافرُ يبعثُ بالرسوبات الطينية الخصبةِ، المُشَكلةِ لليابس مع جريان ِمياههِ العذبةِ، فجاء السدّ ليعوقَ وصولَ تلك الرسوبات إلى الشمال مع تراكمها بالجنوب، الأمر الذى أنذر بخطر غرق الدلتا. يأتى ذلك فى الوقت الذى يتوقعُ فيه العلماء، ارتفاع منسوبِ البحر المتوسط نتيجة ارتفاع درجةِ حرارة الأرض، وهو الأمر الذى يضعُ الدلتا بين شِقّى الرَحى. وأوضح التقرير، أن مصر والأمم المتحدة – وفى خطوةٍ تحذيرية – تقومان فى الوقت الراهن، هذا العام، بإطلاق ما يُسمى بدراسة "الأعوام الخمسة" لطرح خيارات حماية الدلتا من طغيان البحر الوشيك عليها. وفى الوقت الذى يتدافعُ فيه العلماء بالإدلاء بتلك البيانات الخطيرة وهم صارخون، فإن الحكومة تدفعُ بسلسلةٍ من المشاريع الكُبرى بمناطق الخطر لزيادة المساحات السكانية بها. ويشير التقرير إلى أن السدّ، وهو أكبر مضخةٍ فى العالم، يقوم بتحويل ما يقرب من 10% من مياه نهر النيل إلى مناطق الصحراء غير المأهولة بالسكان حيث تتكون دلتا جديدة وهو ما يدعو للسخرية.