تتطور حاسة البصر لدى الطفل بسرعة خلال السنة الأولى من عمره، لكن أحيانا قد تعاني عيناه أو إحداهما فيما بعد من مشكلات ربما تعوق تطور قدرته على الرؤية السليمة نتيجة عوامل كثيرة، من بينها كسل العين الذى قد يصيب العين دون ملاحظة من الأهل.. فما هى الأسباب؟ وماذا عن طرق العلاج؟ د.عصام الطوخى أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة وزميل كلية الجراحين بلندن يجيب موضحا أن المخ يقوم بتكوين الصورة المرئية من كلتا العينين بالتساوى، وفى حالة عجزه عن القيام بهذا يلجأ إلى تجاهل الصورة التي ترسلها إحدى العينين ويعتمد بالكامل على الأخرى، وسرعان ما يتوقف الطفل عن استخدام هذه العين بطريقة لا شعورية، وتكون النتيجة إصابة العين بالكسل الذي يتطور شيئاً فشيئاً تاركاً الطفل ضعيف البصر في هذه العين مدى الحياة إذا بقيت الحالة بدون علاج، وقد لا يكون بإمكان الطفل المريض بالعين الكسولة أو الأهل ملاحظة أنه يعتمد في النظر على عين واحدة دون الأخرى، وذلك لأن المخ يتجاهل الصورة كرد فعل لا إرادى، وعادةً ما يظهر المرض في الأطفال في عمر السابعة، ويظل النظر في حالة تطور قابلة للتغير خلال فترة السنوات التسع الأولى من عمر الطفل. وعن أسباب حالات كسل العين وأعراضها يشير د.عصام إلى أنه يحدث عندما تكون حدة البصر في إحدى العينين أقل من الأخرى بدون أي سبب عضوي ظاهر، ويتم اكتشافه عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين، كأن يكون الطفل مصاباً بقصر أو طول النظر في العين. ويحدث الكسل أيضاً في بعض حالات الحول، وذلك عندما تنقل العين صورة غير واضحة أو مزدوجة للمخ، أى عند عدم التقاء نظر العينين فى نقطة واحدة، وهو ما ينتج عنه إرسال إشارتين مختلفتين إلى المخ، وكرد فعل لا إرادي أيضا يقوم مخ الطفل بتجاهل إحدى الصورتين للحد من الإشارات المتباينة، فأي عامل يعيق تركيز صورة واضحة داخل العين يمكن أن يؤدي إلى إصابة عين الطفل بالكسل. ويضيف: معظم حالات كسل العين يتم اكتشافها بالصدفة أي أنها بدون أية أعراض أو علامات، فالأطفال نادرا ما يشتكون من ضعف الرؤية، فهم لديهم القدرة على التكيف معها بسهولة، لذلك يجب على الأهل فحص نظر أطفالهم في عمر 2- 3-سنوات وبشكل دوري بعد ذلك، وأن يذهبوا لطبيب العيون مباشرة إذا لاحظوا وجود ضعف في مستوى الرؤية في إحدى العينين أو كلاهما، وأيضا عندما يحاول الطفل الضغط على عينه أو إغلاق إحداها، أو عند محاولة اتخاذ وضع معين عند النظر إلى الأشياء مع الاقتراب منها ليتمكن من رؤيتها خلال اللعب أو القراءة أو مشاهدة بسهولة. ويعتمد العلاج على اهتمام الأبوين وأيضا على عمر الطفل ومدى شدة الحالة، فإذا تم اكتشاف وعلاج الحالة مبكرا فسوف يحقق تحسنا في الرؤية، وانه إذا تم اكتشاف الإصابة بكسل العين فى السابعة من عمره أو بعد ذلك، فلن يكون العلاج ناجحا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن علاج الكسل الناتج عن الحول أو عن طول أو قصر النظر هو أكثر نجاحا من الكسل الناتج عن وجود عتامة في الرؤية مثل المياه البيضاء. وهناك طرق كثيرة لعلاج كسل العين أولها النظارة الطبية، فعادة ما يتم وصفها لتصحيح قصر أو طول النظر أو بعض أنواع الحول ،وتغطية العين السليمة من أكثر الوسائل فاعلية والهدف منها هو تشجيع العين الكسولة على العمل، وبالتالي تتحسن الرؤية فيها، وقد تكون التغطية مصاحبة للنظارات الطبية وذلك لمساعدة العين على الإبصار بأوضح صورة ممكنة، وقد يجد الطفل صعوبة فى بادئ الأمر في الرؤية بالعين الكسولة ويشعر بعدم ارتياح، ومن الطبيعي أن يحاول خلع غطاء العين، وهنا يأتي دور الأب والأم في تشجيعه على الاستمرار فى الغطاء وتحببه فيه.