زوجى يعود مبكرا من عمله، وأنا حالتى الصحية لاتسمح بأن أقوم بجميع مستلزماته بمفردى فى البيت، ولا يأتى بخادمة للمنزل، ومراراً طالبته ولم يقم بذلك . يجب عن السؤال الدكتور سعيد عامر أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، قائلاً: الراجح من أقوال أهل العلم أن خدمة الزوجة ورعايتها لبيت الزوجية واجب عليها، فقد كانت السيدة فاطمة رضى الله عنها تعمل فى بيت سيدنا على رضى الله عنه، وكانت كذلك تدير الرحى، حتى تعبت يدها من الرحى، قال الإمام الطبري: يؤخذ منه أن كل من كانت لها طاقة من النساء على خدمة بيتها، فى خبز أو طحن أو غير ذلك، إذا كان معروفاً أن مثلها يلبى ذلك بنفسه، وقال الإمام مالك رحمه الله: إن خدمة البيت تلزم المرأة، ولو كانت الزوجة ذات قدر وشرف إذا كان الزوج معسراً، وقال: ولذلك ألزم النبي، صلى الله عليه وسلم، السيدة فاطمة بالخدمة. وسؤالى هل عمل المرأة فى بيتها إلزام عليها، وهل ملزم الزوج أن يساعدها فى أمور البيت؟ أم المشاركة واجبة بين الزوجين؟. ويضيف د. عامر وعلى المرأة القيام بجميع ما يحتاج إليه زوجها من الخدمة أما إن كان الزوج قادراً على إخدامها خادماً أو خادمة، يساعدها، أو يقوم بالعمل تحت إشرافها ومسئوليتها فبها ونعمت، وإن كان غير قادر وأعانها بنفسه كان ذلك من مكارم أخلاقه، وقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يفعل ذلك فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: (كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة، وفى رواية يخصف نعله، ويرقع ثوبه)، أما عمل الزوجة الزائد على رعاية البيت، أى العمل خارج البيت، كما تفعل الزوجات فى كثير من البلاد من معانة للزوج، فهذا يخضع للعرف والعادة ما دام لا يخالف الشرع، خاصة إذا كان حال الزوج مضطرا لذلك، وهو راض بهذا العمل، وغير ملزم لها، فحينئذ مطلوب من الزوج الوفاء ومعرفة الجميل، ومكافأة الإحسان بالإحسان عملا بقول الله تعالى : (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).