اعتقد كثيرون أن (أبولمعة) لا يبارى فى قدرته على المبالغة و(الفشر) إلى أن قابل صديقا له .. قال أبو لمعة متفاخرا: نحن ذوو حسب ونسب وأملاكنا لا تحدها حدود، ومزارعنا تمتد لآلاف الأفدنة ، لدرجة أن عمى لديه مزرعة لإنتاج (الكوسة) يبلغ طول الثمرة الواحدة 100 متر .. اعتقد أبو لمعة أنه قد أفحم صديقه ، إلا أن صديقه بادره قائلا: نحن أهل كرم وعطاء ، وموائدنا يجلس عليها المئات لدرجة أن عمى لديه أطباق تمتد إلى 200 متر ! .. فتح أبولمعة فمه متعجبا وسأل بلهفة: يااااه .. وماذا تأكلون فى هذه الأطباق؟ .. أجابه صديقه: كوسة عمك !!! دعابة ونكتة لذيذة تعبر عن انتقاد الفشر والفشارين .. لكن .. هل استخدم المصريون (الكوسة) للتعبير عن أشياء أخرى ؟ .. أجيبك .. نعم .. لقد استخدموها للتعبير عن رفض المحسوبية والواسطة؟ .. تسألنى : ولماذا الكوسة بالتحديد ؟ .. إحدى الروايات تقول أن التجار والمزارعين كانوا يقفون فى طابور طويل لدفع رسوم دخول السوق وكان يستثنى من ذلك مزارعو الكوسة لسرعة تلفها بفعل حرارة الجو .. ولذا عندما كان أحدهم يترك الصف ويدخل دون انتظار وتبدأ الناس فى الاحتجاج يرفع التاجر يده ويقول: كوووسة .. طب .. وإيه آخر أخبار الكوسة ؟.. أقول لك يا سيدى لقد وصلت أخيرا أمام مجلس الوزراء !! .. لا تستغرب .. فقد رفعها العشرات من حملة الماجستير والدكتوراه فى أثناء وقفتهم للمطالبة بالتعيين واعتراضا على دخول الواسطة والمحسوبية و(الكوسة) فى التعيينات .. نعم .. (الكوسة) أحد أصناف (القرع) .. والطب يقول أنها سهلة الهضم .. لكن فيما يبدو فإن معدة المصريين لم تعد قادرة على هضمها خصوصا بعدما قدموا من تضحيات ودماء فى ثوراتهم رفضا لها .. ثوراتهم .. هل تريد أن تقول أن (الكوسة) كان لها دور فى ثورة يناير؟ .. نعم سيدى .. بل لقد كانت أبرز وأهم الأسباب .. وما مطلب (عدالة اجتماعية) .. إلا تجسيد حقيقى للثورة على (الكوسة)! ولكننا نريد هدوءا واستقرارا .. كلنا نريد ذلك .. وما السبيل إليه؟ .. إنه (العدل) فهو أساس الملك.