يعتقد البحرانيون ومعهم الحق, أن البحرين كانت دائما مطمعا لرغبات استعمارية, تواصلت علي مر التاريخ بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يشكل خاصرة لدول الخليج, منذ سيطر البرتغاليون والعمانيون والإيرانيون علي المكان. , في تتابع تاريخي, وصولا إلي أحداث دوار اللؤلؤة في العام الماضي, التي يري أغلبية البحرانيين أنها مجرد أحداث تمرد لا ترقي إلي ثورات الربيع العربي, لأنها حصرت نفسها في حدود جزء من الطائفة الشيعية, يرفض الحوار مع الحكم, ويرفض عروض المصالحة الوطنية المتكررة, ويرفض المشاركة في حركة الإصلاح السياسي التي تنشغل بها البلاد, ويصر علي مطالب مستحيلة تتجاوز إسقاط نظام الحكم إلي ضرورة إقامة دولة شيعية بدعوي الأغلبية السكانية المشكوك في صحتها!, سوف يكون أثرها الوحيد تمزيق وحدة البلاد وإثارة الفوضي في كل منطقة الخليج, خاصة اذا امتدت الفتنة الطائفية إلي المنطقة الشرقية من السعودية! ويساند مخاوف غالبية البحرانيين تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية, التي شكلها ملك البحرين من خبرات دولية قانونية عالية لم يكن بينها أي بحراني ترأسها القانوني المصري العالمي د. شريف بسيوني, انتهت في تقريرها المحايد والمهم إلي أن ما حدث في دوار اللؤلؤة هو مجرد تمرد طائفي, تغذي علي بعض أخطاء الحكومة في إدارة الأزمة, مقترحا ضرورة إعادة النظر في عدد من سياسات الحكومة, والبدء في عدد من الإصلاحات الدستورية من شأنها إعادة التوازن بين السلطات, وتقنين صلاحية مجلس النواب المنتخب كسلطة تشريعية لها وحدها حق سن القوانين بدلا من مجلس الشوري المعين, الذي يمكنه أن يسحب الثقة من الحكومة, ويمكن أن يستجوب الوزراء في جلسات البرلمان العلنية وليس في لجان المجلس المتخصصة, كما يساند هذه المخاوف تقرير أمني استراتيجي خطير أعلنه رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان, يؤكد أن في دول الخليج أكثر من50 تنظيما لخلايا شيعية نائمة لها علاقات وثيقة بالحرس الثوري الإيراني ويركز بعضها علي دولة البحرين. وعلي حين تفتح حكومة البحرين أبواب المصالحة الوطنية علي مصاريعها لتعزيز وحدة البلاد, وتستجيب لتوصيات الإصلاح التي قررتها لجنة بسيوني, يواصل أنصار التمرد أعمالهم العدوانية في قري البحرين لإخلائها من رجال الأمن والشرطة, تشجعهم فتاوي متطرفة تبيح دماء هؤلاء, لكن الأمر المؤكد أن غالبية البحرانيين, سنة وشيعة, ترفض هذا العنف وتؤكد ضرورة الحفاظ علي وحدة البحرين ومساندة حركة الإصلاح السياسي والتنفيذي التي تجري في البلاد. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد