فى رصد للحملة التى يطلقها تنظيم الإخوان الإرهابى لإشعال العنف فى مصر ، أكد الباحث الأمريكى إيريك تراجر أن الإخوان تنتهج علنا تقنيات العنف وتدعو له صراحة، وذلك من خلال رصده لسلسلة من الصفحات التحريضية المنتشرة فى مواقع التواصل الاجتماعى التابعة للجماعة ، والتى يتم استغلالها للدعوة للعنف علنا ويتابعها الآلاف من مستخدمى هذه المواقع الإليكترونية. وأكد تراجر - الباحث فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى - أن التنظيم يسعى جاهدا فى الوقت الراهن لإثارة الفوضى وتقويض سلطة الحكومة الحالية ، وذلك من خلال حملة تستهدف الحكومة والمدنيين على حد السواء باستخدام أسلحة بدائية مثل قنابل المولوتوف وغيرها. ورصد التقرير أهم الصفحات التى تروج للحملة الإخوانية على موقع «فيسبوك» ، والتى نجحت بالفعل فى استقطاب أعداد لا بأس بها من الشباب ، مثل صفحة «حركة الإعدام» والتى أنشئت فى سبتمبر الماضى واستقطبت ما لا يقل عن 3 آلاف شاب أبدوا تأييدهم لها باشارة «لايك» ، وتدعو لسلسلة من الاغتيالات السياسية المنظمة التى تستهدف كبار رجال الأمن ، وتحث الشباب أيضا على إضرام النيران فى سيارات الشرطة ، حيث تؤكد الصفحة بشكل صريح «أن هناك نحو 35 ألف رجل شرطة ، وأن 80٪ منهم يمتلكون سيارات خاصة» ، ويستدرك المشرف على الصفحة الإخوانية قائلا : «لو نجحنا فى استغلال حالة الفوضى الراهنة وأضرمنا النيران فى ألف سيارة خاصة بضباط الشرطة خلال فترة الليل ، فإن الحكومة ستعوضهم بسيارات جديدة ، وهو ما سينعكس سلبا على ميزانية الدولة التى ستصاب بالخلل ، وهو ما سيثير الغضب الشعبى ضدها ، أما فى حالة عدم تعويض الحكومة لرجال الشرطة فسيصبحون بلا سيارات مثل عامة الشعب المصرى ، وهو ما سيؤثر سلبا على معنوياتهم وأدائهم لعملهم». وتعتبر»حركة مولوتوف» - كما يقول الكاتب - إحدى الصفحات الإخوانية البارزة على فيسبوك والتى ظهرت نهاية عام 2013 والتى تقدم إرشادات حول كيفية صنع قنابل المولوتوف واستخدامها وكيفية استخدام الألعاب النارية كسلاح ، وأضاف أن هذه الصفحة هى الأكثر تأثيرا ، حيث استقطبت فى نهاية يناير الماضى نحو 70 ألف مؤيد «لايك» ، واضطر موقع فيسبوك لإغلاقها فى منتصف فبراير الماضى بتهمة «التخريب» نظرا للاشتباه فى أنها كانت وراء سلسلة التفجيرات التى اجتاحت البلاد بداية العام الحالى، ولكن سرعان ما تمكن القائمون على الصفحة من إعادة بثها على شكل مجموعة من الصفحات الصغيرة التى أعلنت مسئوليتها عن تفجيرات فى محافظتى الجيزة والإسكندرية، و6 أكتوبر. واضطرت السلطات المصرية بالتعاون مع موقع فيسبوك إلى إعلان الحرب على هذه الصفحات ومحاولة السيطرة عليها وإغلاقها ، ولكن القائمين عليها تمكنوا من نقل محتوى هذه الصفحات إلى أخرى موالية أيضا للإخوان مثل صفحة «مصر الإسلامية» والتى استقطبت نحو 554 ألف «لايك» وصفحة «الحركة 18» والتى استقطبت نحو 58 ألف «لايك» , واعتبر الباحث الأمريكى أنه بالنسبة لشباب الإخوان فإن الأهداف المادية مجرد أهداف وليست أرواحا بشرية ، وعلى الرغم من أن بعض الإخوان يدعون أنهم يسعون لإثارة الفزع باستهدافهم لمنازل رجال الشرطة وليس القتل ، إلا أن هناك دعوات صريحة لاستهداف أفراد واغتيال المسئولين. واختتم تراجر مقاله فى موقع «نيو ريبابليك» الأمريكى بتأكيده أن الإخوان لن يتمكنوا من تقويض الحكومة الحالية بانتهاجهم لمثل هذه الأساليب ، ولكن الحكومة أيضا لن تتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار فى البلاد.