فى الوقت الذى تسعى فيه الولاياتالمتحدة لفرض المزيد من العزلة على روسيا، أكدت وزارة الخارجية الروسية أمس حقها فى الرد على الموجة الثانية من العقوبات التى فرضها الاتحاد الأوروبى على موسكو بسبب أزمة القرم. وأوضح متحدث باسم الوزارة فى بيان رسمى أنه «من المؤسف أن يتخذ المجلس الأوروبى قرارا منفصلا عن الواقع». وفى بيان منفصل قالت الوزارة إن موسكو تأمل أن يساعد قرار ارسال بعثة مراقبة تابعة لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا إلى أوكرانيا فى حل ما وصفها البيان ب»أزمة داخلية أوكرانية». وتزامن التحدى الروسى للعقوبات الأمريكية مع تلميح البيت الأبيض إلى أن جولة الرئيس باراك أوباما خلال الأيام المقبلة فى أوروبا ستظهر أن روسيا «تزداد عزلة» على الساحة الدولية. وأشارت مصادر أمريكية إلى أن العقوبات التى فرضتها الولاياتالمتحدة على روسيا أعدت بعناية فى محاولة لاستهداف الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك دون استفزاز موسكو ودفعها للانتقام من شركات أمريكية. وقال مسئول كبير طلب عدم نشر اسمه إن المخاوف من احتمال حدوث رد انتقامى من جانب روسيا «ساهمت فى بلورة المناقشات الخاصة بالعقوبات المناسبة» داخل البيت الأبيض. وأعلنت سوزان رايس مستشارة الأمن القومى للرئيس أوباما أن العالم سيتأكد من أن روسيا تزداد عزلة، وأن المجتمع الدولى ، وفى مقدمته الولاياتالمتحدة، يدعم الأوكرانيين وحكومتهم ، ومصمم على أن تدفع موسكو ثمن ضمها شبه جزيرة القرم. ومن المقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكى غدا جولة تستغرق ستة أيام تبدأ فى هولندا، حيث يشارك فى قمة حول الأمن النووى واجتماع لمجموعة الدول السبع، ثم بروكسل ، لحضور قمة مع القادة الأوروبيين ولقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى، وسينتقل لاحقا إلى روما، قبل أن يختتم جولته فى المملكة العربية السعودية. وستطغى على الشق الأوروبى من هذه الجولة الأزمة الحادة الناجمة عن انضمام جمهورية القرم الأوكرانية إلى الاتحاد الروسى ، وهو ما نددت به الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الذين فرضوا خلال الأيام الماضية عقوبات على المقربين من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. ومن ناحيته، ندد فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى بالاستفتاء فى القرم الذى أدى إلى لحاق شبه الجزيرة بروسيا، معتبرا إياه «محاولة لتقسيم أوروبا». وأضاف لدى اجتماعه مع رئيس الوزراء الأوكرانى أرسينى ياتسينيوك أن «الاستفتاء وقرار مجلس الاتحاد الروسى يشكلان انتهاكا للقانون الدولى ومحاولة لتقسيم أوروبا». وبحث الجانبان احتمال تقديم ألمانيا مساعدة فنية للقوات المسلحة الأوكرانية، للمساعدة فى تحسين المعدات وتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية. وعلى الصعيد الميدانى، قررت روسيا إجلاء الجنود الأوكرانيين من شبه جزيرة القرم والتى انضمت مؤخرا إلى الاتحاد الروسي. ويسرى هذا القرار تحديدا على أفراد لواء محمول جو يضم 61 رجلا يرغبون فى مواصلة خدمتهم فى الجيش الأوكراني.