لأنه ليس طرفا فى النزاع بين الممثل أحمد عز وزميلته زينة حول الزواج بينهما هل كان عرفيا أم شفويا، ولأنه لا يقرأ مقالات باسم يوسف فلم يهتم إذا كانت مسروقة أم مشمومة. ولأنه ليس عضوا فى نادى مناضلى الفضائيات وفيس بوك وتويتر، ولأنه لم يحظ يوما بلقب ناشط ثورى أو سياسى، ولأنه لا يعنيه من سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة وإنما يهتم فقط بكيف نحافظ على مصر فى كل الظروف والأحوال. بسبب كل ذلك وغيره مات منذ يومين دون أى اهتمام إعلامى، أو كلمة رثاء من السياسيين والثوريين والمناضلين الذين يصدعون رءوسنا صباح مساء بعشقهم لمصر وأبطال مصر. مات عبد المنعم الشاعر أحد ابرز أبطال المقاومة الشعبية فى بورسعيد ومفجر تمثال ديليسبس، المناضل الثورى الحقيقى الذى قاد عمليات المقاومة الشعبية الفدائية ضد القوات البريطانية خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وقام مع شقيقه يحيى بنسف تمثال ديليسبس من قاعدته عند المدخل الشمالى لقناة السويس، باعتباره رمزا للاستعمار، وطالب أهالى بورسعيد بأن يقام بدلا منه تمثال للفلاح المصرى الذى حفر بدمائه قناة السويس. والحمد لله أن البطل عبد المنعم الشاعر مات قبل أن يرى بعينيه تمثال ديليسبس وهو يعود مرة أخرى إلى قاعدته، فمحافظ بورسعيد الحالى اللواء سماح محمد قنديل لديه إصرار غريب على إعادة التمثال مرة أخرى بحجة تشجيع السياحة، والحقيقة أن جمعية اصدقاء ديليسبس الفرنسية هى التى تضغط من أجل إعادة التمثال. بينما جموع شعب بورسعيد ترفض ذلك، ووصفت حركة ثوار الآثار فى بيان لها الجمعية الفرنسية بأنها ذات فكر ماسونى، واقترح ممثلو المجتمع المدنى ببورسعيد إقامة متحف فى بورسعيد يضم التمثال ضمن مقتنيات أخرى عن القناة، وليس إعادته إلى قاعدته. مات البطل عبد المنعم الشاعر.. ولن يموت كفاح شعب مصر. لمزيد من مقالات فتحي محمود