فى أواسط القرن الخامس عشر ظهر أمير فى رومانيا تصدى للاجتياح العثمانى للبلقان واكتسب مكانة شعبية فى أوروبا لدحره الغزاة.. هو الأمير فلاد تسيبيس الذى أطلق عليه اسم دراكولا أى ابن الشيطان. وإلى جانب شهرته لجسارته ذاع أيضا صيته لما قيل عن قسوته ووحشيته فى التعامل مع أعدائه حيث سفك دماء عشرات الآلاف ..واستخدم الخازوق فى قتلهم.. وفى آواخر القرن 19 استلهم الكاتب الأيرلندى برام ستوكر رواية دراكولا من الأمير فلاد. وسبب التطرق لدراكولا ظهور صور حية منه فى مصر ومن حولنا متعطشة للدماء وتتسم بالوحشية وتتلذذ بالقتل باسم الإسلام وهو منهم برىء ،فالمسلم من سلم الناس من يده ولسانه. استشهاد زميلة مهنة شابة وثلاثة آخرين وإصابة نحو عشرين يزيد من مرارة الشعور والأسى ،لكنه لا يفت فى عزيمتنا..ويزيدنا إصرارا على التصدى لدراكولا أبن الشيطان الذى يسكن نفوس الإرهابيين، فلتخرس كل ألسنة تتحدث عن وهم اسمه مصالحة فما هى إلا خدعة، فدراكولا يتقرب من ضحيته استعدادا للانقضاض عليها ، فهو لا يحيا إلا على دماء الآخرين.. ميادة ومارى وأحمد وكريم شهداء الجمعة لن يكونوا آخر الضحايا لكننا سنتغلب على ابن الشيطان الذى لا تحركه سوى رغبة مص دماء المصريين. أين مبادرة الجيش لاستيعاب الشباب المشردين والمتعطلين والضائعين فى الحياة لتأهيلهم وتدريبهم ودمجهم بدلا من تركهم فريسة سهلة لأموال مصاصى الدماء؟ ومتى تحسم مسألة وقف تدفق أموال تمويل الإرهاب الأسود ؟ ومتى سيتم ضبط إيقاع عمل الجامعات وتغيير بعض القيادات الجامعية المتراخية فى مواجهة انفلات الأمور ،والتصدى لتحريض بعض أعضاء هيئات التدريس للطلبة على العنف، وإشاعة الفوضى؟ اللافت للنظر أن مدعى حقوق الإنسان فى الداخل أو الخارج لاتهزهم صور بحر دم الشهداء بقدر ما يهز مشاعرهم قفص المحاكمات الزجاجى! فهل يتعاطفون مع »دراكولا« أكثر من تعاطفهم مع ضحاياه؟ لمزيد من مقالات ايناس نور