فتري من أين جئت بالحب؟ وكيف استطعت أن تجعل القلوب القاسية تحبك؟ يا سيدي.. نحن في دنيا البشر الذين إذا ما أعطوا توقفوا عن الغمز واللمز إلي حين, وإذا ما حرموا أو منعوا ولو شيئا ليس لهم انقلبوا أسودا ضارية لا تعرف معني العشرة! فتري كيف أنصفوك من أنفسهم, وكيف أطاعوك بالحب؟ سيدي يقينا تعلم أن المناصب الرفيعة تحمل معها عدوات المنصب وكأنه جزء من حزمة الحوافز والمزايا, إلا أنك في أشهر قليلة حملت إليهم خيرا كثيرا وحبا أكبر, والعجيب أنهم بادلوك حبا بحب, وفي لحظة الوداع من المنصب فإن حفلة التكريم لم يسبقها ولم يلحقها شيئا يضاهيها, وأحسب أنني أعرف الإجابة علي أسئلتي فمن أحبه الله قال لملائكته أحبوا عبدي فلان.. فإذا أحبته الملائكة..جاء الدور علي البشر لكي يحبوه.. إلا أن السؤال الذي أجابته بينك وبين ربك تري لماذا أحبك الله؟! والآن جميعنا يعرف أنك أحببتنا رغم عيوبنا, وحنوت رغم جحودنا, واتسع قلبك كي يسمع شكاوانا.. ودعتني آخر جمعة بعد صلاة الجمعة بابتسامة وضحكة من القلب, ونصيحة غالية, والآن انتظر جمعات كثيرة, ولخسارتي كلما أحببت فارسا.. ترجل, فوداعا وإلي لقاء مع جميع الأحبة.الله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون المزيد من مقالات محمد صابرين